موسكو/دمشق - أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء عن "أمله بأن تتغلب لغة العقل في النهاية" في العلاقات الدولية التي تشهد حاليا "مزيدا من الفوضى" على وقع توتر متصاعد مع الدول الغربية.
وقال بوتين في خطاب أمام دبلوماسيين أجانب إن "الوضع في العالم يشهد مزيدا من الفوضى. رغم ذلك، نأمل بأن تتغلب لغة العقل في النهاية وأن تسلك العلاقات الدولية اتجاها بناء وأن يصبح النظام العالمي أكثر استقرارا".
وتأتي تصريحات الروسي على ما يبدو ردا على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا وقوله ايضا "إن على روسيا الاستعداد.. الصواريخ الذكية قادمة".
وأعلن الجيش الروسي الأربعاء إنه يراقب عن كثب الوضع حول سوريا وعلى دراية بتحركات قوة من البحرية الأميركية في الخليج.
وردا على تعليقات الرئيس ترامب بشأن هجوم صاروخي أميركي محتمل على سوريا، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه سيكون من الأفضل لواشنطن إعادة بناء مدينة الرقة السورية المدمرة بدلا من الحديث عن الاستعداد لتنفيذ مثل تلك الضربات.
كما اتهم الجيش الروسي عناصر الدفاع المدني في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والمعروفة باسم الخوذ البيضاء بـ"فبركة" الهجوم الكيميائي المفترض ضد الفصائل المعارضة في دوما بالغوطة الشرقية.
وقال الجنرال فيكتور بوزنيخير في مؤتمر صحافي إن عناصر "الخوذ البيضاء الذين ينشطون فقط في صفوف الإرهابيين عمدوا مرة جديدة أمام الكاميرات إلى فبركة هجوم كيميائي على المدنيين في مدينة دوما".
وأشار إلى أن الخبراء والأطباء الروس زاروا موقع الهجوم المفترض في التاسع من ابريل/نيسان في دوما ولم يعثروا "على أي مادة سامة" ولم يروا أي جريح عندما زاروا المركز الاستشفائي "الذي ظهر في المشاهد التي عرضها عناصر الخوذ البيضاء".
وكانت منظمة الخوذ البيضاء ومنظمة سورية غير حكومية أفادتا بأن العشرات قتلوا في السابع من ابريل/نيسان في دوما جراء هجوم بـ"الغازات السامة" نسبته الدول الغربية إلى النظام السوري الذي نفى هذا الأمر بشدة.
وأكد الجيش الروسي أيضا أنه عثر في الثالث من مارس/اذار على "مختبر تحت الأرض لصنع المواد السامة في شكل يدوي" كان يستخدمه مقاتلو المعارضة.
لكن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قالت في المقابل، إن جميع المؤشرات تدل على أن السلطات السورية مسؤولة عن الهجوم الكيمياوي في مدينة دوما وإن مثل تلك الهجمات لا يمكن أن تمر دون رد.
وقالت ماي للصحفيين في مدينة برمنغهام بوسط انكلترا "الهجوم الكيماوي الذي وقع يوم السبت في دوما بسوريا كان صادما وهمجيا. لا يمكن أن يمر استخدام الأسلحة الكيماوية دون رد".
وأضافت "نقترب سريعا من فهم ما حدث على الأرض... جميع المؤشرات تدل على أن النظام السوري مسؤول وسنعمل عن كثب مع أقرب حلفائنا لبحث كيف يمكننا ضمان محاسبة أولئك المسؤولين".
وعندما سئلت ماي عما إذا كانت ستدعو البرلمان البريطاني للانعقاد أحجمت عن الإجابة بشكل مباشر. وقالت إنها تعمل مع الحلفاء لمنع وردع استخدام الأسلحة الكيماوية.
وأوضح الجيش الروسي أن الوضع في الغوطة الشرقية، المعقل السابق للفصائل المعارضة قرب دمشق، "مستقر تماما".
وقال إن "القوات المسلحة الروسية تقوم بعمليتها الانسانية واسعة النطاق بالتعاون مع القوات الحكومية السورية" في هذه المنطقة التي تعرضت لهجوم عنيف شنته القوات االسورية.
وأضاف أن آخر مقاتلي المعارضة "يغادرون حاليا مدينة دوما وليس هناك أي اطلاق نار أو مواجهة منذ خمسة أيام في الغوطة الشرقية".
وتابع أن "وحدة من الشرطة العسكرية الروسية ستنتشر اعتبارا من الغد (الخميس) لضمان الأمن وحفظ النظام وتنظيم المساعدة للسكان المحليين في مدينة دوما"، آخر معقل سابق للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
وتأتي هذه التطورات بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء، إن قوات موالية للحكومة السورية بدأت في اخلاء مطارات رئيسية وقواعد جوية عسكرية تحسبا لضربات أميركية محتملة.