فوز الأحزاب الشعبوية يدفع ايطاليا للمزيد من الاضطراب السياسي

آخر تحديث 2018-03-05 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

روما - صوّت الايطاليون الاحد لتحالف اليمين والقوى المعادية لهيئات النظام لكن من دون التمكن من تشكيل غالبية واضحة، بحسب المؤشرات الأولية، ما يطرح عدة سيناريوهات محتملة، بحسب الخبراء.

وكما توقعت استطلاعات الرأي، حصد تحالف اليمين الذي يضمّ أربعة أحزاب بينها فورزا ايطاليا برئاسة سيلفيو برلوسكوني (يمين وسطي) والرابطة برئاسة ماتيو سالفيني (يمين متطرف)، 37 بالمئة من الأصوات، بحسب النتائج الجزئية التي شملت نحو 90 بالمئة من مراكز الاقتراع.

لكن المفاجأة الكبيرة كانت حصول الرابطة على 18 بالمئة من الأصوات متقدمة على فورزا ايطاليا الذي حصل على 14 بالمئة.

ونظرا لتعقيدات النظام الانتخابي الجديد الذي يمزج بين النسبية والأغلبية، ما زال مبكرا معرفة ترجمة هذه الأصوات فعليا إلى عدد نواب وأعضاء في مجلس الشيوخ، لكن الغالبية المطلقة تبدو منذ الآن بعيدة المنال.

حكومة النجوم الخمس

وأصبحت حركة النجوم الخمس التي أنشئت عام 2009 بعد رفضها الطبقة السياسية القديمة، الحزب الأول في البلاد بعد أن بلغت نسبة التصويت لها نحو 32 بالمئة، إلا أن هذا لا يكفي من أجل تشكيل أكثرية نيابية.

ويبدو تحالف "معاد لهيئات النظام" مفترض بين حركة النجوم الخمس ورابطة الشمال، التحالف الوحيد القابل لتشكيل أكثرية رغم أنه يثير مخاوف بروكسل.

لكن قائدي هذين الحزبين لا يزالان حتى الساعة يرفضان بشكل قاطع هذا الاحتمال.

ويتمحور الخيار الآخر حول مناقشة الموضوع مع الحزب الديمقراطي اليساري الوسطي والأحزاب اليسارية الصغيرة. ومن أجل تحقيق ذلك، يجب أن يتخلى ماتيو رينزي الذي أقسم بعدم اقامة تحالف مع "المتطرفين"، عن قيادة الحزب الديمقراطي إلى شخص أكثر انسجاما.

وقد حصلت مثل هذه النقاشات عام 2013 من دون التوصل إلى اتفاق، لكن حركة النجوم الخمس تغيرت ولويجي دي مايو أظهر انفتاحا أكبر على الحوار، إضافة إلى أن الحزب الديمقراطي لم يعد في موقع قوة، بعد حصوله على 19 بالمئة من الأصوات.

تحالف كبير

ويعوّل الاتحاد الأوروبي والأسواق المالية على نوع من تحالف كبير على غرار الائتلاف في ألمانيا، بين فورزا ايطاليا والحزب الديمقراطي، لكن الأرقام المتوافرة حاليا لا تسمح بتشكله.

وحتى لو أن النظام الانتخابي الجديد يعطي حظوظا للمرشحين المتجذرين جيدا في دوائرهم الانتخابية، إلا أن المرشحين الصغار الجدد في حركة النجوم الخمس اكتسحوا الجميع، خصوصا في الجنوب.

وبحسب تقديرات وسائل الاعلام بناء على النتائج التي كانت لا تزال جزئية صباح الاثنين، لن يحصل الحزب الديمقراطي إلا على 107 نواب وفورزا ايطاليا على 102 نواب.

وحتى ولو تمت اضافة الأحزاب الصغيرة التي لم تبرز الأحد، المجموع لا يزال بعيدا عن الغالبية التي تتمثل بـ316 نائبا.

لا أكثرية نيابية

وفي حال لم يتم تشكيل أي أكثرية، من المتوقع أن يبقي الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا على حكومة باولو جنتيلوني (يسار وسط) الحالية، التي لا تحتاج لطلب ثقة البرلمان الجديد لإدارة الشؤون الجارية إلى حين الدعوة إلى انتخابات جديدة، قبل التصويت على قانون انتخابي جديد.

إلا أن الآلية تتطلب وقتا، إذ أن المجلسين سيعقدان جلستهما الأولى في 23 مارس/آذار لانتخاب رئيسيهما وتشكيل المجموعات. وحينئذ فقط يبدأ ماتاريلا استشاراته.

ولا يعتبر الوضع في ايطاليا مفاجئا، فقد اعتادت على عدم الاستقرار، إذ أن أكثر من 60 حكومة توالت على حكمها منذ قيام الجمهورية في العام 1946.