من - سالي إسماعيل:
مباشر: "لا تشتري الهواتف الذكية التي تقدمها شركات التكنولوجيا الصينية".. هذا هو مختصر الرسالة التي تلقاها المواطنون الأمريكيون خلال الفترة الأخيرة.
ودفعت المخاوف بشأن المعلومات الأمنية والتجسس، الولايات المتحدة لتصعيد وتيرة التحذيرات من استخدام هواتف شركات الاتصالات الصينية مثل "هواوي" و"زد.تي.إي".
ويأتى هذا التحذير على خلفية لجوء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تشديد السياسات بشأن قضايا تتراوح من دور بكين في كبح جماح كوريا الشمالية إلى الجهود الصينية من أجل الحصول على الصناعات الاستراتيجية بالولايات المتحدة.
جلسة استماع
خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ في منتصف فبراير الجاري، قال 6 قادة أمنيون أمريكيون إنهم لا ينصحون المواطنين باستخدام منتجات الشركات الصينية.
وعبر القادة بمن فيهم رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالة الأمن القومي ومدير الاستخبارات الداخلية عن عدم ثقتهم في "هواوي" ونظيرتها "زد.تي.أي".
كما يكشف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية "كريس وراي" عن قلقهم الشديد إزاء مخاطر السماح لأي شركة أو كيان مملوكة للحكومات الأجنبية بالتواجد داخل شبكة الاتصالات الداخلية للبلاد بما يتيح لها القدرة على تعديل أو سرقة معلومات تساعد في عمليات التجسس.
وطالب مدير وكالة الأمن القومي "مايكل روجرز" بالنظر بشكل جاد في الشركات المماثلة، معتقداً بأن هذا التحدي بشأن المخاطر الأمنية سوف يزداد فقط مع مرور الوقت.
وقامت الحكومة الأمريكية بوقف سلسلة من عمليات الاستحواذ الصينية على خلفية المخاوف الأمنية بما في ذلك عرض شركة "أنت" المالية لشراء شركة تحويل الأموال الأمريكية "موني جرام إنترناشونال".
وذكر تقرير نشرته وكالة "رويترز" أن المشرعون الأمريكيون ينصحون شركات الولايات المتحدة بأنها إذا كانت ذات علاقات مع "هواوي" أو "تشينا موبيل" فإن ذلك قد يؤذي القدرة على القيام بأعمال مع الحكومة الأمريكية.
وكانت "هواوي" حاولت دخول السوق الأمريكي عبر شراكة مع شركة "إيه.تي.آند.تي" حول شبكة الجيل الخامس "G5"، لكن هذه الصفقة تم إيقافها في نهاية المطاف.
هل القضية المثارة جديدة؟
تعود جذور القضية المثارة مؤخراً إلى عام 2012، حيث أجرت الولايات المتحدة تحقيقاً مع شركة "هواوي" وشركة "زد.تي.أي" حول ما إذا كانت أجهزتهما توفر فرصة للتجسس الأجنبي وتهدد البنية التحتية الأمريكية.
كما أصدر الكونجرس الأمريكي حينذاك، أي في عام 2012، تقريراً يؤكد خلاله ضرورة اعتبار شركتي الهواتف الصينية مشتبه فيهما، وهو الأمر الذي قوبل بالاعتراض الشديد من قبل الشركتين في ذلك الوقت، حيث وصفته "هواوي" بأنه لا أساس لها من الصحة.
ويعتبر خبراء الأمن القومي في الولايات المتحدة أن المخاوف الأمنية بشأن أية بيانات من أجهزة "هواوي" تتعلق بموقع المستخدم على سبيل المثال قد يتم إتاحتها لجهاز الاستخبارات في الحكومة الصينية.
كيف دافعت "هواوي" عن موقفها؟
رغم التحذيرات الصارمة بشأن التعامل مع صانعي الهواتف الصينية، إلا أن "هواوي" نفت مزاعم حول التجسس مؤكدة أنها لا تشكل خطراً على الأمن السيبراني.
وقالت الشركة الصينية إنها لا تشكل خطراً على الأمن السيبراني أكبر من أي مشارك في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، موضحة أنها أن اكتسبت ثقة الحكومات والعملاء في نحو 170 دولة في جميع أنحاء العالم.
وأضاف البيان الصادر عن "هواوي" أن الشركة على دراية بالإجراءات التي تقوم بها الحكومة الأمريكية وتهدف إلى تعطيل أعمالها في سوق الولايات المتحدة، مشيرة إلى التزامها بالانفتاح والشفافية في كل ما تقوم به.
كما أكدت شركة "زد.تي.إي" التزامها بكافة القوانين واللوائح المعمول بها في سوق الولايات المتحدة، موضحة أنها تأخذ الأمن السيبراني والخصوصية على محمل الجد.
ومن جهة أخرى، أعلنت "هواوي" في العام الماضي اعتزامها التوسع داخل سوق الولايات المتحدة خلال 2018، حيث أنها تملك حصة ضئيلة بالفعل تضم بيع بعض إصدارتها في منافذ الإلكترونيات الأمريكية وعبر الإنترنت.