وقال السيد نصر الله في كلمة متلفزة له مساء الاربعاء “نعلن اليوم عن البرنامج الانتخابي لنواب حزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة للاربع السنوات القادمة”، مشيرا الي انه “سيتم لاحقا في مهرجانات التطرق لبعض ما سيورده الليلة وللحديث عن الانجازات”.
وشدد السيد نصرالله علي أن برنامج الحزب يركز علي مجموعة من العناوين الواقعية والتي يعمل حزب الله علي تحقيقها، وأشار إلي أن الحزب كان له الإسهام الكبير في اقرار القانون النسبي لتصحيح التمثيل. وقال الأمين العام إن الدور الذي تؤديه كتلة الوفاء للمقاومة يستند الي انجازات السنوات الماضية، “ومن خلال صوتها المعبر عن العيش الواحد وصون السلم الاهلي وتعزيز الحوار بين اللبنانيين ومن خلال حضورها في التشريع والرقابة وانجاز العديد من القوانين”.
وأكد السيد حسن نصرالله ان الانتخابات النيابية المقبلة تشكل فرصة لاعادة انتاج الشعب اللبناني لسلطته الوطنية مستفيدا من مظلة الحماية التي وفرتها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، واضاف “نحن نتحدث عن برنامج انتخابي لا عن وثيقة سياسية لحزب الله ولذلك لن نتعرض للوضع العربي والدولي او للوضع في المنطقة ولا النظرة للدولة في لبنان بل نركز علي مجموعة عناوين يعمل النواب علي تحقيقها”، وتابع “وضعنا عناوين واقعية كي يمكن تطبيقها بالتعاون مع بقية الكتل النيابية والسياسية”.
واعتبر السيد نصرالله ان “الامن الموجود اليوم في لبنان يعود الي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ومن قانون جديد للانتخابات قائم علي النسبية والذي كان لنا اسهام كبير في اقراره وهو ما سيتيح للبنانيين التعبير عن خياراتهم بصورة افضل وتصويب التمثيل النيابي ما امكن”.
واضاف السيد نصرالله “اننا ومن هذا المنطلق نخوض هذه الانتخبابات لنبقي الصوت الصادق المعبر عن تطلعات شعبنا واماله، ونحن منذ مشاركتنا الاولي في المجلس النيابي عام 1992 آلينا علي انفسنا ان نكون صوتاً للمقاومة الشريفة وحماة لتضحيات شعبها ومجاهديها، ومن خلال ذلك نعمل من موقعنا النيابي للدفاع عن لبنان وحمايته في وجه اعدائه المتربصين به وفي طليعتهم العدوين الاسرائيلي والتكفيري، وهو الدور الذي سنستمر لحماية لبنان وشعبه ومياهه ونفطه وثرواته الطبيعية، سواء عبر الصوت والكلمة او من خلال التصويت او وضع اقتراحات قوانين وسن تشريعات لتحقيق هذه الغاية”.
وتابع السيد نصر الله “ان هذا الدور الذي تؤديه كتلة الوفاء للمقاومة يستند الي ما انجزته علي مدي السنوات الماضية من خلال حضورها الفاعل في المجلس النيابي وحملها القضايا الوطنية العادلة وفي مقدمتها قضيتي التحرير والحماية، ومن خلال صوتها المعبر عن الايمان بالعيش الواحد، وصون السلم الاهلي وتعزيز الحوار بين اللبنانيين في وطن التنوع والتلاقي، وكذلك من خلال خضورها ومساهتمها علي مستوي التشريع والرقابة وانجاز عدد كبير من القوانين، خدمة للمصالح العامة وللمواطنين”.
وأعلن السيد نصرالله أن الحزب سيعمل علي تحقيق الاصلاح السياسي والاداري في الدولة، من خلال تطوير قانون الانتخابات الحالي، وتخفيض سن الاقتراع الي 18 سنة، مشيراً إلي أن المجلس النيابي مسؤول عن تنظيم الحياة العامة، والمبادرة الي تقديم اقتراحات قوانين، وتفعيل الدور التشريعي والرقابي بما يسمح بمحاسبة السلطة التنفيذية.
