بقلم : محمد حسن الساعدي.
ربما أصبح أمراً روتينياً في أنتخاب القوائم الانتخابية ذاتها منذ أول انتخابات في البلاد ، فنرى المشهد الديمقراطي كالتالي ( السنة ، الشيعة ، الأكراد ) والأقليات الأخرى ، وعندما ننظر إلى القوائم الانتخابية ننظر لها بنظرة قومية ومذهبية ، إذ لا وجود لتعانق النظريات المذهبية والقومية إلا ما ندر ، فنرى الكتلة الشيعية الكبرى واضح المعالم ، واللون والبيان ، وهكذا بالنسبة للسنة والأكراد ، فلم نرى في المناطق الشيعية ترشيح لسني وانتخابه من قبل الشيعة ، كذلك بالنسبة للشيعي الذي يدخل المناطق السنية كمرشح أو ينتظر انتخابه من المجتمع السني ، وهكذا بالنسبة للأكراد والذين حرمّوا أنتخاب غير قوميتهم وانتمائهم المناطقي ، الأمر الذي يحمل في أهدافه وخلال السنوات الماضية ، وعبر تجارب انتخابية عدة بعداً خطيراً في التعبير عن مشهد ديمقراطي حر .
أما فيما يتعلق بالخطاب السياسي , في الوضع كذلك بات واضحا , فكلا يدعوا أنصاره وينادي بلسان مذهبه وقوميته , إذ لم نسمع كردي تحدث بهموم الوطن أو دافع عن حقوق أهل ألبصره مثلا , أو العكس فكلا يدافع عن حقوقه الفئوية والحزبية دون النظر إلى هموم الوطن والمواطن الذي وضع ثقته بممثليه ونوابه , كما أن خطاب السياسيين لم يكن يوما خطابا وطنيا , بقدر ما كان خطابا ينم عن خلاف واختلاف فنرى إن المنبر الإعلامي أمسى صوتا معبرا عن الصراع المذهبي والقومي , ناهيك عن الأصوات النشاز التي تعبر عن الشحن الطائفي والقومي وان أي خلاف بين الكتل السياسية نراه في الشارع أو عبر المنابر الأعلامي .
الانتخابات القادمة وعلى الرغم من كل الآمال المعلقة عليها في صعود وجوه جديدة يمكن إن تحقق شيئا من طموح الشعب , ألا أنها لم تبرز إي وجوه جديدة يمكن لها أن تغير شيئا من الواقع السياسي الحالي , وان شعار التجديد والتغير لا يبعد أن يكون سوى مظله لعوده نفس الوجوه التي سببت الخراب للبلاد , وجعلته يعيش وطأة داعش لعدده سنوات , كما أن وعلى الرغم من كل ما تضمنته الإعلانات واللوائح والبرامج الدولية والدساتير والقوانين من مبادئ تشجع على مشاركة الشباب في الحياة السياسي .
كما أن جميع الاستقراءات تشير بوضوح إلى ضعفها حيث بينت جميع هذه الاستقراءات عن عزوف الشباب من المشاركة في الانتخابات القادمة الآمال معقودة على صعود عقول لا تحمل الخلاف , ولا تسعى إلى الاختلاف , أو رفع شعار الفئوية الباطلة بل تسعى إلى إذابة الفوارق التي وضعها الأجنبي , وان يكون المعيار الحقيقي هو النزاهة والمهنية في القيادة والإدارة , كما إن نفس الآمال معقودة على إن يحمل خطاب سياسينا مفاهيم الوطن والنظر نظرة أخويه اتجاه المواطن , وان يسمو الجميع فوق خلافاتهم والانتقال من عقلية المعارضة إلى عقليه الإدارة الناجحة والتي ينبغي إن تكون هي الوسيلة في بناء مجتمع ودوله حديثه.
الأمر الذي يجعلنا إمام اختيار مصيري , إسقاط الفاسدين وسراق المال العام , وان يعمد الجمهور إلى صنع كتيبه سياسة قادرة على النهوض بواقعه , والدفاع عن حقوقه وان تحمل هذه الكتيبة مصير الوطن بدل مصيرها ومصير انتمائها القومي والمذهبي .