باريس (فرنسا) - أعلن مصدر في الرئاسة الفرنسية مساء الاثنين ان باريس رصدت 50 مليون يورو لتمويل مشاريع إنسانية جديدة في سوريا ستتولى تنفيذهما حوالي 20 منظمة غير حكومية تعمل على الاراضي السورية.
في الاثناء، أفاد مصدر في قصر الإليزيه مساء الإثنين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدأ إجراءات ترمي الى تجريد نظيره السوري بشار الأسد من وسام جوقة الشرف الذي قلّده إياه الرئيس الأسبق جاك شيراك في 2001.
وعن مبلغ الـ50 مليون يورو، قال المصدر ان الاتفاق على هذا المبلغ تم خلال اجتماع عقد في قصر الاليزيه عصر الاثنين بين ماكرون وممثلين عن هذه المنظمات غير الحكومية.
واضاف المصدر "إزاء الوضع الانساني الحرج قرر الرئيس تنفيذ برنامج إنساني طارئ بقيمة 50 مليون يورو"، مشيرا الى ان "المباحثات التي اجريت اليوم هدفت الى تحديد الاحتياجات مع المنظمات غير الحكومية العاملة على الارض".
وقال ايضا انه سيعهد الى هذه المنظمات بتقديم مشاريع حسيّة، ولا سيما في محافظة إدلب، حيث تقدّر الأمم المتحدة عدد النازحين بحوالي 1.2 مليون سوري، وكذلك أيضا في الغوطة والمناطق الواقعة في شمال غرب البلاد والتي تم تحريرها مؤخرا من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي.
ولفت المصدر الى أنه "يجب النظر الى ما يمكننا فعله على الارض، سيتم صرف الاموال لكل برنامج على حدة، ولكل منطقة على حدة، تبعاً لما ستقدّمه المنظمات غير الحكومية".
وأضاف انه "يجب ان يكون هذا عملا تشارك فيه قطاعات متعددة ويمتاز بمرونة كبيرة لكي يتأقلم مع الميدان".
ومن بين المنظمات غير الحكومية التي شاركت في اجتماع الاليزيه: أكتيد وسوليداريتيه انترناسيونال واتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية وأطباء العالم وكير وهانديكاب انترناشونال والصليب الأحمر الفرنسي و"العمل ضد الجوع" ومنظمة الإسعاف الأولي الدولية وهيئة الإغاثة الكاثوليكية ومنظمة فرسان مالطا.
وبحسب المصدر فقد أطلع ممثلو هذه المنظمات الرئيس الفرنسي على الوضع الميداني في سوريا.
وتفيد تقديرات الامم المتحدة بأن 13 مليون سوري، بينهم ستة ملايين طفل، يحتاجون الى مساعدة انسانية.
وبحسب الامم المتحدة أيضا فقد نزح منذ 9 آذار/مارس ما لا يقل عن 156 ألف شخص من الغوطة الشرقية التي استعادتها قوات النظام من أيدي الفصائل المعارضة التي سيطرت عليها لسنوات عديدة.
من جهة ثانية، قال المصدر إن "الإليزيه يؤكد أنه تم بالفعل اطلاق إجراء تأديبي لسحب وسام جوقة الشرف من بشار الأسد".
ووسام جوقة الشرف هو أعلى تكريم على الاطلاق في الجمهورية الفرنسية ويعود تاريخه الى نابوليون بونابرت.
ويأتي الاعلان عن عزم باريس تجريد الأسد من هذا الوسام بعد يومين من الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الى نظامه بعدما اتهمته الدول الثلاث بالوقوف خلف هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية استهدف مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية لدمشق والتي كانت خاضعة حتى الامس القريب لسيطرة فصائل معارضة.
وكان الرئيس الأسبق جاك شيراك قلّد الأسد وسام جوقة الشرف من رتبة الصليب الأكبر، (الرتبة الأعلى على الاطلاق)، بعيد تولي الرئيس السوري منصبه خلفا لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وتعود صلاحية سحب الوسام الى السلطة التي تمنحه، اي رئيس الجمهورية.
وكان ماكرون أطلق العام الماضي الاجراء نفسه بحق المنتج الاميركي هارفي واينستين المتهم بارتكاب اعتداءات جنسية وجرائم اغتصاب.
ومنذ 2010 أصبح تجريد الشخصيات الاجنبية من وسام الشرف أمرا أكثر سهولة بعدما صدر مرسوم يجيز تجريد كل شخص اجنبي من هذا الوسام اذا "ارتكب اعمالا منافية للشرف".
وبموجب هذا المرسوم سحب هذا الوسام من الدرّاج الاميركي لانس ارمسترونغ والمصمّم البريطاني جون غاليانو.
أما تجريد المواطنين الفرنسيين من هذا الوسام فعملية تتم بصورة تلقائية إذا ما حُكم على حامل الوسام بالسجن لفترة سنة على الاقل مع النفاذ.