اوساين بولت، باولا رادكليف، بوريس بيكر وطبعا معظم نجوم بايرن ميونيخ ومنتخب المانيا منذ عصر القيصر فرانتس بكنباور! قائمة مرضاه تعد مرجعا في الرياضة العالمية وتشهد على أهمية الطب في الرياضة الحديثة.
يقول جواز سفره ان عمره 75 عاما، لكن يبدو أصغر بخمس عشرة سنة. عندما ينهض من الخط الجانبي لعلاج لاعب مصاب، يستحضر بشعره الرمادي كرة قدم السبعينيات أكثر من الاجواء الباردة لعيادة طبية في القرن الحادي والعشرين.
يمرر اصابعه على الجزء المؤلم، يغمض عينيه وينصت الى أحاسيسه "أرى بأصابعي". يشرح "أغطس في العضلة، أحدد الامر بحسب علم التشريح، ويمكنني القول اذا كان هناك من تمزق".
يشهد مدرب المنتخب يواكيم لوف "ما يدهشني أكثر شيء، قدرته على صياغة تشخيص صحيح من الفحص الاول، قبل استخدام الصور الشعاعية والرنين المغناطيسي الحديثة. يقوم بذلك بيدين سحريتين...".
سحري؟ توصيف لا يوافق عليه الطبيب المكنى "مول" من قبل أصدقائه "شخصت 35 ألف إصابة عضلية في حياتي. اكتسبت هذه القدرات من خلال التمارين اليومية، مثل عازف للبيانو أو الكمان".
- "والد ثان" لبولت-
أعاده يوب هاينكيس فورا الى بايرن ميونيخ عندما استلم مجددا تدريب الفريق البافاري في اكتوبر الماضي "بالنسبة إلي الطبيب مولر-فولفارت عبقري واستاذ في تخصصه. لكن هناك أكثر من ذلك: يتعامل مع الناس بتعاطف هائل".
يقول العداء الجامايكي الاسطوري اوساين بولت المعتزل اخيراً "الطبيب هو والد ثان بالنسبة لي منذ زمن طويل".
كان "البرق" بعمر السادسة عشرة فقط عندما التقى الطبيب: العداء الواعد آنذاك كان يعاني آلاما كبيرة لم يكتشف اي طبيب سببها. اكتشف مولر-فولفارت انحرافا جانبيا في عموه الفقري وعالجه. ارتبط ابن الكاريبي و"الجد" الالماني بعلاقة صداقة "يمكنني الاتصال به ليلا نهارا، واذا لزم الامر يستقل أول طائرة ليأتي ويعالجني"، بحسب ما يقول اسرع رجل في العالم ضمن سيرة لمولر-فولفارت ظهرت أخيرا بالالمانية.
يضيف حامل 8 ذهبيات اولمبية "منحني ثقة كبيرة على مر السنين (...) من دونه، كانت مسيرتي ستأخذ شكلا مختلفا تماما. ربما كنت سأصبح عداء جيدا، لكن ليس أكثر من ذلك".
عرف مولر-فولفارت الفخور بعمله، صداما وحيدا في مسيرته الطويلة، مع الاسباني بيب غوارديولا الذي أشرف على بايرن ميونيخ سابقا (2013-2016).
وصل الامر الى ترك الفريق البافاري بعد 40 سنة في خدمته، عندما اتهمه الكاتالوني علنا وبقسوة، محملا اياه مسؤولية اللياقة السيئة للاعبيه بعد خسارة أمام بورتو البرتغالي في دوري ابطال اوروبا.
- طبيب "دجال" -
في مذكراته، خصص مولر-فولفارت فصلا كاملا لتسوية حساباته، بعبارات قاسية، مع مدرب اعتبر طرقه خطرة على صحة اللاعبين.
كتب الطبيب "وصف مسكنات لإعادة اللاعب على قدميه ليس أسلوبي. لأنني لا أقلل أبدا من شأن الأعراض ولا أحاول اخفاءها".
تابع "اعتمدت في وقت مبكر طبا طبيعيا يختلف عن العناصر الكيميائية. ولوقت طويل أدت هذه الوسائل البديلة إلى رفضي من قبل زملائي. في عالم جراحة العظام حيث تسيطر الجراحة والكورتيزون كان ينظر الي كمرتد".
استخدامه المكثف لحمض "اكتوفيغين" الأميني، الذي يعتمد على دم العجل ويحقنه داخل العضلات، عرضه لمزيد من التهكم وفي بعض الاحيان شكوك في الدجل.
خصائص المنتج العلاجية لم يتم اثباتها علميا، ولم توافق عليها ادارة الغذاء والدواء الاميركية، وهي الجهة المسؤولة لاستخدام الادوية.
يقر مولر-فولفارت بانه "طبيب تجريبي" لا يعتمد على الابحاث الطبية، بل على ملاحظات مرضاه. يؤكد اختباره جميع وصفاته على نفسه.
وعندما يلومه زملاؤه لعدم نشر أي مقال علمي لشرح او اثبات فوائد علاجه، يتحجج بعدم حصوله على الوقت المتاح. يقول "العمل بجانب مرضاي كان دوما أهم".