الواقع السياسي والانتخابي لكرد العراق في انتخابات 2018
17 أبريل, 2018 | 10:56 ص - عدد القراءات: 1 مشاهدة
شبكة الموقف العراقي
بقلم : محمد صادق الهاشمي.
ونحن مقبلون على انتخابات عام 2018 نجد هناك نقاط مهمة في الواقع الكردي العراقي توثر وتلقي ظلالها على الانتخابات المقبلة، وعلى تشكيل الحكومة، وعلى مستقبل الكرد السياسي في الدولة العراقية؛ لاجل هذا قمنا بالتحقيق التالي اعتمادا على الواقع والتصريحات الكردية والمقابلات والدراسات الميدانية.
محور اربيل
من الموكد ان مسعود البرزاني الان له رؤيته السياسية والخاصة به وبمحور كرد اربيل وطبعا تلك الرؤية لاتمثل راي كرد السليمانية وهي :
أاولا – انه يخطط بدقة للسيطرة على الانتخابات سواء كالعادة ليكون له عدد من المقاعد الموثرة في المستقبل الانتخابي في كردستان وفي البرلمان في بغداد (( البرلمان الاتحادي)).
ثانيا – من الان اخذ فريق البارزاني يطلق التصريحات التي تشير الى انه لايمكن للحكومة الاتحادية اهمال دور اربيل في تشكيل الحكومة مستقبلا وقال بالنص ( ان تشكيل الحكومة المقبلة لابد ان يكون الحوار فيها منطلقا من اربيل- موقع موسوعة العراق 13-4-2018 ) وهذا التصريح يعني انه :
#: يشترط ان يكون هو القائد والممثل للحوار الكردي مع بغداد مستقبلا.
#: يعني انه سيحاول ان يفرض على الحكومة الاتحادية شروطه بخصوص الموازنة ,والنفط , وقانون النفط والغاز, والعودة الى الاراضي المتنازع عليها.
#: عدم التنازل رسميا عن الاستفتاء اي سوف يفرض القبول بنتائج الاستفتاء (( كمحاولة ))، ربما لغرض الاعلام والتاثير على الراي العام الكردي مجددا .
ج – يحاول ان يستفيد من الخلافات في المحور الكردي في السيمانية ليخلق اتفاقات اساسية مع بعض المحاور منهم وهي على النحو التالي :
#: مع بيت جلال الطالباني بان يوزع بينه وبينهم الصلاحيات والمناصب في الشمال؛ منعا لصعود اي دور سياسي لكوران وسشوار وبرهم ويتضمن الاتفاق ابقاء القرار الكردي محصورا بالاسرتين( البرزاني وجلال )، وكالعادة يمنح خط جلال منصب في بغداد ( رئاسة الجمهورية) مقابل ان ياخذ مسعود منصب ادارة الاقليم بيده؛ و ليبقي كل المعارضين مجرد اصوات لاقرار لهم، ويستفيد بنفس الوقت من الخلافات بين الاتحاد وبرهم صالح، والخلافات بين بيت جلال والتغيير فهو الان مضطرا وفق الحقيقة تلك منح محور جلال الطالباني صلاحيات واسعة والتنسيق معهم.
#: سوف يستغل البارزاني، كوسرت لتضعيف قرار بيت جلال والاتحاد بشكل عام وهو يدرك الان ان كوسرت بوضع صحي متعب وموقف سياسي مرتبك وضعيف؛ لذا هو يعمل على ايجاد رجالات سياسيين من محور كوسرت مقابل الاموال ومنح كبيرة من تهريب النفط لاداء الدور المهم له داخل الاتحاد وداخل السليمانية .
ثالثا – البارزاني عاد الى التنسيق مع المسوولين الامريكان والبريطانيين والفرنسيين فيما يخص العودة الى الدور العسكري في الاراضي المتنازع عليها.
رابعا : سوف يفرض سيطرته انتخابيا على الموصل وسنجار ونوعا ما على كركوك والقرى التي تقع تحت سيطرته بالفرض والقوة السياسية والمالية.
