الحجاب في تونس موضة أكثر منه التزاما دينيا

آخر تحديث 2018-04-17 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

خلافا لما يروج له الإسلاميون في تونس من كون ارتداء النساء للحجاب مؤشر تدين وانتماء لجماعاتهم أظهرت دراسة ميدانية أن ظاهرة التحجب التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة لا تعدو بالنسبة لغالبية التونسيات سوى نوع من أنواع اللباس بل وموضة بالنسبة لأكثرية الفتيات.

وجاء في نتائج عملية سبر للآراء (استطلاع للرأي) أعدها قسم علم الاجتماع بالجامعة التونسية أن 57 بالمئة من المتحجبات غير متدينات وغير مواظبات على أداء الفرائض الدينية ولا ينتمين لأي جماعة إسلامية بما في ذلك حركة النهضة.

وقالت 53 بالمئة ممن شملتهم عينة البحث التي تتكون من 2300 مستجوبة، إن الحجاب يمثل بالنسبة إليهن شكلا من أشكال اللباس ولا علاقة له بالانتماء السياسي.

ويأخذ ارتداء الحجاب لدى الفتيات التونسيات معنى من معاني الموضة التي لا تخلو من الإغراء على خلاف الجلباب القادم من بلدان المشرق.

وترتفع هذه النسبة لدى الفتيات التي تتراوح أعمارهن ما بين 18 و25 سنة إذ نفت 49 بالمئة منهن أي علاقة بين ارتدائهن للحجاب والتزامهن بأداء الفرائض الدينية.

ووفق نتائج الدراسة التي تم تقديم نتائجها الثلاثاء ترى 43 بالمئة من الفتيات أن الحجاب هو شكل من أشكال الموضة شأنه في ذلك شأن أي موضة.

كما لا يمنع الحجاب فتيات تونس من ربط علاقات حميمية مع أصدقاء وارتياد الفضاءات العامة من مقاهي وفنادق ومنتجعات للتنزه والاستمتاع بالحياة.

وبعد موجة انتشار الحجاب على الطريقة الشرقية خلال ثمانينات القرن الماضي، انتشر حجاب مشابه للطريقة الإيرانية في صفوف فتيات متحررات من أي ضغوط دينية أو اجتماعية.

والمفارقة أن عملية سبر الآراء أظهرت أن 18 بالمئة فقط من المتحجبات جاهرن بانتمائهن لحركة النهضة وبالتزامهن بأداء الفروض الدينية.

ويؤكد هذا المؤشر مدى مخاتلة خطاب الإسلاميين الذي ما انفك يروج إلى أن تجب أي فتاة تونسية هو مكسب للحركة يعزز قواعدها الانتخابية.

ووفق عملية مقارنة تبدو فتيات تونس المتحجبات غير المنتميات للجماعات الإسلامية أكثر تحررا.

وقالت 33 بالمئة من الفتيات اللواتي شملتهن عملية سبر الآراء إن المتحجبات النهضويات متشددات ويتجنبن إقامة علاقات معهن مخافة استقطابهن.

وخلال تقديمه لنتائج عملية سبر الآراء لاحظ رياض بن جدو أستاذ علم الاجتماع أن ارتداء الحجاب بأشكاله المتنوعة لا يخلو من أهداف شخصية واجتماعية، مشيرا إلى أن 27 بالمئة يرين أن الحجاب يوفر لهن حظوظ الزواج.

ويمثل متغير السن أحد العوامل التي تربط الحجاب بالتدين إذ أظهرت الدراسة أنه كلما تقدمت المرأة في السن كلما بدا التحجب ظاهرة من ظواهر التدين.

ومن المفارقات أيضا أن عملية سبر الآراء أظهرت أن 5 بالمئة من المتحجبات الإسلاميات خلعن خلال السنوات الأخيرة الحجاب.

وتشير ظاهرة خلع الحجاب إلى خواء رؤية الإسلاميين الذين كثيرا ما رددوا أن فرض حضورهن في المجتمع من شأنه أن يوسع رقعة المتحجبات المتدينات.

وتعد ظاهرة التحجب دخيلة على لباس المرأة التونسية إذ نشأت خلال ثمانينات القرن الماضي تزامنا مع تأسيس حركة الاتجاه الإسلامي التي أصبح اسمها لاحقا حركة النهضة.

وفي ظل غياب إحصائيات دقيقة يقدر الأخصائيون نسبة التونسيات المتحجبات بنحو 23 بالمئة وهو مؤشر يثير قلق جمعيات نسوية ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة إذ ترى فيه نوع من انتكاسة لحرية المرأة.

ويقول الأخصائيون في علم الاجتماع إن الجيل الجديد من الفتيات استبدلن الحجاب الشرقي الإسلامي بشكل جديد لا علاقة له لا بالتدين ولا بالانتماء للإسلام السياسي مستوحى خاصة من تأثير الفضائيات العربية.