عفرين (سوريا) - تعرضت آثار عمرها قرون ومواقع تراثية لأضرار بالغة جراء المعارك المطولة التي دارت في مدينة عفرين بشمال سوريا والتي يسيطر عليها حاليا مسلحون مدعومون من تركيا هزموا مسلحين أكرادا وطردوهم من المدينة أوائل العام.
فقد تناثر، على سبيل المثال، درج المسرح الروماني بعد خلعه من مكانه أثناء المعارك. وبُني ذلك المسرح في القرن الثاني قبل الميلاد.
كما تعرضت قلعة النبي هوري، أحد المعالم الأثرية الرومانية في المنطقة، لدمار جراء القصف الشرس.
وحمّل الكاتب والباحث السوري خليفة الحيدر قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يغلب عليه الأكراد، مسؤولية تدمير المنطقة قبل هزيمتها أمام الجيش التركي.
وأضاف "بمدينة سيروس التاريخية اللي كان الرومان بنوها قبل الميلاد، لاحظ أن موقعها إستراتيجي على التلال، كانت قوات سوريا الديمقراطية تستخدم هاي المدينة الأثرية كمعسكرات للتجنيد أو كمقرات للقصف أو بالمعارك ما بين الجهات المتصارعة".
لكن الحكومة السورية قالت في يناير/كانون الثاني إن قصفا تركيا لمنطقة عفرين ألحق ضررا بالغا بمعبد عين دارة الأثري.
فالصور التي جرى تداولها على الانترنت لمعبد عين دارة، الذي يرجع تاريخيا للعصر الحديدي ويضم بقايا كتل بازلت كبيرة منحوتة ونقوشا على الجدران، تظهر قصفا واضحا بقذائف للموقع.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشأن صحة الصور من مصدر مستقل.
وقال الباحث التاريخي محمد الحيدر "الجسرين اللي ورانا هما من الجسور الرومانية اللي انبنوا بالحقبة الأولى، بالحقبة البيزنطية بالقرن الأول قبل الميلاد. طبعا هدول الجسور كانوا لهم قيمة تاريخية كبيرة، ومع ذلك قوات سوريا الديمقراطية اللي كانت مسيطرة على المنطقة خلال السبع سنوات الماضية ما اكترثت بهاي القيمة التاريخية. وخلال المعارك الدائرة كانت تستخدمهن وتحط فيهن ألغام من شان تدميرهن وتشويه صورتهن التاريخية".
وتسببت الحرب الأهلية التي تفجرت في سوريا عام 2011 في إلحاق ضرر جسيم بكثير من الآثار التاريخية بينها دمار واسع بمواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في تدمر وحلب القديمة.