إنّ لطريق الحرير تاريخا متجذرا طويلا إرتبطت خلاله دول الشرق بالغرب من الصين الي اليونان والي الروم وكان الهدف من توظيفه مقتصراً علي التجارة والاقتصاد فحسب إلّا أنّه تلقائياً عزّز أواصر سياسية واجتماعية لعشرات الدول والقبائل والعناصر القاطنة في آلاف الكيلومترات علي امتداده تاركاً آنذاك بصماته الايجابية علي الأواصر الثقافية والتي ما زالت مشهودة حتي الآن.
وقد أكّدت منذ سنوات الدول التي يمر خلالها هذا الطريق خاصة الصين علي إحياء وإعادة تفعيل طريق الحرير الجديد نظراً الي متطلبات الدول والظروف الراهنة الاجتماعية والسياسية الحالية وبإعتبار الطريق واصلاً بين الشرق واوروبا، وقد بادر الرئيس الصيني «شي جي بينغ» الي طرح فكرة تنفيذ هذا المشروع تحت عنوان «إحياء طريق الحرير في القرن الواحد والعشرين» وبعد دراسات تمت في هذا الشأن تم تغيير التسمية الي «الحزام والطريق الواصل» أطلقتها الصين عبر منابرها العالمية واصفة المبادرة بالمشروع الأعظم عالمياً.
ونظراً الي تحول الصين الي محرك لعجلات الاقتصاد العالمي وتوقُّع تبوّئها الاقتصاد الأول في العالم باتت تشعر بالحاجة الماسة الي استيراد المواد الاولية عبر هذا الحزام أو «طريق الحرير الجديد» المنتهي الي اوروبا والذي سيوفر بعد إكماله أسواقاً للسلع الصينية تعود بالنفع علي ثلث سكان العالم لكون الطريق رابطاً بين 65 دولة.
وأعلنت الصين بأنها ستتكفل ما يزيد عن 100 مليار دولار من نفقات المشروع لتبلغ علي المدي البعيد أسواقاً مكفولة الربح.
إنتهي** ع ج** 1718