الجزائر – دعا حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة (81 عاما) إلى "الاستمرار في مهمته" التي بدأها في 1999، في إشارة دعوة واضحة لبوتفليقة للترشح لولاية خامسة ترفضها المعارضة كما سبق أن رفضت الولاية الرئاسية الرابعة التي فاقمت الانقسامات في الجزائر.
وتأتي الدعوة في تناقض مع مطالب المعارضة بتفعيل المادة 102 من الدستور الجزائري المتعلق بشغور في منصب الرئاسة بسبب مرض الرئيس الذي اصيب بجلطة دماغية في 2013.
وتحيط السلطة في الجزائر حالة الرئيس بهالة من الغموض رغم غيابه الطويل عن الظهور العلني ومخاطبة الشعب بشكل مباشر، فيما قالت قوى معارضة إن بوتفليقة عاجزة عن ادارة الدولة وأن دائرة مقربة من الرئاسة استولت على أختام الجمهورية، في اشارة على ما يبدو للسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس والمحيطين به.
وذهبت في طرحها إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن الرئيس لا يعلم اصلا بسلسة من القرارات. وطالبت بلقاء بوتفليقة، معتبرة أن رفض لقائه يعني أن الرئيس ليس في حالة تسمح له بادارة شؤون الحكم.
كما تأتي دعوة الحزب الحاكم قبل سنة من الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل/نيسان 2019، وفق ما ذكرت الصحف الجزائرية الصادرة الأحد.
وجاءت الدعوة على لسان جمال ولد عباس الأمين العام للحزب الذي يرأسه بوتفليقة خلال لقاء حضره نواب ووزراء يتقدمهم وزير الخارجية عبدالقادر مساهل.
وقال ولد عباس "700 الف مناضل من الحزب وملايين المتعاطفين والمحبين يترجون الرئيس للاستمرار في مهمته والكلمة الأخيرة تعود له".
وتابع "بصفتي كأمين عام أتحمل المسؤولية لأكون الناطق باسم كل المناضلين الذين عبروا عن آمالهم بأن يواصل فخامة رئيس الجمهورية مهمته".
واعتبرت صحيفة الشروق أن تصريح ولد عباس يعد "دعوة رسمية لبوتفليقة من أجل الترشح لولاية خامسة".
وتحدثت صحيفة "ليبرتي" الناطقة بالفرنسية عن "نهاية الترقب" في ما يخص ترشح بوتفليقة من عدمه بعد اعلان الأمين العام للحزب الحاكم في البلاد ترشيحه.
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها "لا يجب في أي حال من الأحوال أن يظهر ترشح بوتفليقة المريض كأنه رغبة منه في البقاء في الحكم وإنما استجابة لرغبة المجتمع المدني والأحزاب الأكثر تمثيلا".
ومنذ اصابته بجلطة دماغية في 2013 أصبح بوتفليقة مقعدا على كرسي متحرك ويجد صعوبة في الكلام، رغم أن صحته تحسنت قليلا وعاد للظهور من حين لآخر في المناسبات الوطنية كعيد الاستقلال أو عند ترؤسه لمجلس الوزراء وخلال لقاء رؤساء ومسؤولين أجانب، دون أن يسمع صوته.
وينتظر أن يقوم بوتفليقة الاثنين خلال إحدى تحركاته النادرة بزيارة ساحة الشهداء بوسط العاصمة الجزائرية من أجل أن "يدشن توسعة جديدة لخط المترو الرابط بين محطتي ساحة الشهداء وعين نعجة و يعاين كذلك الترميمات التي خضع لها مسجد كتشاوة العتيق" كما أعلن حزب التجمع الوطني الديمقراطي الحليف في السلطة.
واعتبر الحزب أن ذلك يدخل ضمن "الاشراف الشخصي لرئيس الجمهورية على المشاريع الكبرى وذات البعد الحضاري" كما كتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصل بوتفليقة إلى الحكم في أبريل/نيسان 1999 خلفا للرئيس اليامين زروال، ثم أعيد انتخابه في 2004 لولاية ثانية.
وكان يفترض ان بغادر السلطة في 2009 باعتبار ان الدستور لا يسمح الا بولايتين الا انه قام بتغيير الدستور للترشح لولاية ثالثة ثم رابعة.
واعتبرت أحزاب في المعارضة أن ترشحه لولاية رابعة في 2014 كان غير دستوري لأنه "غير مؤهل" من الناحية الصحية، خاصة أن الرئيس يتمتع بصلاحيات واسعة تتطلب مجهودا كبيرا للقيام بها.