عباس يتهم حماس بمحاولة اغتيال الحمدالله ويشتم فريدمان

آخر تحديث 2018-03-19 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

رام الله (الأراضي الفلسطينية) - وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الاثنين سفير الولايات المتحدة في إسرائيل ديفيد فريدمان بـ"ابن الكلب"، متهما في الوقت ذاته حماس بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الحكومة رامي الحمد الله ورئيس المخابرات العامة، ماجد فرج في قطاع غزة الأسبوع الماضي.

وقال عباس في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "اعتبرت أن الاستيطان شرعي وهذا ما قاله أكثر من مسؤول أميركي أولهم سفيرهم في تل أبيب هنا ديفيد فريدمان. قال يبنون (الاسرائيليون) في أرضهم، ابن الكلب، يبنون في أرضهم؟ وهو مستوطن وعائلته مستوطنة وسفير أميركا في تل أبيب ماذا ننتظر منه"، مضيفا "مستوطن يسكن مستوطنة".

وشتم عباس السفير وخاطبه قائلا "كيف تقول إن المستوطنين يبنون في أرضهم؟".

وجاءت تصريحات عباس ضد فريدمان، تعليقا على تصريحات للأخير قال فيها الشهر الماضي، إن "أي إخلاء جماعي للمستوطنات من الضفة قد يؤدي إلى نشوء حرب أهلية في إسرائيل".

وأضاف السفير الأميركي حينها "هؤلاء (المتدينون اليهود) ملتزمون بهذه الأرض لأنهم يرون أنها أرضهم".

وجاءت تصريحات عباس أيضا بعد تصريحات لديفيد فريدمان المعروف بأنه جزء من اليمين المتطرف وأكبر الداعمين للاستيطان، هاجم فيها بشدة قيادة السلطة الفلسطينية.

وانتقد السفير الأميركي السلطة لـ"صمتها وعدم إدانتها لعمليات القتل" التي نفذها فلسطينيون أخيرا وقُتل فيها 3 إسرائيليين.

وقال فريدمان في تغريدة على تويتر "قتِل جنديان إسرائيليان هما ناثانيل كاهالاني وزيف داس على يد فلسطيني، هذه قسوة، وليس هناك إدانة من السلطة الفلسطينية، أنا أصلي من أجل العائلات والجرحى وأشعر بالكثير من الحزن، فقد تم قتلهم بشكل وحشي".

وقبل حوالي شهرين، انتقد فريدمان السلطة الفلسطينية بشدة، عقب الهجوم الذي وقع قرب هافات جلعاد الذي أسفر عن مقتل الحاخام رازيل.

وكتب فريدمان "الإسرائيليون يُقتلون بدم بارد من قبل الفلسطينيين وحماس تشيد بالقتلة، وقوانين السلطة الفلسطينية تكافؤهم ماليا".

وفريدمان هو يهودي أميركي معروف بمواقفه الداعمة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وتأييده لضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل، إضافة إلى تأييده قرار الإدارة الأميركية إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها.

وصعّدت السلطات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة من عمليات الاستيطان في مدينة القدس الشرقية.

ويقول فلسطينيون إن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، شجّع تل أبيب على المزيد من الخطوات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص.

وتوجد في الضفة الغربية أكثر من 200 مستوطنة وما يزيد عن 150 بؤرة عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية)، يقطنها نحو 600 ألف مستوطن إسرائيلي.

وبسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/حزيران 1967 أساسا لحل الدولتين توقفت المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني منذ أبريل/نيسان 2014.

اتهام يقطع مع اتفاق المصالحة

واتهم عباس مساء الاثنين حركة حماس بتنفيذ محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمدالله. وجاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح اجتماع القيادة الفلسطينية في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.

وقال عباس، إن "حماس تقف وراء الاعتداء على موكب رئيس الوزراء الحمدالله في غزة"، معلنا رفضه لأي معلومات أو تحقيق تجريه الحركة حول محاولة الاغتيال التي وقعت شمالي القطاع.

وأضاف "حماس هي من اخترعت هذا النمط من الاغتيالات في الوطن العربي"، مضيفا "لو نجحت عملية الاغتيال لفتحت الباب على حرب أهلية فلسطينية".

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أنه قرر اتخاذ القرارات القانونية والمالية والشرعية كافة بحق قطاع غزة على خلفية محاولة الاغتيال دون أن يقدم المزيد من التفاصيل حول هذه القرارات.

والثلاثاء الماضي أعلنت الداخلية الفلسطينية في غزة (تديرها حماس)، أن انفجارا وقع أثناء مرور الموكب الذي يقلّ رئيس الوزراء والوفد المرافق له، عقب وصولهم للقطاع في منطقة بيت حانون (شمالا) دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات.

وحول المصالحة الفلسطينية، اتهم عباس حماس بمخالفة كل ما تم الاتفاق عليه مع حركة فتح خلال الاجتماعات التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة نهاية العام الماضي.

وقال "تمكين الحكومة في غزة هو صفر وسلطة أمر الواقع (في إشارة لسلطة حماس) هي التي تواصل السيطرة والتحكم".

وتابع "الحقائق تؤكد أن هناك طرفا واحدا للانقسام يفرض سلطة أمر واقع غير شرعية"، مطالبا بأن يكون "كل شيء" في غزة بيد "القيادة الشرعية".

وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول 2017 وقعت حركتا فتح وحماس على اتفاق للمصالحة في القاهرة، لكن تطبيقه لم يتم بشكل كامل وسط خلافات بين الحركتين بخصوص عدد من الملفات.

وتتهم الحكومة الفلسطينية حركة حماس بعرقلة توليها لمهامها بشكل كامل في قطاع غزة، فيما تنفي الأخيرة ذلك وتقول إنها وفرت كل الظروف الملائمة لعمل الحكومة لكنها "تتلكأ في تنفيذ تفاهمات المصالحة".