مشيراً لوجود مساعي دائمة لتقليص سلطات وأراضي الإقليم ...
قال مسرور بارزاني، مستشار مجلس أمن إقليم كوردستان، إن أمريكا تؤكد دائماً على أهمية العلاقات مع إقليم كوردستان واستمرارها، وتسعى لتجاوز أية خلافات حال وقوعها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «تدرك أن لإقليم كوردستان موقعاً مهماً في الشرق الأوسط».
بصدد الزيارة التي يقوم بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حالياً، أفاد مسرور بارزاني في تصريحات صحفية «الهدف من الزيارة هو التباحث حول عدد من القضايا الهامة، كالعلاقات بين إقليم كوردستان وأمريكا، والأوضاع في العراق، وتحسين العلاقات بين بغداد وأربيل».
وأضاف «حتى الآن، أجرينا العديد من اللقاءات والاجتماعات المتعلقة بهذه المسائل، مع المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض وغيرها، من بينها لقاء خاص مع هيربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وكذلك كانت هناك عدة لقاءات في وزارة الخارجية الأمريكية، وستكون هناك لقاءات أخرى مع أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب».
والتقى مسرور بارزاني خلال الزيارة التي يقوم بها إلى واشنطن منذ أيام، بكبار المسؤولين الأمريكيين، من بينهم مستشار الأمن القومي هيربرت ماكماستر، وممثل الرئيس الأمريكي في التحالف بريت ماكعورك، ومساعد نائب وزير الخارجية جوناثان كوهين، وغيرهم.
وحول مضمون اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين الأمريكيين، قال مستشار مجلس أمن إقليم كوردستان: «بالدرجة الأولى بحثنا الأوضاع العامة في إقليم كوردستان، كما شكلت علاقاتنا مع بغداد جانباً رئيسياً من تلك المباحثات، وأبلغناهم أن إقليم كوردستان نفّذ ما يقع على عاتقه، وبالأخص تطبيق الدستور العراقي بجميع مواده، وأكدنا أنه من الضروري أن تنفذ الحكومة العراقية واجباتها، خصوصاً فيما يتعلق بإرسال رواتب موظفي إقليم كوردستان وفتح مطارات الإقليم».
ولم تسفر الحوارات واللقاءات التي جرت بين مسؤولي أربيل وبغداد عن أية نتائج ملموسة على أرض الواقع، فيما يتعلق بحل المشاكل القائمة ورفع الإجراءات العقابية التي فرضتها الحكومة العراقية على الإقليم بعد الاستفتاء.
وأشار بارزاني، إلى أن الأمريكان يؤكدون دوماً على أن «العلاقات مع إقليم كوردستان لها أهميتها وخصوصيتها، ويسعون دائماً لتطويرها، ويعربون عن استعدادهم لحل الخلافات التي تشهدها أحياناً هذه العلاقات»، وأضاف «إنهم على قناعة بأن إقليم كوردستان جزء هام من الشرق الأوسط ويولونه الأهمية».
وبصدد تنظيم داعش، قال مسرور بارزاني: «داعش هزم عسكرياً، وتم تحرير المناطق التي كان يحتلها، لكن هذا لا يعني أن داعش قد انتهى بشكل نهائي، لأنه يسعى للنهوض مجدداً في العديد من المناطق، ونفذ حتى الآن العديد من الهجمات على القوات الأمنية في كركوك».
ورغم إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انتهاء داعش و«النصر النهائي» على التنيظم، إلاّ أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في العديد من المناطق تؤكد استمرار خطر التنظيم.
وأكد بارزاني، أنه «كي يتم القضاء على داعش وأشباه داعش، يجب إيجاد حل للعوامل التي تشجع على ظهور هكذا تنظيمات إرهابية، إلاّ أن العراق لم يقدم حتى الآن على فعل ذلك».
وعن استفتاء تقرير المصير الذي جرى في كوردستان وصوت فيه 92 % من الكوردستانيين لصالح الاستقلال، أوضح بارزاني، أن «الاستفتاء كان تعبيراً لأمة عن خياراتها المستقبلية للعيش، وكيف تريد أن تعيش»، مستدركاً أن «هذا لا يعني أننا لسنا واقعيين، أو أننا لا نجيد قراءة وتفسير مستجدات العالم»، وأضاف «قناعتنا كانت أن الاستفتاء سيقطع الطريق على الهجمات الظالمة التي كان إقليم كوردستان يتعرض لها»، وأضاف «كنا بحاجة لضمانات دولية لوقف إراقة الدماء والكوارث التي كانت تحل بالشعب الكوردي منذ عشرات السنين»، وأردف «إلاّ أنه مع الأسف تم تفسير الأمر بشكل آخر، ونحن على قناعة بأن هذا التفسير كان مقصوداً، فقد كانت هناك دائماً مساعي لتقليص سلطات وأراضي إقليم كوردستان، ولهذه الغاية اتخذوا من الاستفتاء ذريعة، وإلاّ ما كانت عملية الاستفتاء لتتسبب بأي شكل من الأشكال بهجوم ظالم على هذا المستوى على إقليم كوردستان».