ابراهيم وخلال حديثه لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية اعتبر ان زيارة المسؤول السعودي الي واشنطن تهدف لتقديم اوراق اعتماده من اجل الوصول الي العرش.
وفيما يلي نص المقابلة:
*ارنا: اعلن محمد بن سلمان ان الحرب مع الجمهورية الاسلامية الايرانية قد تحصل بعد عشرة او خمسة عشر عاما . هل يمكن اعتبار هذه التصريحات مجرد رغبات لا امكانية لديه لتحقيقها ؟
**ابراهيم: تصريحات محمد بن سلمان تأتي في سياق شيطنة ايران والدفع باتجاه مواجهة بينها وبين الولايات المتحدة الاميركية. لكني اعتقد ان تأجيل موعد الحرب المفترضة الي 15 سنة يتناقض مع تصريحات اخري لولي العهد السعودي توعد فيها بنقل المعركة الي داخل ايران او الرد علي الصواريخ التي اطلقها اليمنيون علي اهداف سعودية. وبالتالي فان تصريحه الاخير يكشف انه يعيش حالة احباط بعد ان تبين له ان واشنطن ليست بوارد مواجهة وشيكة مع ايران . لذلك هو يعطي نفسه هامش زمني ما يؤكد عدم جديته. في كل الاحوال فان الملاحظ ان محمد بن سلمان وخلال فترة قصيرة اصبح التناقض هو السمة البارزة في تصريحاته اذ انه دائما يصرح بالشيء ونقيضه في الكثير من الملفات .
*ارنا: تقول ان واشنطن ليست في وارد شن حرب ضد ايران مع ان ما تردد مؤخرا هو ان زيارة بن سلمان الي واشنطن هدفها الاتفاق حول مواجهة عسكرية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية؟
**ابراهيم: لا شك ان ايران ملف حاضر باستمرار بين السعوديين والاميركيين ولكن الحرب لم تكن عنوانا رئيسيا خلال الزيارة الاخيرة. الهدف الاساسي هو المال واستدراج السعودية لتدفع المليارات للولايات المتحدة الاميركية اضافة الي ان ابن سلمان يريد تقديم اوراق اعتماده قبل الوصول الي العرش وبعد ان اجري تغييرات جذرية وراديكالية في الداخل السعودي . هو يريد تسويق نفسه ليكون الحاكم الحقيقي والفعلي لذلك نري الاستثمارات الفلكية مع شركات اميركية من اجل التمهيد لوصوله الي العرش.
*ارنا: بن سلمان طالب ايضا الاميركيين بالبقاء في سوريا من اجل منع ايران من توسيع نفوذها علي حد تعبيره علي الرغم من اعلان ترامب قرب انسحاب قواته من سوريا. ما هو تعليقكم ؟
**ابراهيم: لا بد من ان نشير الي ما كشف عنه مؤخرا عن ان ترامب طلب من السعوديين مبلغ 4 مليارات دولار من اجل معالجة الملف السوري ويبدو انه لم يحصل علي ما يريد من قبل السعوديين والاماراتيين ، لذلك اطلق تصريحاته المفاجئة حتي لوزارة خارجيته ولاجهزة الامن القومي في واشنطن لذلك اعتقد ان تصريح الرئيس الاميركي يأتي في سياق الابتزاز للسعودية. ما نشهده في هذا الملف هو تجاذب بين واشنطن والرياض والمال هو موضوع هذا التجاذب.
*ارنا: ضمن هذا التجاذب يأتي تصريح ابن سلمان عن بقاء الرئيس الاسد في السلطة . هل سلم ولي العهد السعودي بالوقائع؟
**ابراهيم: يبدو ان ابن سلمان ادرك ان الاميركيين ليسوا بوارد اجراء تعديلات جذرية في سوريا وهم لا يرغبون بالتغيير الذي يتبناه السعوديون الذين لطالما تحدثوا عن سوريا دون الاسد . هذه الرغبة السعودية غير الواقعية توارت وهناك واقعية عند ولي العهد السعودي وهذا ينسجم مع موقف الاميركيين والاوروبيين .
*ارنا: مؤخرا اطلق السعوديون تهديدات باتجاه ايران علي خلفية اطلاق اليمنيين لصواريخ علي الرياض . كلام ابن سلمان عن حرب بعد عشر سنين هل يعني ان هذه التهديدات هي مجرد كلام لا اكثر ؟
**ابراهيم: في الحقيقة ان التهديدات السعودية هي دليل علي محاولة الرياض الهروب من حقيقة مفادها ان اليمن قادر علي المواجهة خصوصا ان هناك ادعاءات بالقضاء علي مخزون الصواريخ الاستراتيجية وان 85 % من اراضي اليمن هي تحت سيطرة السعودية والاطراف المحسوبة عليها. اما ادعاؤهم بان ايران هي التي زودت الحوثيين بالصواريخ فهو ايضا انكار وعدم اعتراف بان هناك تطور لدي اليمنيين في مجال التصنيع والهجمات والجهوزية . انه هروب من حقيقة مفادها انهم فشلوا في اليمن وانهم غير قادرين علي المواجهة .
انتهي**388 ** 1837