خامسا : سوف يستغل الخلافات والتعدد في القوائم الشيعية والخلافات في اجنحة الدعوة لصالح فرض ارادته وتقريب البعض منهم.
سادسا : سوف يقوم – وقد قام- بارباك الواقع الامني فيها وفي الطرق المودية اليها ؛ ليفرض واقعا لايسمح بالاستقرار فيها من خلال عناصر تابعة له او عدم تزويد بغداد بالمعلومات عن حول عمليات تحدث في كركوك.
محور السليمانية.
أولا – سيتنافس بقوة كل من محور الطالباني ومحور برهم صالح ومحور التغيير ويكون هناك تحالف بين ( برهم صالح، وسشوار، والتغيير والجماعة الاسلامية ) وسيكون هذا المحور الاخير باصواته اكثر من محور جلال بسبب سيطرة (الام زوجة جلال ) على الحزب وضعف اولادها سياسيا فتكون نتائج الانتخابات محرجة الى محور جلال الطالباني مقابل صعود محور المعارضة، وحسب الاستطلاعات: ان الاقبال الشعبي في محور السليمانية وباقي الاطراف ( كركوك وحلبجة ) الى محور ( التحالف ) برهم والتغيير اكثر من محور بيت جلال .
ثانيا – التحالف ( برهم والتغيير و الآخرين ) ومحور جلال الان يتنافسون على التعاون مع السيد العبادي والتنسيق معه سيما ان العبادي افتتح يوم 14- 4- 2018 مكتبا له في السليمانية واعلن مسؤول مكتب ائتلاف النصر في السليمانية ((جمال حمه سعيد)) عن افتتاح المكتب ودعى الشعب الكردي ان يكون حرا في اختيار اي عراقي – دجلة 14-4-2018))، واعلن جمال بالمقابل (سوف يتم افتتاح مكاتب للكرد في جميع محافظات العراق) وسيكون (لائتلاف النصر (9) مرشحين في السليمانية (6 ) منهم رجال و(3) نساء كما اعلن جمال ( ان ائتلاف النصر لايوجد له اي خلاف مع اي حزب في السليمانية والجميع اصدقاء له).
وهذا تطور واضح ولاول مرة يحصل وهو مؤشر على مايلي :
#: ان محور السليمانية بكل احزابه – تقريبا – متفق مع للسيد العبادي او محوره .
#: يسعون الى الاستقواء بالمركز ضد البرزاني مستقبلا لاستعادة دورهم في الشمال .
ثالثا : هذ الاتفاق قطعا بنظر المحللين سوف يرسم الخريطة الحكومية مستقبلا .
رابعا : يفرض هذا الواقع ان يكون محور كرد السليمانية بديلا عن محور اربيل في الحكومة الاتحادية مستقبلا وفي التحالفات المستقبلية مع السيد العبادي.
خامسا : هذا يعني – فتح المكاتب للعبادي في الشمال مقابل فتح مكاتب للكرد بكل احزابهم في العراق – ان محور الشمال في السليمانية سوف يجعل الكرد في هذا المحور لايفكرون بالانفصال وانما يفكرون بعراق موحد، والواقع يفرض عليهم هذا التقارب وهذه الروؤة خلاف رؤية البارزاني، سيما ان الاستطلاعات الغربية لمركز دراسات الشرق الاوسط الامريكي (19-2-2018) اكد ان 67% من الكرد في الشمال غادروا فكرة الانفصال وان 70 % يومنون بالتعايش مع الحكومة الاتحادية مفضلين هذا التعايش مع الاتحادية على التعايش مع مسعود وان 69% من المواطنين الكرد يهمهم الان اي مشروع سياسي يعالج ازمتهم الاقتصادية.
3- في ظل هذا الخلاف العميق بين اربيل والسليمانية سيكون الامر بصالح محور العبادي قطعا ولكن ننصح بعدم اهمال مسعود ولابد من دفع احد القوائم الشيعية للاتفاق معه تمهيدا لدمجه في العملية السياسية كلها حتى لايكون مندفعا الى القطيعة وخلق المشاكل لكن بدون اي تنازل عن الثوابت .