نيودلهي - يخرج سلمان خان منتصرا دوما في الأفلام، لكن يبدو أن الممثل المشاكس يواجه خارج الشاشة خصما شرسا هي جماعة هندوسية تعتبر الحيوانات أهمّ من البشر لا سيما منهم نجوم بوليوود.
وقد أدّى إزماع جماعة بيشنوي، إلى إمضاء الممثل البوليوودي الشهير ليلتين في سجن جودبور المركزي إثر إدانته بتهمة اصطياد ظباء نادرة خلال رحلة صيد.
ويلاحق البيشنوي الذين تحظر عليهم قيمهم قتل الحيوانات أو حتى خصي الثيران، سلمان خان أمام القضاء منذ تلك الرحلة المنظمة في اكتوبر/تشرين الأول 1998.
وقد أدت مساعيهم إلى توقيف الممثل ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين قبل أن يصدر في حقه هذا الأسبوع حكم بالسجن خمس سنوات.
ويقول أفراد هذه الجماعة إنهم رأوا خان يقتل حيوانين من هذا النوع المحمي خلال رحلة سفاري في صحراء راجستان حيث يعيش الجزء الأكبر من البيشنوي، وهي خطيئة كبيرة في نظرهم.
والظباء السوداء محمية بموجب القانون ويعتبرها البيشنوي تقمصا لروح وليهم جمبهيشور الذي عاش في القرن الخامس عشر.
ويري البيشنوي أن سعيهم الدؤوب أتى بثماره، فقد حكم الخميس على خان بالسجن خمس سنوات على خلفية رحلة الصيد تلك. وهم احتفلوا بهذا النصر بإشعال المفرقعات والرقص.
وبعد الإفراج عن النجم البوليوودي بكفالة السبت، أعرب أبناء هذه الجماعة عن نيتهم إحالة القضية على سلطة قضائية أعلى شأنا وحتى محكمة الهند العليا إن اقتضى الأمر.
وقال رام نيفاس دورو من جميعة "بيشنوي تايغر فورس" المناهضة للصيد غير القانوني، في تصريحات لوكالة فرانس برس، "نحن نقوم بواجبنا"، موضحا "إن قتلتم أولادنا (الحيوانات البرية)، سنحرص على ملاحقتكم أمام القضاء. ولا يهم إن كنتم مشهورين مثل سلمان خان أو مغمورين".
وقد شدد بونامشند بيشنوي وشوغارام بيشنوي، وهما قرويان من أبناء هذه الجماعة، مرات عدة أمام القضاء، على أنهما شاهدا خان وأربعة ممثلين آخرين في رحلة صيد. وينفي الممثل من جهته أن يكون قد قتل الحيوانين.
ويقول القرويون أنهم سمعوا طلقات نارية في تلك الليلة ووجدوا جيفتين في البرية. ويؤكد الشاهدان من جهتهما أنهما لاحقا سيارة الممثلين بواسطة دراجة نارية ودوّنا رقم لوحة التسجيل لنقله إلى السلطات.
وهما يدّعيان أن خان قتل أيضا غزلانا من نوع شينكارا المنتشر في آسيا الوسطى. وقد أدين خان بهذه التهمة في العام 2006 وحكم عليه بالسجن خمس سنوات. وهو أمضى أسبوعا خلف القضبان، قبل الإفراج عنه بكفالة ثمّ تبرئته بعد 10 سنوات.
29 مبدأ
كان لشهادة البيشنوي أثر كبير في بلد غالبا ما يهمل فيه ذكر الشهود الذين يتعرضون أحيانا لمضايقات وترهيب لا سيما في القضايا التي تعني شخصيات بارزة.
وهذه الجماعة كرّست نفسها طوال قرون لحماية الحيوانات والأشجار. وهي تأسست بمبادرة من الولي جمبهيشور الذي يجسدّ بحسب معتقداتهم الإله الهندوسي فيشنو والذي أوصاهم باحترام 29 مبدأ، منها الامتناع عن قتل أي كائن حي.
وبحسب الرواية السائدة، توفي 294 رجلا من البيشنوي و69 امرأة ربطوا نفسهم سنة 1730 بأشجار لمنع قطعها نزولا عند طلب ملك محلي أراد تشييد قصر جديد.
ويقدّر عدد أبناء هذه الجماعة بحوالى مليونين اليوم وهم يتمركزون خصوصا في شمال الهند ووسطها.
وخلال العقدين الماضيين، قتل 9 أفراد من الجماعة برصاص صيادين غير شرعيين، بحسب جمعية "بيشنوي تايغر فورس".
وقال دورو "ينبغي لنا الامتثال لتوجيهات معلّمنا الذي طلب منا أن نحمي الأشجار والحيوانات. وهذه طريقة عيشنا".
ويجاهر خان ببرائته، متهما سلطات راجستان بالسعي إلى تلفيق التهم في حقه. ويؤكد محاموه أن الحيوانات نفقت بشكل طبيعي، مشيرين إلى أنه ما من دليل على أنها أصيبت بطلقات نارية.
وينصح دورو الممثل بالإفصاح عن الحقيقة، قائلا "إذا ما ارتكبت خطيئة، تحمل مسؤولية أفعالك ولا تتهرب منها".