واشنطن - اتخذت الإدارة الاميركية قرارها حول مستقبل الانتشار العسكري الاميركي في سوريا وسيعلن "قريبا"، كما قال الاربعاء رئيس الاستخبارات الاميركية دان كوتس.
واعرب الرئيس دونالد ترامب مرارا في الأيام الاخيرة عن رغبته في انسحاب سريع لنحو الفي جندي اميركي منتشرين في هذا البلد لمحاربة جهاديي ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية.
وفي موقف مخالف،قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية اليوم الأربعاء إن الرئيس دونالد ترامب وافق في اجتماع لمجلس الأمن القومي أمس على إبقاء القوات الأمريكية في سوريا لفترة أطول لكنه يريد سحبها في وقت قريب نسبيا.
وأضاف المسؤول أن ترامب لم يقر جدولا زمنيا محددا لسحب القوات. وقال إنه يريد ضمان هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية ويريد من دول أخرى في المنطقة بذل مزيد من الجهود والمساعدة في تحقيق الاستقرار بسوريا.
وتابع المسؤول "لن نسحب (القوات) على الفور لكن الرئيس ليس مستعدا لدعم التزام طويل الأجل".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكد الخميس أن القوات الأميركية ستنسحب من سوريا "قريبا جدا"، وعبر عن أسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط.
وفي خطاب شعبوي أمام عمال صناعيين في أوهايو، قال ترامب وسط تصفيق حار إن القوات الأميركية باتت قريبة من تأمين كل الأراضي التي سيطر عليها في الماضي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف "سنخرج من سوريا في وقت قريب جدا. فلندع الآخرين يتولون الاهتمام بها الآن".
ولم يحدد ترامب مَن يقصد بـ"الآخرين" الذين يمكن أن يتولوا أمر سوريا، لكن لروسيا وإيران قوات كبيرة في سوريا دعما نظام بشار الأسد.
وكرر ترامب القول "قريبا جدا، سنخرج من هناك قريبا جدا. سنسيطر على مئة بالمئة من الخلافة كما يسمونها في بعض الأحيان يقولون أنها ارض سنأخذها كلها بسرعة".
وأضاف "لكننا سنخرج من هناك قريبا. سنعود إلى بلدنا الذي ننتمي إليه ونريد أن نكون فيه".
وردا على سؤال طرحه صحافي في وقت لاحق عما إذا كانت على علم بأي قرار بانسحاب أميركي من سوريا، قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت "لا لا علم لي. لا".
وتنشر الولايات المتحدة أكثر من ألفي جندي في شرق سوريا حيث يساندون تحالفا عربيا كرديا لدحر تنظيم الدولة الإسلامية، بدون التورط بشكل مباشر في النزاع في هذا البلد.
وقال ترامب "أنفقنا سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط. هل تعلمون ما الذي حصلنا عليه لقاء ذلك؟ لا شيء"، متعهدا بتركيز الأنفاق الأميركي في المستقبل على خلق وظائف وبناء بنية تحتية في بلده.
وتتعارض رغبة ترامب بالانسحاب من الأزمة، مع ما أعلنه في كانون الثاني/يناير الماضي وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون.
واعتبر تيلرسون آنذاك أن القوات الأميركية يجب أن تبقى في سوريا من اجل منع تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة من العودة، ولحرمان إيران من فرصة "تعزيز موقعها في سوريا".