وفي الساعة الرابعة من فجر الاثنين، غادرت دفعة جديدة من مقاتلي “العمال الكردستاني” سنجار، وذلك بعد يوم واحد من مغادرة دفعة أخرى نحو الأراضي السورية، لافتاً إلى أن المسلحين غادروا بسلاحهم ومعداتهم العسكرية بعد إخلائهم عدداً من المواقع التابعة لهم في جبل سنجار وقرية فتحي، وذلك بموافقة الجيش العراقي بناء على اتفاقية بين الطرفين، تضمنت أيضاً عدم استهداف الطيران التركي لهم خلال انسحابهم.
فيما رفضت حكومة اقليم كردستان دخولهم عبر دهوك للوصول إلى جبال قنديل، مضيفاً أن الجيش العراقي بات ينتشر في جميع أنحاء المدينة.
وقالت مصادر عسكرية تصريح تابعه “الموقف العراقي” إن الجيش العراقي قام بتقسيم المدينة الى جزأين، جنوبي وشمالي، وعيّن قادة عسكريين عليهما، كما بدأ عملية فرض القانون والنظام ووضع قاعدة بيانات كاملة عن المدينة وسكانها، على أن يتم يتم خلال أيام إطلاق برنامج عودة النازحين إلى المدينة، من العرب المسلمين والمسيحيين والآشوريين والايزديين، بعد انطلاق عدد من المشاريع سينفذها “الجهد الهندسي” في الجيش العراقي.
وتوقعت المصادر ان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي سيزور المدينة في وقت لاحق المنطقة، بعد إتمام جميع مراحل خطة سنجار، بدءاً من انسحاب “العمال الكردستاني”، مروراً بعملية انتشار الجيش وترتيب إدارة المدينة، وحتى الوصول إلى مرحلة استقبال السكان، معتبراً أن تهديدات انقره باقتحام سنجار، والتي تطلقها بين الحين والآخر، “أصبحت غير واقعية الآن”، حسب قوله.
وكانت مصادر تحليلية قد اكدت ان ملامح السياسة التركية في شمال العراق تحددها الاهداف التالية :
1.استمرار النهج التركي في متابعة حركة عناصر حزب العمال التركي ووجودهم والتصدي لهم وايقاع الخسائر بهم ومنعهم من القيام بعمليات تستهدف زعزعة الامن القومي والوطني التركي .
2.السعي لايجاد سياسة واقعية في منطقة الشرق الاوسط وتحديدا في العراق وسوريا تكون للادارة التركية دورها الميداني في الصراع السياسي والعسكري القائم في هذين البلدين بما يخدم مصالحها وأهدافها .
3.بناء منظومة أمنية مشتركة من جميع الدول الاقليمية والغربية تحدد نظامها الهدف المشترك لهذه الدول والجهات المسؤولة عن طبيعة الصراع الدائر حاليا في سوريا وبالقرب من الحدود السورية -التركية-العراقية المشتركة .
4.ايصال رسائل سياسية واضحة للحكومة العراقية بالعمل على اخراج حزب العمال التركي من داخل الاراضي العراقية واتباع الطرائق الكفيلة التي تؤدي لتحقيق هذا الهدف والا فان الحكومة التركية ماضية في سياستها بملاحقة مقاتلي حزب العمال التركي وان كانوا داخل العراق والقيام بعمليات عسكرية ضدهم .
5.تحديد الشريط الحدودي المشترك بين سوريا وتركيا وامتداداته للعراق واعتباره منطقة عازلة بيد القوات التركية لمنع عناصر حزب العمال من القيام بهجمات وفعاليات قتالية تهدد أمن الاراضي التركية وسلامتها واجراءات الاجهزة الامنية والاستخباراتية التركية .
6.تحاول السلطات التركية بسط نفوذها العسكري والامني في عدة مناطق تعدها تشكل حالة توتر بالنسبة لسياستها في شمال العراق وبالتالي فهي تسعى لمعرفة حقيقة الرد العراقي ومدى جدية الحكومة العراقية في التعامل مع حزب العمال .
الستراتيجية العسكرية العراقية
وبناء على تطورات الاحداث هناك يمكن تحديد الستراتيجية العسكرية التي اتبعتها القيادة العسكرية العراقية بقيادة العبادي تجاه الازمة على نحو التالي:
1 ـ عدم السماح للقوات التركية بالتدخل عسكريا في العراق والتعامل مع ازمة حزب العمال الكردستاني بصورة منفردة مما يؤدي على سيطرة القوات التركية على مساحات عراقية واسعة بل تجعلها على مشارف مدينة الموصل في سنجار وهو ما تسعى اليه تركيا بالتحديد لايجاد موطئ قدم لها في الموصل تحت يافطة الحرب على العمال الكردستاني.
2 ـ السماح لتركيا بممارسة دور عسكري محدود على الحدود العراقية التركية وكذلك توجيه ضربات جوية لمواقع حزب العمال لافهام قيادة الحزب بجدية الطرفين التركي والعراقي في التعاطي مع الازمة واجبارهم على التفاهم ودراسة الحلول الاخرى.
3 ـ التواصل بين بغداد وحزب العمال الكردستاني للانسحاب بصورة سلمية وحماية القوات المنسحبة على ان يكون الانسحاب خارج الاراضي العراقي تحديدا وليس لمنطقة مثلث قنديل التي اعلنها الحزب منطقة حكم في 24 كانون الاول الماضي.
4 ـ فرض سيطرة الجيش العراقي حصرا في تلك المنطقة وابعاد الاحتكاك التركي بالميلشيات الايزدية التي تدعي تركيا انها ممولة من قبل الحشد الشعبي، وهو ماكانت تسعى اليه تركيا ما بعد توغلها حيث ان اي احتكاك سيعطيها حق الدفاع عن نفسها مما يطيل مدة بقائها ويعطيها ايضا حق التفاوض العسكري مع بلدان اخرى راعية لبعض فصائل الحشد الشعبي على حساب الحكومة العراقية.
5 ـ تفعيل الجانب الساسي في التباحث المباشر مع سوريا وايران كاطراف معنية ايضا بالازمة ومحاولة ايجاد توافقات سياسية هامة تكون ارضية لاتفاقات عسكرية حالية او لاحقة لتخفيف حدة التوتر واحترام سيادة العراق.