اتفاقيات شراكة واستثمار تعزز التحالف الفرنسي السعودي

آخر تحديث 2018-04-09 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

الرياض/باريس – قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية لتلفزيون العربية الاثنين، إن شركة النفط العملاقة التي تديرها الدولة ستوقع ثمانية اتفاقيات مع شركات فرنسية بقيمة عشرة مليارات دولار خلال زيارة ولي العهد السعودي لباريس، فيما يتوجه الرئيس الفرنسي بنهاية العام إلى الرياض لتوقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية.

ويأتي اعلان الرئيس التنفيذي لأرامكو بالتزامن مع زيارة يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لباريس وأيضا بالتزامن مع بدء أعمال الاجتماع 39 لمجلس الأعمال السعودي الفرنسي المشترك في باريس الاثنين بمشاركة 300 شركة فرنسية ومسؤولين ووزراء من البلدين.

وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية، قال وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي، إن قيمة التبادل التجاري بين المملكة وفرنسا بلغت خلال 5 سنوات الماضية 210 مليارات ريال (56 مليار دولار).

وأوضح القصبي في كلمته خلال الاجتماع "حجم التراخيص الممنوحة في المملكة حتى الآن 179 ترخيصا لشركات فرنسية، تستثمر 80.1 مليار ريال (20.4 مليار دولار) بشكل مباشر في السعودية".

وقال أحمد الراجحي رئيس مجلس الغرف السعودية، إن التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات العشر الماضية ارتفع من 6.3 مليارات دولار في 2005 إلى 8.3 مليارات دولار في 2016، منها 4.9 مليارات دولار واردات سعودية من فرنسا، مقابل 3.4 مليار دولار صادرات سعودية لفرنسا.

ويغلب الطابع الاقتصادي على زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا، بعد انتهاء زيارة استمرت 19 يوما إلى الولايات المتحدة.

وقال رئيس أرباب الأعمال في فرنسا بيير جاتاز، إن مشاركة 300 شركة في الاجتماع دليل على الأهمية التي توليها فرنسا لتعزيز الشراكة السعودية - الفرنسية.

ووردت تصريحات خلال الاجتماع على لسان وزير النقل السعودي نبيل العامودي، قال فيها إن رؤية السعودية 2030، تسعى بأن تصبح المملكة مركزا لوجستيا عالميا تربط 3 قارات هي آسيا وأوروبا وإفريقيا.

وأضاف وفق وكالة الأنباء السعودية "عام 2020 سيحتاج قطاع النقل إلى استثمارات تفوق قيمتها 115 مليار ريال (30.7 مليار دولار) وسيكون للشركات الفرنسية دور واعد في الاستثمار بهذا القطاع ونقل التقنية في المملكة".

ماكرون في السعودية لتوقيع اتفاقيات اقتصادية

ويتوجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى للسعودية بنهاية العام، بحسب ما أعلن قصر الاليزيه الاثنين في وقت يقوم فيه ولي العهد السعودي بزيارة رسمية لباريس.

وأعلنت مصادر مقربة من الرئاسة الفرنسية للصحافيين أن ماكرون والأمير محمد "سيعملان على اعداد وثيقة استراتيجية ستصبح جاهزة بحلول نهاية العام، ستنتج عنها عقود يتوجه (ماكرون) إلى السعودية بنهاية العام لتوقيعها".

ووصل ولي العهد السعودي الأحد إلى فرنسا في زيارة رسمية تستمر يومين وتناول العشاء مع الرئيس الفرنسي في متحف اللوفر.

ويعقد ماكرون والأمير محمد مؤتمرا صحافيا مشتركا مساء الثلاثاء في الاليزيه، قبل مأدبة عشاء رسمي.

وأعلن قصر الاليزيه أن الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي "أمضيا ثلاث ساعات معا" مساء الأحد وقد زارا معرض دولاكروا في اللوفر على مدى ساعة قبل عشاء مغلق.

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن "المحادثات جرت في أجواء ودية ساهمت في قيام رابط شخصي بين الرجلين"، موضحة أن الحديث بينهما جرى بالإنكليزية.

وأوضح الاليزيه أن الرئيس الفرنسي "كان حريصا على اجراء نقاش استراتيجي مع محمد بن سلمان من اجل بناء تحالف مع السعوديين".

وذكر المصدر نفسه أن ماكرون "لا يعتبر السعودية زبونا بل حليفا. وأن العقود ستنتج عن رؤية مشتركة".

وأوضح الاليزيه أن ماكرون طرح خلال لقائه بالأمير محمد "قيام تعاون بين فرنسا السعودية في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والشراكة في مجال الطاقة".

واجتمع ولي العهد السعودي مع رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الاثنين خلال زيارة إلى باريس.

ومن المقرر أن يجتمع الأمير الشاب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء، حيث يحتل الصراع في اليمن وسوريا والاتفاق النووي الإيراني رأس قائمة جدول الأعمال.

وألغى ولي العهد السعودي زيارة لمجمع كبير للشركات التكنولوجية الناشئة في باريس كانت تهدف لتسليط الضوء على عمق العلاقات الفرنسية السعودية في مجال التكنولوجيا.

ومن غير المتوقع أن يبرم الأمير محمد بن سلمان عقودا كبيرة في فرنسا مثلما فعل أثناء زيارتيه للولايات المتحدة وبريطانيا الشهر الماضي.

وبدأ الأمير محمد الاثنين لقاءاته الرسمية خلال الزيارة التي تطغى عليها على ما يبدو القضايا الدبلوماسية على خلفية أوضاع متفجرة في الشرق الاوسط حيث تعتبر الرياض من أبرز الأطراف.