باحثة لبنانية: التصعيد الاسرائيلي ضد ايران يعكس تغيير موازين القوي في سوريا

آخر تحديث 2018-02-26 00:00:00 - المصدر: ارنا

حيدر اعتبرت في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان اسرائيل لا تمتلك تصورا واضحا حول ما تريده من خطوط حمر تجاه ايران في سوريا. وعن امكانية تطور التصعيد الي حرب، استبعدت حيدر هذا السيناريو مشددة علي ان اسرائيل ستكتفي بالكلام لان لا مصلحة لديها بنشوب حرب ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وفيما يلي المقابلة كاملة :
*ارنا: ما هي خلفيات التهديدات التي اطلقها نتنياهو في ميونخ مؤخرا ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ؟
**حيدر: يبدو واضحا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي وحكومته يعتمدان ،ومنذ زيارة نتنياهو الاخيرة الي روسيا ولقائه الرئيس بوتين، نهجا جديدا تجاه الوجود الايراني في سوريا الذي يعتبره الاسرائيليون خطرا كبيرا .
نتنياهو يعتبر ان هذا الوجود يشكل خطراً علي اسرائيل وخاصة بعد الاشتباك الاخير الذي ادي الي حادثة اسقاط الطائرة الاسبوع الماضي . وقد اعتبر الاسرائيليون ان الموقف الروسي الذي ادان القصف الاسرائيلي مؤشر علي وقوف روسيا الي جانب ايران من هنا كان موقف نتنياهو بمثابة رسالة مفادها انه يعتبر ايران خطرا مباشرا وستكون هدفا للهجوم الاسرائيلي .
*ارنا: لماذا يأتي هذا الموقف بعد زيارة روسيا ؟ وما هو الهدف الاسرائيلي من هذه الزيارة ؟
**حيدر: علي ما يبدو ان نتنياهو كان يسعي للحصول علي ضوء اخضر من الروس لمهاجمة اهداف ايرانية في سوريا
*ارنا: اشرتي في كلامك الي ان نتنياهو يعتبر الوجود الايراني في سوريا خطر ولكن هذا الامر ليس جديدا ، اليس كذلك؟
**حيدر: نعم هذا صحيح ولكن اسرائيل كانت تقوم باستهداف حزب الله او مراكز سورية تدعي انها تقوم بتصنيع اسلحة دقيقة ونوعية هذه المرة الاولي التي تتعمد فيها اسرائيل استهداف مواقع ايرانية ما يعني انها تريد المواجهة مع ايران .وهذا امر جديد وهو تظهير الخلاف الاسرائيلي مع ايران
*ارنا: الي اين يمكن ان يصل التصعيد الاسرائيلي ؟
**حيدر: في الحقيقة هناك قضية اثارها الاسرائيليون وهي ادعاؤهم ان الايرانيين ارسلوا طائرة من دون طيار وهم يتساءلون عن سبب هذه الخطوة الايرانية مع الاشارة ان ايران نفت هذا الامر .
برأي معظم المحللين والمراقبين الاسرائيليين فان ايران بصدد اختبار اسرائيل وقياس ردود فعلها علي التواجد الايراني في سوريا وعلي انشاء الايرانيين قواعد عسكرية برية وبحرية في سوريا كما علي اقتراب الايرانيين وحزب الله من الحدود مع الجولان . يريد كل طرف معرفة الخطوط الحمر عند الطرف الاخر وكون برأيي اللعبة مضبوطة فليس من مصلحة اسرائيل اندلاع الحرب او ما يطلقون عليه في التقارير الاسرائيلية حرب الشمال الثانية لانهم يدركون ان اي حرب اليوم لن تقتصر علي الجنوب بل ستمتد الي الجولان وغزة .
