مراجعة : ابو يمان الانصاري.
شهر شعبان المعظم شهر عظيم عند الله تعالى وجاء في فضله احاديث كثيرة كما ان له اعمال عامة في كل الشهر واعمال خاصة بلياليه وايامه نأتي على ذكرها في ما يلي :
ويقول العلامة السيد ابن طاوس في كتابه اقبال الاعمال ( و اعلم أن شهر شعبان شهر عظيم الشأن فيه ليلة أغاث الله جل جلاله بمولودها ما كاد أن يطفيه أهل العدوان من أنوار الإسلام و الإيمان بالبرهان ما اختلف فيه أهل الأديان و سيأتي شرح موقعها في موضعها و هو كما كنا ذكرناه منزل من المنازل و مرحلة من المراحل يسعد أهل التصديق و التوفيق بالظفر بفوائده و الجلوس على موائده و الورود على موارده و كفاه شرفا ما تذكره من أن رسول الله ص اختاره لنفسه الشريفة بصريح مقاله و دعا لمن أعانه على صيامه بمقدس ابتهاله
فقال ع : ( شعبان شهري رحم الله من أعانني على شهري)
فمن شاء أن يدخل تحت ظل هذه الدعوة المقبولة و الرحمة الموصولة فيساعد رسول الله ص على شهره و يكون ممن شرفه لسان محمد ص المعظم بذكره فإذا دخلت في أول ليلة منه فأنت قد حصلت بين شهر رجب و فارقت ذلك الحمى و خرجت عنه و تريد أن تلقى شهر رمضان و أنت مستعد له بطهارة الجوارح في السر و الإعلان و كن كما يليق بهذه الحال من الاستعداد بصلاح الأعمال و صواب المقال و صيانة نفسك عن أهوال الأعمال .
وقد جاء الفضل في صيامه ( روينا ذلك بإسنادنا إلى صفوان بن مهران الجمال قال لي أبو عبد الله (ع ) ( حث من في ناحيتك على صوم شعبان فقلت جعلت فداك ترى فيها شيئا فقال نعم إن رسول الله (ص) كان إذا رأى هلال شعبان أمر مناديا ينادي في المدينة يا أهل يثرب إني رسول الله إليكم ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري ثم قال إن أمير المؤمنين ع كان يقول :ما فاتني صوم شعبان مذ [منذ] سمعت منادي رسول الله ص ينادي في شعبان فلن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله ثم كان ع يقول صوم شهرين متتابعين توبة من الله) .
الدعاء عند رؤية هلال شهر شعبان
أقول و قد قدمنا في الجزء الخامس في عمل كل شهر ما يختص بأول ليلة منه و ذكرنا في كتاب عمل كل شهر ما يدعى به عند رؤية هلال جميع الشهور فيعتمد على تلك الأمور فإن لم يحضره فيقول إن شاء الله :
( اللهم إن هذا هلال شهر [شعبان] و قد ورد و أنت أعلم بما فيه من الإحسان فاجعله اللهم هلال بركات و سعادات كاملة الأمان و الغفران و الرضوان و ماحية الأخطار في الأحيان و الأزمان و حامية من أذى أهل العصيان و البهتان و شرفنا بامتثال مراسمه و إحياء مواسمه و ألحقنا بشمول مراحمه و مكارمه و طهرنا فيه تطهيرا نصلح به للدخول على شهر رمضان مظفرين بأفضل ما ظفر به أحد من أهل الإسلام و الإيمان برحمتك يا أرحم الراحمين)
اقبال الاعمال للسيد بن طاوس :