ولفت نوفل خلال حديثه لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية ان الادارة الجديدة في السعودية ترفض منطق الحوار الذي يدعو اليه الرئيس روحاني متمنيا ان تعتمد الرياض منهجا واقعيا وعقلانيا في مقاربة خلافها مع ايران . نوفل اعتبر ان الجهود الايرانية لتعزيز القوة العسكرية هو امر مشروع .
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
*ارنا: ركز الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني في خطابه الاخير علي عدم حاجة دول المنطقة للاخرين لحماية امنها . هل تري ان هذا الموقف الايراني قابل للتحقق علي ارض الواقع ؟
**نوفل: من حيث المبدأ كلام الرئيس روحاني له منطق واساس واقعي علي اعتبار ان القوي الاساسية في المنطقة واقصد العرب والايرانيين والاتراك الذين يشكلون الاقطاب الاقليمية الاساسية قادرون علي بناء نظام يضبط وينظم الخلافات الموجودة ويرسي ضوابط للاستقرار والامن الاقليميين . تجارب التعاون الاقليمي في مناطق اخري من العالم اثبتت جدواها خاصة في اسيا واميركا اللاتنينة والاتحاد الاوروبي . هذه المنطقة عرفت اشكال من المنظمات الاقليمية التي استطاعت ان تلعب ادوار تنظيمية وتنسيقية . واعتقد ان منطقتنا تحتاج لهذا الامر وفيها مثلث اقليمي، عربي، ايراني، تركي ويجمع بينهم اشياء وقضايا اساسية ويفترض ان يكون بين هذه القوي ناظم اساسي لتنظيم قضاياهم وخاصة لمواجهة العدوالاساسي في المنطقة وهو العدو الصهيوني الذي يشكل التناقض الرئيسي والتهديد الرئيسي للكل. لذلك يجب قيام نظام او ترتيب او هيئة اقليمية للعمل علي التعاون ولتنظيم الخلافات الثانوية القائمة بين دول المثلث و لضمان الامن الاقليمي .
هذا من حيث المبدأ اما في الوقائع التي نعيشها فنحن في مرحلة انتقالية علي صعيد النظام الدولي وعلي صعيد الوضع الاقليمي ايضا .نحن في ازمة انتقالية وبالتالي المنطقة والعالم يعاني من الفوضي والمحور الذي كان يضبط التوازن في المنطقة اي المحور الاميركي الاوروبي بدا يتفكك.
هذه المرحلة الانتقالية تترجم نفسها في سوريا التي تشهد نوع من الفوضي ونري فيها الاطراف تتصارع في عدد من الحروب المتواصلة .لذلك يمكننا القول ان الوضع شديد التعقيد وتطبيق ما يقوله الرئيس روحاني علي الارض صعب ولكن بالتأكيد ليس مستحيلا .
*ارنا: الرئيس روحاني طالب في خطابه بالتعاون والحوار مع دول المنطقة . هل هناك شريك لهذه الدعوة في المنطقة ؟
**نوفل: تنظيم الاوضاع وانشاء هيئات للتعاون لا يمكن ان ينحقق الا بوسيلة وحيدة وهي الحوار ولكن الادارة الجديدة في السعودية تشكل عقبة امام اي حوار لانها تسير ضمن سياسة تصعيدية تفرضها ادارة ترامب او فريقه تحديدا . هؤلاء يدفعون السعوديين لتصعيد الخلافات الي نوع من الحرب . اذن المشكلة تأتي من التحالف العربي الخليجي برئاسة السعودية. يا حبذا لو ان السياسة السعودية تصبح عقلانية وواقعية لان الحل لا يتم في المنطقة عبر الخيار العسكري وعبر الحروب انما من خلال الحوار الخلافات للوصول الي وضع اقل توترا وتعقيدا.
*ارنا: الرئيس روحاني وصف المواقف الاميركية من الاتفاق النووي بغير المنطقية مؤكدا ان ايران لن تسمح لاي طرف باستغلال التزاماتها وحسن نواياها. ما هي قراءتك لهذا الموقف ؟
**نوفل: هنا يجب التفريق بين الادارة الاميركية وتحديدا فريق ترامب في هذه الادارة وبين الخارجية والبنتاغون والجيش الذين يبدو انهم غير موافقين علي وجهة ترامب من الاتفاق النووي . اذن ترامب يواجه معارضة من حلفائه الاوروبيين ومن قوي دولية ومن الداخل الاميركي ايضا لانه في الاتفاق النووي يعتمد منحي لا عقلاني او لا واقعي ويخالف القانون الدولي لان الاتفاق عقد بين ايران من جهة خمس دول كبري من جهة اخري وهو مكرس في مجلس الامن والامم المتحدة وهو بمثابة معاهدة دولية.
في كل الاحوال استمرار ترامب بهذا الاسلوب يعني ان الاميركيين يضعون المنطقة في منحي تفجيري لا يريح ويعبر عن رعونة في التعامل مع ازمات المنطقة . هذه الطريقة لا تحل الازمات وفيها تجاوز للقانون الدولي، وتؤدي الي توتر وتصعيد دائمين . واذا استمر ترامب بالتشكيك بنجاعة الاتفاق النووي مع الاصرار علي انسحاب بلاده منه فهذا لن ينزع الشرعية عن الاتفاق وايران لها وسائل لترد علي هذا الاسلوب وممكن ان تكون حرة في لتطوير البرنامج النووي ما يطرح تحدي جديد امام السياسة الاميركية المنحازة لاسرائيل وهذه سياسة لا تستطيع ان تبني توازنا في المنطقة وقد ظهر الاميركيون بالفعل كطرف غير قادر علي ادارة الازمة السورية وهذا يفسر لماذا اليد العليا في سوريا لروسيا التي عادت الي المنطقة بقوة .
*ارنا: من النقاط المهمة في خطاب الرئيس روحاني تأكيده علي حق ايران في بناء قدراتها العسكرية وهو قال ان طهران لم ولن تستأذن احد لصناعة الصواريخ والدبابات والطائرات . هل الظروف القائمة في المنطقة تساعد الجمهورية الاسلامية الايرانية في اعتماد هذا المنهج ؟
**نوفل: في المبدأ الموقف الايراني له سند وهو مبدأ السيادة القومية المرتبط بمسألة الامن القومي . ولكن انا اعتقد ان الايرانيين عندما وقغوا الاتفاق لم يحسبوا حساب ان في طيات الاتفاق محاولة من قبل القوي الغربية للتمهيد لطرح مسألة الاسلحة الصاروخية .وهذا ما يستمر اليوم وطبعا موقف الرئيس الايراني في هذا المجال مشروع ويعبر عن حق ايران خاصة ان الاوضاع الاقليمية معقدة ومتوترة والتوازنات غير ثابتة والاقليم ايضا غير ثابت .
انتهي**388**2344