بغداد - افتتح عرب الأهوار في العراق مكتبة مبنية من أعواد الغاب هي الأولى من نوعها لاستقبال أطفال المنطقة.
ويتوافد عشرات الأطفال على المكتبة الجمعة والسبت للاستمتاع بقراءة القصص المسلية والحكايات الشيقة وغير ذلك من الكتب الممتعة والمفيدة.
وقالت طفلة تدعى مشاعر نبيل إنها تشعر بالسعادة عندما تكون في المكتبة التي افتتحت يوم 4 أبريل/نيسان.
وتوضح "هنا في الأهوار إحنا ما عندنا الكتب. من فضل (بفضل) مساعدة الناس صار عدنا (عندنا) كتب نتعلم ونقرأ منها فساعدونا ناس بالكتب في دراستنا ونتعلم. الصغار الذين لا يقرؤون ونحن نعلمهم كيف يقرؤون.. نحن في هذه المكتبه عندنا كتب حلوة جدا جدا. هاي الكتب منها علمية ومنها قصص تضحكنا. هنا نحن نتونس..."
وتشتمل المكتبة المصنوعة من حضن الطبيعة على حوالي 1500 كتاب وقصة كلها تبرعات من الناس وحتى من أشخاص في دول عربية وأجنبية حسبما يقول رعد حبيب رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية.
ويوضح حبيب "حولنا جزء من المضيف إلى مكتبه لأن أطفال الأهوار هم بأمس الحاجة إلى هذا الشي.. الثقافة.. حتى يقضون (يقضوا) وقتهم.. هم الآن كل وقتهم في اللعب.. أغلبية الأطفال متسيبين (متسربون) من الدراسة.. نحن حاولنا أن نجد منفذا آخر في سبيل أن نطور قابلياتهم وقدراتهم ونجد لهم فرصة للتعليم والالتحاق ببقية الأطفال".
ويضيف "نسقنا مع مدراء المدراس حتى يجيبون أطفالهم حتى يسووا لهم ورش رسم تعليمية وترفيهية يعتبروه سفرة علمية للمكتبة.. واقع الأطفال بالأهوار واقع مرير يفتقرون إلى أبسط مقومات الحقول الصحية والعلمية من كل الجوانب. هذه المكتبة دعوة للمنظمات العالمية المهتمة بواقع الأطفال والدولة أن تهتم بأطفال الأهوار كونهم النواة التي راح تستمر حتى نحافظ على ديمومة الأهوار واسم الأهوار لابد أن نخلق جيل مثقف واع".
وعرب الأهوار هم السكان الأصليون لأهوار بلاد ما بين النهرين وهم أحفاد السومريين القدماء حيث تمتد حضارتهم إلى 5000 عام.
وأصبحت أهوار جنوب شرق العراق، التي تعرضت للدمار المتعمد خلال حكم صدام حسين، الآن مقصدا للسياح والعلماء.
وكانت مساحة الأهوار في جنوب العراق، قبل تجفيفها خلال حكم صدام حسين، 9000 كيلومتر مربع في السبعينيات، لكنها تقلصت إلى 760 كيلومترا مربعا فقط في عام 2002.
وتم تجفيف الأراضي الرطبة بالكامل تقريبا بيد النظام السابق لكنها أُدرجت على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لمواقع التراث العالمي.
ويصب في منطقة الأهوار نهرا دجلة والفرات وهي منطقة تفريخ للأسماك وموطن لأنواع الطيور مثل طائر أبومنجل المقدس.
وتعد أيضا مكان استراحة لألوف الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا.
وعاش عرب الأهوار في المنطقة ألوف السنين.