بقلم إياد الصالحي
* في كل مرة ينبري الإعلام الرياضي ليؤشّر نقاطاً سلبية عن واقع أنشطة المؤسسات الرياضية المبتلية ببعض المسؤولين الذين يستنزفون جُل وقتهم في كيفية تعزيز مُدد بقائهم في مواقعهم لمنع دخول منافسين جُدد لهم الى حلبة الصراع أو حتى يهمسوا بسعيهم المشروع لتحقيق آمال من وضعوا الثقة فيه، لهذا استمرّت حالة التشظّي في أوساط ألعاب كثيرة نتيجة غياب رأس كبير لهيئة تحمل مسمّى (الهيئة الوطنية العليا للرياضة) تأخذ زمام المبادرة المسؤولة على شكل قرار حاسم أو إجراء رادع يمنع المزيد من تهوّر تصريحات تمتطي صهوة الشخصنة ولا تمت بصلة لمصلحة الرياضة، فمتى تضع الحكومة مسودة هيئة عليا تقود الرياضة وتنهي فصلاً موجعاً من التشكيك بالذمم وكتابة أنظمة أساسية وفق أهواء مجالس تنفيذية تحمي وجودها لدورتين أولاً وبعدها تموت ضحكاً إذا ما غرقت مراكب الرياضة بما حملت؟!
* أكثر ما يثير حنق المتابعين لسلوكيات وتصريحات بعض العاملين في الإعلام الرياضي هو الانقلاب السريع في الآراء وتناسي مواقف مهنية سبق أن أتخذتْ وأحتُرِمتْ طالما انطلقت من مبدأ ممارسة السلطة الرقابية بحيادية تامة قد تخرج عن ذلك أحياناً إذا كان الطرف المُنتقد لا يبالي بالخسائر المادية والمعنوية اللتين تتكبّدهما الرياضة جرّاء السياسة الفاشلة في إدارة العمل والمنهج العقيم، لكن يكرر بعض العاملين في حقل الإعلام أنهم يدعمون المرشّح الجديد لأن المسؤول الحالي لم يكن جيداً وفي نفس الوقت يعترفون أنهم اسهموا في حرق فرصة بقاء المسؤول السابق بحملات انتقادية نارية، ثم يجدوا اليوم أنهم يترحّمون على فترة عمله في الموقع!! ما هذا الانفصام في الرؤية المجرّدة من أصول وثوابت الإعلام الحقيقي الذي نعيشه؟ أكتبوا وتحدثوا بالشخصية المهنية التي تعرّفون الناس بها ولا تهينوها بالتقافز في دوائر الصراع الانتخابي!
* إذا سلّمنا أمرنا بأن واقع الرياضة النسوية في العراق وبعد خمسة عشر عاماً من التغيير في نظامه السياسي وما وعدت به القيادات الرياضية المتوالية في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية والاتحادات والأندية من برامج واهية لتنمية رياضة المرأة التي تخلّفت حتى وراء أضعف الدول التي لا تستطيع توفير مقومات الحياة لشعوبها فما بالك برياضييها! إذا سلّمنا أمرنا بعدم وجود حياة حقيقية في ميدان الرياضة النسوية تتنفس منه البطلات أجواء التفوّق والشعور بالتحدي، فمن وراء إخفاء دور المرأة إدارياً، ولماذا لا تمنح الصلاحيات في المواقع التي تحتاج الى تنشيط واجباتها وتفصح عن طموحاتها من خلال ورش عمل أو ندوات أو مؤتمرات صحفية أو حتى بيانات تصدر عن لجنة نسوية تقودها بطلة سابقة؟، من يتعمّد أهمال وجود المرأة ككيان فاعل وليس مقعداً فارغاً لشغل Quota اجبارية؟! الغريب هناك أكثر من رياضية بطلة من عقدي الثمانينيات والتسعينيات أختفت عن المشهد تمامأً، ولاذت بالصمت إزاء التحجيم المتعمد لدورها في المجتمع الرياضي والاكتفاء بحضور شكلي لا يفرق عن غياب فعلي!
* أبرمت الشركة الراعية لاتحاد الكرة المصري اتفاقاً مع نظيره الكويتي للعبة على أن يضمن حقوق تنظيم مباراة مصر والكويت يوم 26 أيار المقبل، على ملعب جابر الأحمد الدولي بالكويت، ومن بين نقاط الاتفاق، تأجير الملعب لتدريب الفريق الضيف مقابل 100 ألف دولار وتتحمّل الشركة تذاكر سفر البعثة المصرية وتكاليف إقامة المنتخبين.
هكذا تعمل الاتحادات الرياضية في العالم على توظيف الاستثمار بأية طريقة وتنتفع من ملاعبها لدعم ميزانياتها التي تبقى بحاجة الى واردات جديدة تعوّض ما ينفق خلال السنة، لا أن تبقى تعتاش على مُنح الحكومة وما يردها من حصص ضئيلة عبر الاتحادات الدولية، ونذكّر اتحاداتنا بهذه المسألة الحيوية، فالمرحلة المقبلة ستشهد انفراجاً في موضوعة الحظر، وعليها أن تتبنى مشاريع استثمارية مهمة تعينها على شؤون عدة، منها إعداد المنتخبات الوطنية وإدامة زخم الفعاليات المحلية.