وشدد السيد نصرالله علي ضرورة استحداث وزارة التخطيط، وقال “نحن في لبنان بحاجة الي هذه الوزارة وكادر متخصص تستعين بإختصاصيين ومراكز دراسات وهي تشكل العقل المنفصل للحكومة وتساعد جميع الوزارات”، ولفت إلي ضرورة “تعزيز دور الهيئات الرقابية وفي مقدمها التفتيش المركزي وديوان المحاسبة”، وإلي “تطوير النظام القضائي ليكون القضاء سلطة مستقلة”. وأضاف أن الحزب سيعمل علي “توفير الامكانات اللازمة لتقوية المؤسسات الامنية وفي طليعتها الجيش الوطني وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لتمكينها من القيام بمهامها الوطنية في الدفاع عن لبنان وحفظ الامن”، وعلي “اقرار قانون اللامركزية الادارية الموسعة في البلاد، بالنظر إلي فوائدها الكثيرة علي كافة الخدمات”.
ودعا السيد نصرالله إلي اعتماد مبدأ المناقصات في التلزيمات، وقال إن الحزب لن يوافق علي أي تلزيمات بالتراضي، ولن يساير في ذلك مع اي حليف او خصم، “فنواب ووزراء حزب الله لن يوافقوا علي اي تلزيمات بدون مناقصات والتأخير أفضل من ان ينهب المال العام وتسود ثقافة الفساد”. ودعا الأمين العام لحزب الله إلي تعزيز دور مجلس الخدمة المدنية وجعله مدخلا حصريا للتوظيف في القطاع العام، وأكد أن الحزب لا يملك موظفين في القطاع العام، وأن الحزب شارك في وضع الية لاختيار الموظفين في الفئة الاولي، ودعا أيضاً إلي تفعيل المكننة والربط بين الادارات لتسهيل حياة المواطنين.
وأشار السيد نصرالله إلي أنه “من اخطر المسائل ان يستمر الهدر والفساد، وصار لزاما علي الجميع ان يتعاطوا مع قضية مكافحة الفساد في جميع مؤسسات الدولة بإعتبار الموضوع احد اهم اسباب دفع البلد الي الكارثة واعتبار مكافحة الفساد اولوية مطلقة، وسنعمل علي هذه الاولية مع كل الكتل النيابية والمسؤولين في الدولة”. وأعلن الأمين العام أن الحزب سيشكل اطارا تنظيميا خاصا مهمته مواجهة الفساد والهدر، وقال “نحن نلتزم ان نبقي تنظيمنا وحزبنا نظيفا وغير متورط في اي فساد، ومن لديه اي معطي فساد ضد حزب الله فليتقدم به، ومن مشارك في هدر وفساد سنحاسبه، ونحن مصممون بشكل قاطع علي المحافظة علي نقاء مسيرة الشهداء والتضحيات”، وأكد أنه سيتابع إطار مكافحة الفساد شخصياً.
وقال السيد نصرالله إن الحزب يتطلع الي دولة رعاية وعناية لا دولة جباية وسيطرة، دولة تعتمد نظاما اقتصاديا علي الانتاج لا الريع، داعياً إلي “ضبط الانفاق وترشيده وخفض الدين العام، واصلاح النظام الضريبي بما يؤمن العدالة، والمطالبة بوضع خطط اقتصادية خمسية وعشرية ضمن رؤية اقتصادية واضحة”، وقال “سنبذل الخطوات الازمة لمعالجة مشكلة الكهرباء، وتنفيذ البرامج المقرة سابقا وتطبيق القوانين ذات الصلة وحل ازمة مياه الشفة في تنفيذ الاعمال والمشاريع المقرة في هذا المجال وتشكيل مجلس ادارة كهرباء لبنان”.
