بركة وفي حديثه لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية قال: هم يضغطون علي حماس ولكن ردنا هو ان هذه المسيرات شعبية وليست بقرار من حماس . القرار هو لكل الشعب الفلسطيني .الشعب اخذ قراره وسيستمر حتي تحقيق حق العودة لذلك لن يتوقف حتي لو ضغط كل العالم .
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
*ارنا: هل ما تشهده فلسطين من مسيرات عودة هو استراتيجية مقاومة جديدة تعتمدها الفصائل الفلسطينية في مواجهة العدو الاسرائيلي ؟
**علي بركة: مسيرة العودة الكبري تأتي بعد 70 سنة علي النكبة التي حصلت في العام 1948 وهناك قيادة عليا لهذا الحراك من القوي السياسية والاجتماعية الفلسطينية . المسيرات بدأت في 30 اذار الذي يشكل ذكري يوم الارض الذي بدأ في العام 1976 عندما صادر العدو الاسرائيلي اراضي فلسطينين من منطقة 1948 فانتفض الفلسطينيون ما ادي الي استشهاد 6 فلسطينينن ومنذ ذلك القت والشعب الفلسطيني يحيي هذه المناسبة بتحركات شعبية في الداخل والخارج. هذا العام التقت المناسبة مع الذكري الـ70 للنكبة فصدر القرار باستمرار احياء الذكري حتي 15 ايار ذكري النكبة.
ومنذ 30 اذار نشهد كل جمعة مسيرات في قطاع غزة علي الشريط الفاصل بين غزة واراضي ال48 .
علي الرغم من المسيرات السلمية الا ان العدو لم يستطع الصمود فاطلق الرصاص الحي ما ادي الي استشهاد شهيد في الجمعة الاولي استشهد 21 وفي الجمعة الثانية استشهد عشرة من بينهم الصخفي ياسر المرتجي الذي اصيب برصاصة متفجرة قاتلة علي الرغم من انه كان يحمل شارة تبين انه صحفي .
*ارنا: يمكن اعتبار هذه المسيرات عبارة عن رسائل لاكثر من جهة ؟ من هي هذه الجهات وماهي الرسائل ؟
**علي بركة: الرسالة الاولي هي ان الشعب الفلسطيني مصمم علي التمسك بحق العودة وان 70 سنة لن تنسينا حقوقنا وارضنا ومتمسكون بالارض والعودة.
طبعا الرسالة الاولي هي للرئيس ترامب الذي اعلن القدس عاصمة للعدو الاسرائيلي وقرر نقل سفارة بلاده الي القدس في 14 ايار . نريد ان يفهم ترامب ان الشعب الفلسطيني يجدد ثورته وانتفاضته .
الرسالة الثانية الي المجتمع الدولي الذي كان يدعو الفلسطسنيين دائما الي المقاومة السلمية. ما نقوم به اليوم هو مقاومة سلمية الا ان العدو يطلق النار دون اي تردد واميركا تفشل اجتماعين لمجلس الامن من اجل بحث هذه القضية ما يؤكد ان واشنطن تستغل مجلس لامن لدعم الاحتلال وللضغط عل الشعب الفلسطيني كي يتخلي عن ارضه وحقوقه . وانا اؤكد ان المسيرة ستستمر بالرغم من الضغوط الدولية والعربية التي بدأت تمارس ضد الشعب الفلسطيني .
وهناك رسالة ايضا الي الدول العربية التهافتة علي التطبيع مع العدو بان الشعب الفلسطيني سيظل حاضرا ً في الميدان وهو قراره بيده حتي تحقيق كامل حقوقه.
