توتر شديد بين إيران وروسيا بسبب صفقات إعادة اعمار سوريا

آخر تحديث 2018-04-03 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

طهران - أقر دبلوماسي إيراني سابق بأن بلاده تتحرك في سوريا تحت ظل روسيا أكثر من كونها لاعبا مستقلا.

وقال قاسم محبعلي الرئيس الأسبق لإدارة غرب آسيا في وزارة الخارجية الإيرانية في مقابلة مع وكالة ايلنا الإيرانية "إيران تؤدي دورها في سوريا تحت ظل روسيا أكثر من كونها لاعبا مستقلا".

وأضاف الرجل الذي سبق أيضا أن شغل منصب سفير بلاده في ماليزيا واليونان "لو كانت لدى إيران علاقات أفضل مع الدول العربية والاتحاد الأوروبي وتيارات المعارضة لبشار الأسد لاستطاعت أن تؤدي دورا مختلفا في سوريا".

وتابع مقارنا بين دور كل من إيران وتركيا وروسيا في سوريا "غالب علاقات إيران في سوريا مع حكومة بشار الأسد، حيث لم تستطع طهران أن تكون علاقات مع فصائل المعارضة السورية".

وأضاف "وفي حين يمتلك الروس علاقات واسعة مع الحكومة السورية (نظام الأسد) والمعارضة السورية معا، تتمتع تركيا ببعد جيوسياسي بالنسبة لسوريا وتمتلك علاقات واسعة ونفوذا على المعارضة السورية".

وخلص إلى القول بأن "هذا يجعلنا نقول إن دور كل من روسيا وتركيا في سوريا يختلف عن إيران وليس على مستوى واحد".

وتعزز تصريحات المسؤول الإيراني السابق ما راج في السابق عن نزاع نفوذ بين روسيا وإيران في سوريا ضمن سعي كل منهما لتثبيت أقدامه في المنطقة من بوابة الصراع السوري.

وصحيح أن طهران وموسكو داعمتان أساسيتان للنظام السوري وتلتقيان في هذا الشأن، لكن خلف هذا الالتقاء صراع مصالح.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي كشفت وسائل اعلام إيرانية بعضها مقرب من المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي وأخرى من الرئيس حسن روحاني، عن توترات بين طهران وموسكو على ضوء خلافات حول عدد من المسائل في سوريا ومنها معارضة طهران للحل الروسي للأزمة السورية وايضا سحب موسكو ملفات اقتصادية من تحت أقدام إيران ومن ضمنها ملف النفط والطاقة.

وكان النظام السوري قد أعلن أن الأولوية في إعادة اعمار سوريا هي للدول الحليفة التي تدعمه سياسيا وعسكريا.

وأكدت تصريحات سابقة لعلي أكبر ولايتي مستشار خامنئي الأنباء المتداولة حول وجود توترات بين حليفي الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال ولايتي في تصريحات لصحيفة كيهان المقربة من خامنئي"لولا إيران لسقطت بغداد ودمشق وقطر، ولما تمكنت روسيا من فعل شيء في المنطقة".

وفي السياق ذاته هاجم موقع تابناك المقرب من خامنئي بشدة روسيا، معبرا عن خيبة الإيرانيين من سياسة موسكو في سوريا.

ورأى أن إيران تعرضت للخداع من موسكو، موضحا أن الاتفاقيات التي جرت بين النظام السوري وموسكو حول إعادة إعمار سوريا، استبعدت إيران وشركاتها من عملية إعادة الإعمار والاستثمار.

وقال إن الاتفاق الذي تم بين دمشق وموسكو كان "خدعة روسية سيئة للإيرانيين في سوريا"، وبموجبه ستكون طهران مضطرة لمفاوضة روسيا في حال أرادت المشاركة وإن بإجراءات صغيرة.

وأكد في المقابل أن هذا الأمر لم يعد مجرد تخمينات اعلامية بل حقيقة مربكة للحكومة الإيرانية.

وأضاف أن الحكومة الإيرانية خاضت بالفعل نقاشات حول تهميش دورها في سوريا وحرمانها من عقود الاعمار التي تعتبرها الدول الداعمة للأسد بمثابة غنيمة من الأزمة السورية.

وكدلالة على حقيقة الخلافات بين حليفي الأسد، أشار موقع تابناك، إلى أن روسيا امتنعت عن تسليم إيران منظومة صواريخ إس 300 على الرغم من استلام موسكو ثمن الصفقة.

شنت صحيفة قانون الإيرانية بدورها هجوما حادا على النظام السوري ونعتته بناكر الجميل وعديم المبادئ، مضيفة أنه "يريد تقليم أظافر إيران" في سوريا.

وقالت الصحيفة التي تعتبر مقربة من الاصلاحيين "تهميش دور إيران لم يعد خافيا على أعيُن الإيرانيين وكان سببا في بعض الاعتراضات داخل أوساط النظام بإيران. العالم يدرك أننا تحمّلنا تكلفة بقاء الأسد في رئاسة سوريا ودفعنا ثمنا باهظا لذلك، لكن اليوم يبدو أن حصتنا في بازار الشام ستكون لا شيء رغم جهودنا وتضحياتنا".

وتابعت "بشار الأسد بلا مبادئ وناكر للجميل بسبب اتفاقه مع الروس حول تسليم ملف إعادة إعمار سوريا للروس بدلا من إيران. وروحاني يشعر بفقدان حصة إيران في سوريا ولقد تناول الرئيس (الإيراني) مسألة إعادة إعمار سوريا وحصة إيران من هذا الملفّ مع الأسد، مصالحنا القومية وكرامتنا التي اكتسبناها بدماء العديد من قتلانا، لا ينبغي أن تُستنزَف لشخص جبان مخنَّث وأناني".

وكان دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي قد أكد العام الماضي أن بلاده لن تدخل الاقتصاد السوري بصفة فاعل خير أو دولة مانحة وأنها لا تنوي التساهل في ما يخص مصالحها وأرباحها حتى وإن كان الأمر متعلقا بسوريا.

وقال "علينا التفكير كيف نجني الأموال لميزانيتنا ومواطنينا لقاء العمل الكبير الذي قمنا به في سوريا".

كما سبق أن أعلنت روسيا في بداية العام 2017 عن اتفاقية وقّعتها مع النظام السوري، ستتمكن بموجبها من الإبقاء على 11 سفينة في ميناء طرطوس على شواطئ البحر المتوسط مدة 49 عاما.