تونس – وصف رئيس حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي السبت المنافسة في أول انتخابات بلدية تجريها تونس بعد ثورة 2011 بالحرب الباردة، متهما قوى سياسية بتعطيل وتأخير الاستحقاق الانتخابي.
ويبدو مؤسس الحركة الاسلامية في تونس مصرا على استخدام كلمة الحرب مرة أخرى في سياق الحديث عن الأزمة السياسية التي تشهدها تونس. فقبل شهرين فقط، حذر الغنوشي من حرب أهلية ردا على اتهام النهضة بالوقوف وراء اغتيال معارضين يساريين.
وقال الغنوشي السبت خلال حفل انطلاق الحملة الانتخابية للحركة في العاصمة تونس ان المنافسة ستكون شديدة فيما أسماها بـ"الحرب السلمية والباردة" التي قال إنها يجب أن تلتزم بالقوانين.
وانطلقت رسميا السبت حملات المرشحين في الانتخابات البلدية الأولى منذ الثورة. وتستمر ثلاثة اسابيع.
واعتبر رئيس النهضة ان الحركة من أكبر المساهمين في بلوغ الانتخابات "رغم عديد التأخيرات والتعطيلات من بعض الأطراف" التي لم يذكرها.
كما شبّه الغنوشي تونس بـ"الخيمة التي يوثقها 7177 عمودا وحاكما للمستقبل والتي لن تهابها الرياح"، في اشارة الى عدد المقاعد البلديّة.
ولفت الغنوشي إلى أن "تونس انطلقت منذ اليوم في وضع البلاد على سكة الحرية والتقدّم وسياسة التوافق وأنّ الثورة نقلتنا إلى عالم الحضارة في حين لم تنجح دول أخرى مثل سوريا ومصر وليبيا في التوافقات التي ربما تجنبها من الصراعات والحروب".
وثار جدل سياسي واعلامي في تونس حين حذر الغنوشي من حرب أهلية واتهم معارضي النهضة بالسعي الى اقصاء الحركة خارج المشهد السياسي.
واعتبر الغنوشي في خطاب منتصف فبراير/شباط "من يتهمون النهضة بقتل شكري بلعيد وبالإرهاب ومن يجرمون قيادات النهضة دعاة اقصاء يوصل الى الحرب الاهلية" في إشارة إلى قوى تحمل الحركة المسؤولية السياسية في عملية الاغتيال.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الغنوشي عن "الحرب الأهلية" في مجتمع يراهن على السلم الأهلي كأرضية لإنجاح التجربة الديمقراطية الناشئة.