ودعا إلي اصلاح قطاع الاتصالات بزيادة انتاجيته وتشكيل الهيئة الناظمة له وانتاج الشركة التابعة للدولة، وتكوين البنية التشريعية التي تضمن الشفافية في عمليات الانتاج والرقابة في ملف النفط، وإلي رفع مستوي التعليم الرسمي وتعزيز التعليم المهني ودعم الجامعة اللبنانية، وتأمين الصحية الشاملة للمواطنين وضمان الشيخوخة، والعمل علي خفض الفاتورة الدوائية عبر كسر الاحتكار في سوق الدواء. وشدد علي ضرورة متابعة استكمال مشاريع الصرف الصحي علي مجاري الانهار لا سيما العاصي والليطاني، وايجاد حلول لملف النفايات والنقل العام، ومطالبة السلطات المعنية لتطبيق القوانين التي تحمي الاملاك العامة والمشاعات.
ودعا السيد نصرالله إلي استكمال تعويضات حرب تموز 2006، واقرار قانون عفو عام مع مراعاة الضوابط التي تحدد من يستحق العفو، وتأمين حقوق المرأة الطبيعية وايلاء عناية خاصة لحماية العائلة، وإلي مكافحة آفة المخدرات، والعمل علي إعادة النازحين السوريين الي بلدهم.
وفي الشأن الإنتخابي، تحدث الأمين العام عن لقاءات جرت في الأسابيع القليلة الماضية مع الحلفاء لتركيب اللوائح الانتخابية، وقال “حاولنا ان نكون اصدقاء وشفافين مع الجميع، وكل القوي السياسية لديها صعوبات والانتخابات النيابية اليوم ليست 8 اذار و14 اذار، وائتلاف حركة امل وحزب الله انتهي خلال ساعات بسبب التفاهم الموجود”. وأضاف السيد نصرالله أن “البعض توقع منا ان نلعب دورا لا نريد ان نلعبه ولا نحب ان نلعبه ولا نطلب من احد الانسحاب ولا نضغط علي احد، ونحن قمنا بأقصي ما يمكن ان نقوم به، ما نستطيع ان نقوم به بالتحالفات الانتخابية قمنا به وكل من يريد ان يأخذ خيارا انتخابيا هو حر”، وشدد علي هذا القانون فرصة لتمثيل افضل و”هذا يعطي افضل لحلفائنا واصدقائنا للوصول الي المجلس النيابي، ولكن اذا حلفائنا لم يتواضعوا لبعض يعني الفشل، وادعو الجميع الي التواضع والتنازل والتفهم والتفاهم”.
وشدد السيد نصرالله علي أنه “لم نفرض او نتدخل مع اي حزب من الاحزاب في تسمية مرشحيه، واي كلام اخر هو كذب، ونحن لم نسم الا مرشحينا ونحن نتحالف مع مرشحين اخرين”، وأشار إلي أن “ما يتعلق بحزب الله والتيار الوطني الحر هناك تواصل مركزي وعلاقتنا السياسية قائمة وقد نختلف في بعض الملفات الا اننا لسنا حزباً سياسياً واحداً، واختلفنا في بعض الدوائر واتفقنا في دوائر أخري”، وشدد أنه “بعد الانتخابات نحن والتيار سنتعاون في الملفات التي نتعاون بها”.
وقال السيد نصرالله “نحن لم يبحث احد معنا طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية ومن حق الرئيس الدعوة لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، وأعلن أنه لا يوجد اي تحسس من الدعوة لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، خاصة وانها جاءت من الرئيس ميشال عون.
وبما خص مؤتمر روما، قال السيد نصرالله إنه “اذا الحكومة ذاهبة لتاتي بمساعدات للبنان في باريس ممتاز، ولكن نحن ذاهبون لنأتي بقروض وديون، وهذا الموضوع بحاجة الي مناقشة في مجلس النواب والحكومة، خاصة وان الدين العام 80 مليار دولار”، وشدد علي أنه من واجب الشعب اللبناني ان يسال عن الدين الذي سيتم الاتيان به من باريس.
ومن جهة ثانية، تقدم السيد نصرالله من والدته وكل الامهات وامهات الشهداء من مختلف دول وشعوب المنطقة بالتهاني بمناسبة عيد الام، كما تقدم بالتهاني من امهات الجرحي والاسري وامهات المقاومين والمقاتلين الذين يوجدون في كل الساحات.
انتهي**2054 ** 2342