أوتاوا - أظهرت دراسة كندية حديثة أن مرض السكري من النوع الأول يصيب الشباب الذين يمارسون نشاطا بدنيا قويا بمضاعفات في العضلات تؤثر على كفاءتها.
الدراسة أجراها باحثون في جامعة ماكماستر الكندية، ونشروا نتائجها، الأربعاء، في دورية (Diabetologia) العلمية.
ولرصد الأعراض الناجمة عن مرض السكري من النوع الأول، حلل الباحثون عينات من العضلات لمجموعتين من الشباب، الأولى لشباب مصابون بالسكري من النوع الأول، بينما الثانية لشباب أصحاء وكلاهما يمارس نشاطًا بدنيًا.
ورصد الباحثون لدى المجموعة المصابة بالسكري من النوع الأول تغيرات هيكلية ووظيفية في أجزاء توليد الطاقة في الخلية أو "الميتوكوندريا" وهي الأجزاء المسؤولة عن توليد الطاقة داخل الخلايا.
وقالوا إن هذه التغييرات أثرت بالسلب على عمل الخلية، وجعلتها أقل قدرة على إنتاج الطاقة للعضلات، كما أنها أطلقت كميات كبيرة من أنواع الأكسجين التفاعلي السامة، المرتبطة بتلف الخلايا، وذلك لم يحدث لدى الشباب غير المصابين بالسكري.
وأشار الفريق إلى أن هذه التغييرات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض عملية التمثيل الغذائي، وصعوبة أكبر في السيطرة على مستوى السكر في الدم.
واعتبر الباحثون أن نتائج الدراسة تضيف عملية ضعف صحة العضلات إلى قائمة المضاعفات المعروفة الناجمة عن مرض السكري من النوع الأول، بما في ذلك تلف الأعصاب وأمراض القلب واضطرابات الكلى.
وقال الدكتور توماس هوك، قائد فريق البحث، إن "نتائج الدراسة ترصد أنه حتى الأشخاص النشطين المصابين بالسكري من النوع الأول لديهم تغيرات في عضلاتهم يمكن أن تضعف قدرتهم على إدارة السكر في الدم".
وأضاف هوك أن "ضعف القدرة على إدارة السكر في الدم وضعف العضلات على المدى الطويل يمكن أن يسهم في تطور أسرع للإعاقة، لذلك يمكننا أن نبدأ في معالجته في وقت مبكر".
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 90% من الحالات المسجّلة في العالم لمرض السكري، هي من النوع الثاني، الذي يظهر أساسًا جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب، والفشل الكلوي.
فى المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال.
ويبلغ عدد المصابين بمرض السكري حول العالم 422 مليون شخص، يبلغ نصيب إقليم شرق المتوسط منهم 43 مليون شخص، بحسب بيانات الصحة العالمية.