تقرير: إنسحاب القوات الأميركية من سوريا .. كابوس يهدد الرياض وتل أبيب !

آخر تحديث 2018-04-11 00:00:00 - المصدر: اس ان جي

متابعة/SNG- يرى بعض المحللين الإستراتيجيين أن إنتهاء التواجد العسكري الأميركي في سوريا هو أكثر هاجس مُقلق في الشرق الأوسط؛ منذ إبرام الاتفاق النووي بين طهران والدول العظمى. ويؤكد المحللون أن هناك شواهد عديدة تدل على إعتزام الرئيس “ترامب” الإنسحاب من سوريا.

وإذا كان الأمر كذلك، فإن الذي ينبغي أن يقلق بشكل خاص هم حلفاء “ترامب”، وعلى رأسهم “المملكة العربية السعودية” و”إسرائيل”.

وفي هذا السياق نشرت صحيفة (معاريف) العبرية مقالاً تحليلياً للكاتب الإسرائيلي، “زلمان شوفال”، أكد فيه أنه إذا قررت واشنطن سحب قواتها من سوريا فإن موسكو وطهران ستُحكمان سيطرتهما على سوريا، وسيشكل ذلك خطرًا كبيرًا على السعودية وإسرائيل.

أسوأ قرار للرئيس الأميركي..

يقول “شوفال” إن الرئيس “ترامب” يعتزم – وفق كثير من الشواهد – الإنسحاب من سوريا، وما يؤكد ذلك هو الخطاب الذي ألقاه لجمهور مؤيديه قبل قرابة أسبوع ونصف في “أوهايو”، والذي أعلن فيه أنه سيُنهي “قريباً جداً” التدخل العسكري الأميركي في سوريا، وأنه يجمد 200 مليون دولار من المساعدات التي سبق أن تعهدت بها واشنطن لإعادة إعمار سوريا.

وإذا جرى سحب القوات بالفعل؛ فسيُعد ذلك أكثر خطوة أميركية سلبية ومثيرة للقلق في الشرق الأوسط، منذ إبرام الاتفاق النووي مع إيران. وكان السيناتور الجمهوري، “ليندسي غراهام”، قد وصف تلك الخطوة، في حال حدوثها، بأنها “خطأ جسيم وأسوأ قرار يمكن للرئيس “ترامب” أن يتخذه”.

“ترامب” على نهج “أوباما”..

أشار “شوفال” إلى أن الرئيس الأميركي السابق، “أوباما”، – بسياسته الفاشلة والمتقهقرة – قد فتح الباب، في سوريا، على مصراعيه أمام بسط الهيمنة الإيرانية والروسية، ويبدو أن الرئيس الحالي، “ترامب”، إذا أصر على نيته بسحب قواته العسكرية، سيواصل نفس النهج.

وفي البداية كانت هناك تقارير مختلفة بالفعل عن أن إدارة الرئيس “ترامب” كانت تنوي تعزيز التواجد الأميركي، سواء بزيادة حجم القوات العسكرية أو عبر الوسائل الاقتصادية في سوريا، بل إن الإدارة الأميركية قد ألمحت إلى أنها ستواصل السعي حتى تتم الإطاحة بالرئيس السوري، “بشار الأسد”، وأنها ستواصل التعاون مع بعض فصائل المعارضة السورية لتحقيق ذلك. ولكن “ترامب” غير رأيه لأسباب مختلفة، بما فيها أيضًا تعليقات شعبوية لبعض أنصاره.

وكان الرئيس الأميركي قد حاول تبرير هذا التراجع بقوله إن الهدف الأساس المتمثل في دحر تنظيم (داعش) قد تحقق بالفعل – (رغم أن كثيرًا من المراقبين يرون أن ترك الساحة قد يؤدي في الواقع إلى عودة التنظيم الإرهابي من جديد) – متجاهلًا المزايا السياسية والإستراتيجية التي سيجنيها الإيرانيون ونظام “الأسد” من تلك الخطوة.

روسيا وتركيا وإيران أكثر المستفيدين..

يؤكد “شوفال” على أن هناك دولة آخرى سوف تستفيد من الإنسحاب العسكري الأميركي؛ ألا وهي “تركيا”، بزعامة “إردوغان”، الذي يستغل الوضع في التصدي دون أي عائق للمقاتلين الأكراد في سوريا، الذين هم أوفى الحلفاء لواشنطن، كما يسعى لتوسيع مناطق النفوذ التركي في سوريا.

ناهيك عن “روسيا”؛ التي ستعتبر سوريا ملعبًا حصريًا لها وخاليًا من المنافس الأميركي – وهو ما يؤكد مرة أخرى بالمناسبة، على أهمية العلاقات الجيدة التي أقامها “نتانياهو” مع الرئيس الروسي، “بوتين”.

وفي حين تُعد المصلحة الروسية في سوريا إستراتيجية، في الأساس، لتحقيق بعض التوازن مع موقف أميركا المفضل في أجزاء مختلفة من العالم، فإن الدوافع الإيرانية تُعد جيوسياسية ودينية وإيديولوجية على المدى البعيد، وتعتمد على التعاون مع أطراف خاضعة لإيران، بهدف تحقيق التمدد الشيعي في الشرق الأوسط على حساب الدول السنية، إلى جانب تحقيق مصالح أخرى اقتصادية، بجانب تحقيق مزايا إستراتيجية ضد “إسرائيل” و”المملكة العربية السعودية”.

إمكانية للتراجع..

قد لا يكون القرار الأميركي بالإنسحاب من سوريا نهائياً، وكما هو الحال في أمور أخرى، ربما تزال هناك إمكانية للتراجع. فعلى سبيل المثال، ذكرت شبكة (سي. إن. إن) أنه وفقًا لتقدير الجيش الأميركي، ليس الوقت مناسبًا الآن لسحب القوات من سوريا.

كما أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، “هيذر نوير”، إلى أنها لا تعلم بوجود أي خطة لسحب القوات من سوريا. أما المتحدثة باسم البنتاغون، “دانا وايت”، فقد أعلنت أنه: “لا زال هناك عمل آخر مهم لضمان استمرار الهزيمة المحققة للمتطرفيين الإرهابيين في سوريا”. لكن ليس هناك تأكيد بأن تلك التصريحات كانت بالتنسيق مع الرئيس “ترامب”.

واشنطن لن تترك سوريا..

مع ذلك، فإن وزير الدفاع الأميركي، “جيمس ماتيس”، يرى بالفعل وجوب بقاء القوات الأميركية في سوريا، (كما حذر الشهر الماضي الجنرال، “ماكماستر”، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي، من أن “إيران تعمل لترسيخ التواجد العسكري الدائم في سوريا وهو ما يهدد أمن إسرائيل”).

ومن المفترض أيضاً أن هذا هو موقف مستشار الأمن القومي الجديد، “جون بولتون”، الذي يطالب بممارسة مزيد من الضغوط على “إيران” في جميع المجالات. وبفضل هذين المسؤولين الأميركيين ربما لن تتخلى إدارة “ترامب” عن التواجد العسكري المباشر في سوريا، بل وغير المباشر في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، ولن تترك الساحة لصالح عدوها اللدود وعدو حليفيها الرئيسيين في الشرق الأوسط وهما “إسرائيل” و”المملكة العربية السعودية”.