*ارنا: هل يمكن تحديد الخطوط الحمر الاسرائيلية ؟
**حيدر: اسرائيل تطالب بابتعاد حزب الله والايرانيين الي مسافة 70 كم من الحدود ويريدون منطقة عازلة .عدا عن ذلك من غير الواضح ما هي الخطوط الحمر او قواعد اللعبة الجديدة التي تريدها اسرائيل تجاه الوجود الايراني . خاصة ان هناك امر واقع حقيقي وقوي وهو ان الوجود الايراني هو بطلب من النظام السوري . من هنا يمكن القول ان اسرائيل تحافظ علي هامش من الغموض خاصة ان اصوات بدأت تخرج في الداخل الاسرائيلي وتسأل عن السبب الذي يدفع المسؤولين الاسرائيليين الي اعتبار الوجود الايراني في سوريا خطر وجودي يستدعي حرب كبيرة كما في الحروب السابقة التي خاضتها اسرائيل في تاريخها . ويذهب هؤلاء الي حد السؤال عن سبب عدم التفاوض مع ايران التي كان لديهم علاقة جيدة معها في زمن الشاه .
*ارنا: اين الموقف الاميركي من كل ما يجري ؟
**حيدر: اسرائيل اعتبرت ان الموقف الاميركي كان ضعيفاً بعد اسقاط الطائرة ما اشعر اسرائيل بان ادارة ترامب لم تكن حازمة وحاسمة . وقد ذكرت التقارير الاسرائيلية ان الاشتباك في سوريا انتهي بعد اتصال جري بين نتنياهو و بوتين ما يؤكد ان روسيا هي التي تملك مفاتيح الحل والربط في سوريا وادارة ترامب لا دور لها .
*ارنا: نعود الي تصريحات نتنياهو في ميونخ ، هل تأتي هذه التصريحات علي خلفية الضغوطات الداخلية التي يمر بها نتنياهو نتيجة الاتهامات الموجهة اليه بالفساد ؟
**حيدر: التحقيقات التي تتم حول اتهام نتنياهو بالفساد وتحويله للمحاكمة يدور حولها جدل كبير ولكن لا يمكن ربطها بتصريحات نتنياهو حول ايران . لان اي محاولة يقوم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي لتغطية مشاكله الخاصة بتصعيد ضد ايران سيكون له نتائج وخيمة عليه وستنعكس سلبا علي وضعه خاصة ان الراي العام الاسرائيلي بدا يعتبر ان نتنياهو غير مؤهل للاستمرار في موقعه بسبب الاتهامات المتوجهة اليه . كما ان تصعيد نتنياهو ضد طهران ياتي في سياق بدأ منذ العام 2009 وتصاعد بعد الاتفاق النووي . وقد بذل رئيس الوزراء الاسرائيلي جهود كبيرة في الكونغرس من اجل التاثير علي قرار الادارة الاميركية في ملف الاتفاق النووي .
*ارنا: اذا استبعدنا البعد الداخلي الذي يقف وراء تصعيد نتنياهو فمن هي الجهات التي اراد رئيس الوزراء الاسرائيلي توجيه الرسائل لها ؟
**حيدر: طبعا المعني الاول هو ايران وهناك روسيا ايضا اضافة الي الرئيس الاميركي ترامب . رسالة نتنياهو ان اسرئيل لا تتراجع. ولكن السؤال المطروح هو : ماذا تستطيع ان تفعل اسرائيل في مواجهة ايران وكيف يمكنها كبح الوجود الايراني في سوريا او اجبارها علي الانسحاب طالما ان الروس والسوريين لهم مصلحة ببقاء ايران في سوريا لبلورة الحل السياسي هناك .
*ارنا: ما الذي تستطيع اسرائيل ان تفعله من وجهة نظرك ؟
**حيدر: برأيي ان اسرائيل لا تستطيع الا الكلام ولكن وجود الكثير من اللاعبين في سوريا يضعنا امام احتمالات وقوع اخطاء ليست في الحسبان ومن ثم تسلسل الاحداث التي قد تؤدي الي مواجهة مفتوحة .عدا ذلك فان الحرب مستبعدة لانها ليست من مصلحة احد .
*ارنا: هل كل ما يجري يشير الي ان اسرائيل تعيش حالة من الارباك الكبير ؟
**حيدر: اسرائيل تعيش حالة من الضغط الكبير . لديها شعور انها تواجه وضع اقليمي واستراتيجي مختلف بعد انتصار محور المقاومة في سوريا . هي بحاجة لضياغة سياسة جديدة لمواجهة هذا الواقع الجديد .
انتهي**388** 2344