تكتل غربي لبلورة موقف موحد في مواجه التمدد الروسي

آخر تحديث 2018-04-22 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

واشنطن - وصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانه "شخص قوي جدا"، معتبرا ان "علينا الا نبدو ابدا ضعفاء" امامه، ليتزامن هذا التصريح مع تزايد حدة التوتر بين روسيا والدول الغربية.

وقال ماكرون في مقابلة اجراها بالانكليزية مع شبكة "فوكس نيوز" الاميركية تم بثها الاحد قبيل زيارته الى واشنطن، ان الرئيس الروسي "رجل قوي جدا"، قبل ان يضيف "اعتقد ان علينا الا نبدو ابدا ضعفاء امام الرئيس بوتين. عندما تكون ضعيفا، فهو لا يفوت الفرصة".

وتابع الرئيس الفرنسي كلامه عن بوتين "انه قوي وذكي، وليس ساذجا"، معتبرا ان نظيره الروسي "مهووس بالتدخل في شؤون ديموقراطياتنا".

وقال ماكرون ايضا "انه يتدخل في كل مكان، اعني في اوروبا والولايات المتحدة لزعزعة ديموقراطياتنا. لانه يعتقد ان ذلك جيد لبلاده".

واضاف الرئيس الفرنسي "انه يسعى الى روسيا كبرى. ان الناس فخورون بسياسته، وهو قاس جدا مع الاقليات ومع خصومه ولديه مفهوم للديموقراطية يختلف عن مفهومنا"، الا انه اضاف انه مع ذلك "يتواصل معه بشكل دائم".

ووصل التوتر بين روسيا والدول الغربية الى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب الباردة، خصوصا بعد تعرض عنصر استخبارات روسي مزدوج سابق للتسميم في بريطانيا في الرابع من اذار/مارس الماضي، وبعد الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة على اهداف للنظام السوري.

والتقى وزراء خارجية مجموعة السبع الاحد في تورونتو بكندا لتأكيد موقفهم الموحد بمواجهة روسيا، وللتحقق من مواقف الولايات المتحدة قبل استحقاقات اساسية تتعلق بإيران وكوريا الشمالية.

وقبل قمة البلدان الصناعية السبعة (الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا والمملكة المتحدة وايطاليا واليابان وكندا) في 8 و9 حزيران/يونيو في كيبيك، سيلي هذا اللقاء اجتماع لوزراء الداخلية والأمن الاثنين والثلاثاء، حول الموضوع نفسه: "بناء عالم يتسم بمزيد من السلام والأمان".

وستكون المواجهة بين البلدان الغربية وموسكو، التي بلغت مستويات غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة، على جدول اعمال عدد كبير من جلسات العمل التي تتمحور حول النزاع في اوكرانيا والأمن المعلوماتي و"تعزيز الديموقراطية ضد التدخلات الاجنبية"، في اشارة واضحة الى الدور المنسوب الى روسيا في الانتخابات الاميركية الاخيرة او في بلدان اخرى بأوروبا.

واعلن وزير الخارجية الاميركي بالوكالة جون سوليفان مساء السبت في ختام لقاء مع وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكين في تورونتو "الدعم الثابت لسيادة ووحدة الاراضي الاوكرانية بمواجهة الاعتداء الروسي".

وبعد اكثر من اسبوع على الغارات التي شنتها واشنطن وباريس ولندن على النظام السوري ردا على هجوم كيميائي مفترض قرب دمشق، ستكون سوريا ايضا في صلب مناقشات تورونتو.

ويسعى الغربيون الى توحيد صفوفهم في مواجهة الكرملين الداعم الاساسي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وفي المساعي لتحريك العملية السياسية في سوريا بعد سبع سنوات من النزاع، الامر الذي لا يمكن ان يتم الا عبر الحوار مع روسيا.

وكان وزراء خارجية مجموعة السبع، قدموا في منتصف نيسان/ابريل دعمهم الى المملكة المتحدة، بعد اتهام روسيا بالوقوف وراء تسميم عميل روسي سابق على اراضيها، ودعوا موسكو الى الكشف عن تفاصيل برنامجها للاسلحة الكيميائية "نوفيتشوك" التي تشكل "تهديدا لنا جميعا" كما يعتبرون.

الملفان الايراني والكوري الشمالي

وستجرى في الاجتماعات الرسمية او في الكواليس، مناقشات معمقة تتعلق بملفين دبلوماسيين كبيرين آخرين.

الاول هو كوريا الشمالية، مع اقتراب موعد قمة تاريخية مطلع حزيران/يونيو من حيث المبدأ، بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، يفترض ان يناقشا خلالها بعد اشهر من التصعيد مسألة "نزع السلاح النووي" في شبه الجزيرة الكورية.

والثاني هو ايران، حيث سيقرر ترامب بحلول 12 ايار/مايو ما إذا كان سينسحب من الاتفاق الموقع عام 2015 بين الدول الكبرى الست وطهران لمنعها من حيازة القنبلة الذرية.

ورد وزير الخارجية الايراني جواد ظريف على هذا التهديد من نيويورك السبت، محذرا من ان طهران ستستأنف "بقوة" تخصيب اليورانيوم في حال التخلي عن الاتفاق، مؤكدا ان بلاده ستعتمد "تدابير مشددة" لم يكشف طبيعتها.

ويطالب الرئيس الاميركي بأن تقترح فرنسا وبريطانيا والمانيا، البلدان الاوروبية الموقعة على هذا الاتفاق، حلولا لتشديد شروطه.

وستتواصل المشاورات في هذا الاطار في تورونتو، حيث من المقرر ان يعقد اجتماع مغلق الأحد للوزراء الفرنسي جان-ايف لو دريان والبريطاني بوريس جونسون والالماني هايكو ماس مع الاميركي جون سوليفان.

وهذه مرحلة مهمة قبل زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من الاثنين الى الاربعاء الى واشنطن، حيث سيحاول اقناع ترامب بالابقاء على الاتفاق النووي مع ايران.