*ارنا: تحدثت عن الضغوط العربية التي تمارس علي الشعب الفلسطيني ، هل صحيح ان مصر تحديدا عرضت علي حركة حماس مقايضة بين ايقاف المسيرات وفتح معبر رفح ؟
**علي بركة: نعم ان دول عربية عديدة مارست ضغوط وخاصة تلك التي بدأت بالتخلي عن القضية الفلسطينية واللاهثة وراء التطبيع .هم يضغطون من اجل وقف المسيرات لتي تزعج العدو وتساهم في اظهار صورته الاجرامية امام العالم . هم يضغطون علي حماس ولكن ردنا هو ان هذه المسيرات شعبية وليست بقرار من حماس . القرار هو لكل الشعب الفلسطيني .الشعب اخذ قراره وسيستمر حتي تحقيق حق العودة لذلك لن يتوقف حتي لو ضغط كل العالم . الفلسطينيون يدركون جيدا انه
لم يبقي شيء لنخسره .التهويد مستمر في كل فلسطين وفي القدس والاستيطان يتضاعف . اليوم يبلغ عدد المستوطنين في الضقفة الغرية 700 الف مستوطن بينما كانوا قبل اتفاق اوسلو 160 الف . اليوم وبسبب انتشار المستوطنات لم يعد هناك مكان لدولة فلسطينية والانحياز الاميركي واضح والعرب متفرجون . لذلك فان مسيرات العودة اليوم تقول ان القرار بيد الشعب الفلسطيني . ومن يضغط من اجل وقف المسيرة عليه ان يفرض علي الاحتلال وقف التهويد ومصادرة الاراضي وعليه العمل من اجل عودة الفلسطينيين الي ارضهم.
*ارنا: ما هو موقف السلطة الفلسطينية من هذه المسيرات؟
**علي بركة: المسيرات السلمية كانت مطلب للرئيس بو مازن . و حركة فتح مشاركة في المسيرات الناتجة عن موقف شعبي ومدعومة من الفصائل .
*ارنا: يبدو واضحا ان العدو الاسرائيلي في حالة صدمة ؟ كيف تقيمون الموقف الاسرائيلي من هذه المسيرات ؟
**علي بركة: الموقف الاسرائيلي مربك وهو بطبيعة الحال لا يريد اي موقف او سلوك فلسطيني مقاوم او رافض وهويريد الاستمراربممارساته في التهويد والاستيطان والاعتقال . اليوم هناك 7000 اسير فلسطيني في المعتقلات الاسرائيلية من بينهم عدد كبير من الاطفال مثل عهد التميمي . اسرائيل طبعا تريد صمت الفلسطينيين
الا ان الشعب الفلسطيني يستخدم كل اشكال المقاومة و كل الوسائل البندقية و الحجر والسكين واليوم التظاهرات السلمية .
القانون الدولي يكفل للفلسطينين حقه بكل اشكال المقاومة . واليوم يقدم تجربة المقاومة السلمية ولكن الذين يدعون المطالبة بتطبيق القانون الدولي يرفضون اليوم سلمية المقاومة الفلسطينية . لا بل يذهبون الي حد الابتزازا او المساومة علي حقه بالمقاومة مقابل رفع الحصار عن غزة . اصلا رفع الحصار هو حق يجب ان يطبق دون اي تردد . حصار غزة هو جريمة حرب . مليونا فلسطيني محاصرين في مساحة لا تتخطي الـ365 كم مربع.
لماذا وكيف يستمر هذا الحصار الجائر ؟ اسرائيل ترفض بكل وقاحة تطبيق ما تعهدت به في اوسلو وهم يضغطون علي الفلسطينين . انا لا افهم هذه الانبطاح العربي امام العدو.
*ارنا: مسيرات العودة تأتي بالتزامن مع تصريحات لولي العهد السعودي تتحدث عن حقوق الاسرائيليين وليس حقوق الفلسطينيين ؟ لماذا برأيك تصدر هذه المواقف في هذا التوقيت ؟
**علي بركة: كلام ولي العهد السعودي خطير وهو يتضمن تنازل عن 80 % من فلسطين ويعتبر ان ارض 48 هي للاسرائيلين . ما يقوله ولي العهد السعودي يشبه وعد بلغور الذي اعطي ما لا يملك لمن لا يستحق . نحن نرفض هذه التصريحات ونطالب القمة العربية التي ستعقد في الرياض في منتصف هذا الشهر بوقف التطبيع والاتصالات والتنازل المجاني امام العدو . وانا اتساءل باستمرار لماذا هذا التهافت خاصة ان الشعب الفلسطيني لم يستسلم ولم يتنازل . مسيرة العودة نقطة قوة للدول العربية والاسلامية التي يجب ان تدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.
انتهي**388** 2344