طالب المرصد العراقي لحقوق الانسان، اليوم الاربعاء، الحكومة العراقية بمعرفة مصير المفقودين في سجون داعش خلال معركة الموصل، لكنها لم تستبعد ان يكون التنظيم قد أعدمهم أثناء المعارك.
وقال بيان لشبكة الرصد في المرصد، اطلعت عليه “نـواة”، انه “من الضروري معرفة مصير هؤلاء الذين فقدوا، فلا دليل حتى الآن على أنهم قُتلوا ولا يُستبعد أن يكون التنظيم قد أعدمهم أثناء المعارك، لكن لا أدلة تؤكد ذلك”.
واضاف البيان، إن “المئات من مدنيي مدينة الموصل الذين اعتقلهم تنظيم داعش خلال سيطرته على المدينة، لم يُعرف مصيرهم حتى الآن على الرغم من مرور أكثر من 8 أشهر على تحرير المدينة”.
واوضح ان “عشرات البلاغات وصلت لشبكة الرصد من عوائل وذوي المفقودين تتحدث عن عدم معرفتهم مصير أبنائهم الذين إعتقلهم تنظيم داعش في سجونه وإختفوا أثناء عمليات التحرير”.
وقالت الشبكة ان “إمرأة في عقدها السابع وتُدعى أم فلاح اكدت إن إبنها الذي يبلغ من العُمر 33 عاماً اختطفه تنظيم داعش اثناء سيطرته على المدينة بحجة التخابر مع القوات الأمنية العراقية، وبعد أن حررت المدينة لم يعرفوا مصيره، هل قُتل أم أنه مازال على قيد الحياة”.
وأضافت، انه “في كل يوم نبحث ونطرق أبواب السلطات الأمنية لمعرفة مصير ابننا لكننا لم نلق أي جواب وكل المسؤولين الذين زارونا تحدثنا إليهم ووعدونا بمعرفة مصيره لكنهم حتى الآن لم يُقدموا أي شيء مما وعدوا به”.
وذكر المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن “سجون تنظيم داعش الذي سيطر على مدينة الموصل لمدة ثلاث سنوات، كانت مكتظة بآلاف السجناء الذين تعرض بعضهم للقتل قبل تحرير المدينة، بينما بقيت النسبة الأكبر في السجون حتى قبل بدء العمليات العسكرية قبل أيام”.
ونقل البيان عن إمرأة أخرى خمسينية في الموصل قولها، إن “تنظيم داعش اعتقل ابنها البالغ ممن العمر 24 عاما، في العام 2016 في منطقة وادي حجر بمدينة الموصل عندما قامت بحملة ضد المنتسبين في مؤسسات الدولة العراقية”.
ووأشارت إلى ان ” داعش اختطف شقيقها أيضاً في عام 2014 بتُهمة عدم الإلتزام بأوامر التنظيم، لكنها لم تعرف مصير الإثنين حتى الآن رغم المناشدات التي أطلقتها هي والعشرات من نساء الموصل”.
وقال 3 أشخاص من عوائل المفقودين إنهم يعتقدون بوجود أبنائهم في معتقلات تابعة للقوات الامنية العراقية :”عندما أوشكت المعارك على الإنتهاء كان المعتقلين في سرادب تنظيم داعش لكن مع دخول القوات الأمنية للمنطقة إختفوا”.
وأوضح هؤلاء الاشخاص، انهم “يخشون أن يكون ابنائهم قد أتهموا بالإنتماء لتنظيم داعش ويبقون في المعتقلات طويلاً، نُريد معرفة مصيرهم الآن لنتصرف في كيفية إثباء برائتهم أن أتهموا بالإنتماء لداعش أو معرفة مكان تواجدهم”.
ودعا المرصد رئيس الحكومة حيدر العبادي، إلى العمل على معرفة مصير الأشخاص الذين فقدوا أثناء العمليات العسكرية، وعدم ترك مصيرهم مجهولاً من دون إتخاذ الإجراءات التي تُساعد ذويهم على الوصول للحقيقة”.
واشار المرصد في ختام بيانه، الى ان “من حق عوائل المفقودين الوصول للحقيقة في ما يخص مصير أبنائهم، فليس من المعقول أن يترك المئات أو الآلاف من المدنيين مفقودين دون معرفة حقيقة ما حدث لهم”.