واشنطن - ذكر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الخميس أن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد قرارا بشأن أي هجمات عسكرية محتملة في سوريا، لكنه سيبحث خيارات في اجتماع لمجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض.
وقال ماتيس في جلسة بلجنة القوات المسلحة في مجلس النواب "لم نتخذ بعد أي قرار لشن هجمات عسكرية في سوريا".
وأضاف "عندما أغادر من هنا سأذهب إلى اجتماع لمجلس الأمن القومي بشأن ذلك وسنطرح عدة خيارات على الرئيس".
وقال إنه يعتقد أن هجوما كيماويا قد وقع في سوريا وإن الولايات المتحدة تريد وجود مفتشين على الأرض لجمع الأدلة وحذر من أن المهمة تزداد صعوبة مع مرور الوقت.
وتابع "أعتقد أن هجوما كيماويا وقع ونحن نبحث عن دليل فعلي"، محذرا من أن أحد شواغله الرئيسية بخصوص أي ضربة عسكرية أميركية هو منع خروج الحرب في سوريا عن السيطرة.
واتهم الوزير الأميركي روسيا بالتواطؤ في احتفاظ سوريا بأسلحة كيماوية برغم اتفاق في 2013 يلزم دمشق بالتخلي عن تلك الترسانة توسطت فيه موسكو.
وأضاف أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا "لا يمكن تبريره مطلقا"، بعد الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما بالغوطة الشرقية.
وصرح ماتيس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب بأن "بعض الأمور لا يمكن تبريرها وغير مقبولة وتسيء إلى ميثاق حظر الأسلحة الكيميائية بل إلى البشرية برمتها".
وأقر في نفس الوقت بأنه لا يملك "أدلة" على استخدام أسلحة كيميائية في السابع من أبريل/نيسان في دوما قرب دمشق ما أوقع 40 قتيلا على الأقل "رغم وجود العديد من المؤشرات في الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي على استخدام الكلور أو غاز السارين".
ورفض كشف عن أي تفاصيل عن "قرار محتمل لقائد الجيوش (دونالد ترامب) حول هذا الهجوم الأخير غير المقبول بتاتا".
وأضاف "لا أريد أن أبحث الوضع الحالي لأن هناك واجب السرية حيال حلفائنا بسبب الطبيعة الحساسة للعمليات العسكرية وضرورة أن تبقى سرية".
واعلن ترامب الخميس أنه سيلتقي مستشارين في شأن سوريا وسيتخذ قرارا "في وقت قريب".
وتشير تصريحات ماتيس وكذلك ترامب إلى انقسامات على مال يبدو في الادارة الأميركية حول توجيه ضربة عسكرية لسوريا، في الوقت الذي يجد فيه الرئيس الأميركي نفسه في حرج بعد تهديدات قوية أعطت انطباعا بأن واشنطن ستشن هجوما صاروخيا في ضربات انتقائية تستهدف أهداف عسكرية محددة مثل البنى التحتية للأسلحة الكيميائية السورية أو مقرات وعتاد النظام السوري الحربي.
ويبدو أن ترامب أطلق تهديداته ولم يتوقع أن يواجه معارضة داخلية للعملية العسكرية المحتملة.
لكن تكشف تصريحات ماتيس عن تريث واشنطن قبل الانخراط بشكل واسع في النزاع السوري. ويرجع هذا التريث على الأرجح إلى تحذيرات بعض مستشاري الرئيس للأمن القومي.
ولم يحدد ترامب سقفا زمنيا معلنا للهجوم الذي لوح به، إلا أنه قال إنه سيتخذ قرارا في هذا الشأن قريبا جدا.
وأجلت الولايات المتحدة على الأرجح أي تدخل عسكري في سوريا لدراسة موقف روسيا التي حذّرت واشنطن بحزم من القيام بمثل هذه المغامرة العسكرية.
ويرى محللون أن ادارة ترامب تضع في اعتبارها أيضا أمن نحو ألفي جندي أميركي في سوريا وربما تخشى تعرضهم لهجمات انتقامية من القوات والمليشيات الشيعية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد ومن ضمنها حزب الله اللبناني وجماعات أخرى تحت اشراف الحرس الثوري الإيراني.