صناديق الذكريات
23 أبريل, 2018 | 12:33 م - عدد القراءات: 2 مشاهدة
شبكة الموقف العراقي
بقلم : وضاح ال دخيل.
عندما هاجرت من العراق وسكنت في بلاد غير عربية كنت بمفردي لا يوجد لي صديق ، كنت اعيش احزاني ولم يوجد من يسمع قصتي ويقول لماذا انت هنا في هذة البلاد ولم يوجد من يقول هل انت جائع ام عطشان وهل انت بحاجة الى مساعدة كنت افرح لوحدي ابكي مع نفسي لا يوجد احد يمسح دمعي .
و عندما كنت في احدى الاسوق لبيع الخضروات سمعت صوت من امراة أجنبية وعندما توجهت الى مصدر الصوت رايتها فتاة جميلة تبلغ من العمر “١٨”سنه تناديني (حبيبي حبيبي حبيبي ) وهي تضحك بصوت أعلى من قول كلمة حبيبي وفي تلك اللحظة كانت في قلبي فرحة كبيرة جدآ عندما وجدت فتاة جميلة تقول مفردة عربية وقلت لنفسي هذة الفتاة بكل تاكيد تتحدث العربية او تعرف الكثير من المفردات ربما ستسمع قصتي وايضآ تعرف الطبيعة العربية وخصوصآ قول حبيبي اغلب ابناء العرب يستخدمونها عند الحديث مع الحبيب وايضآ تعرف تاريخ العراق كيف كان وكيف اصبح وانا في هذة التساؤلات التي تنطرح في افكاري وانا اقترب وهي تقترب وتقول حبيبي وتبتسم وتفعل حركات بوجهها الجميل كانت الحركات غريبة جدآ وعندما اقتربت اكثر قلت لها (السلام عليكم) قالت حبيبي حبيبي وتلوّح بيدها رافعة اصبعها الثالث الوسط !
ومن خلال اصبعها ادركت انها “تسب” فتحدثت معها بلغتها قلت لها لماذا تقولي حبيبي وانتِ ترفعي اصبعكِ الثالث وتغمدي اصابعكِ الاخرى هل انتِ تعرفي معنى كلمة حبيبي ! قالت ان اعرف كلمة حبيبي بمعنى ارحل من بلادي ! قلت لها نعم هذا بلدكِ وانا ايضآ اعمل لإجل نفسي ولإجلكم وادفع ضرائب ! وتحدثنا كثيرآ الى ان اصبحت صديقتي الى هذا يوم وقدمت لي الكثير من المساعدات ومن خلال هذة القصة اليوم اجد الكثير من المرشحين يستخدمون مفردات شعبية مثل (( خلي نغير , راجعلهم , انا گدها , نحجي معلك , بنت الرافدين , لو ردت ترتاح كل مسه وصباح اشر عالإصلاح , شلع قلع , زودنا بيكم , منو يگدر , ما ننطيها , )) .
والكثير من هذة المفردات الشعبية التي تأثر على قلب الناخب البسيط والمعرف عن الشعب العراقي شعب عطوف جدآ وبعضنا يتبع قول القلب لا يتبع قول العقل ودائمآ نتاثر بقول القاتل ونسامح من قتلنا وظلمنا ! وحيث ان هذة الشعارات ايضآ تأثر بشكل كبير على الناخب المتحزب تجعل الناخبين يزدادون إيمانآ في حزبهم ورأيتهم يتفاعلون مع هذة الشعارات ويقولون (يلا خلي نغيير)
الناخب البسيط كان مثل قصتي تمامآ مع تلك الفتاة لا يعلم مافي قلب المرشح ولكن يتفاعل مع المرشح الذي استخدم مفردات محلية والناخب يعتقد ان هذا المرشح سيسمع قصتة ويحقق غاياتة الذي يسعى لها وايضآ يعتقد ان المرشح قدوة في العطاء وجاء لإجل الناخب البسيط .
المرشح المخادع يعرف كل ما في قلب الناخب و الناخب البسيط لا يعرف مافي قلب المرشح . والحقيقة والغاية من هذة المفرادت الشعبية الذي تستخدمها
اغلب المرشحين يستخدمونها اما لإجل ان يسرق اموال وصوت الناخب مرة اخرى او “المرشح” لا يفهم معنى هذة الكلمة ! مثل ما كانت الفتاة ولكن الفتاة معذورة لأنها اجنبية لا تعرف كيف ان تفرق بين كلمة حبيبي والسب في اصبعها ! وعبرت عن ما في قلبها لكي افهم اكثر من.
خلال أصبعها وخصوصآ الشعوب الاوربية لا اقصد السياسة الاوربية هذة الشعوب لا تكذب ولا تخدع عندما تحبك تقول انا احبك وفي حال لم تحبك تقول انا لا احبك عكس الطبيعة العربية وخصوصآ السياسيين العراقيين لن يقولون نحن نكرهكم او نحبكم , نعرف حبهم لنا في وقت “الانتخابات , وفي الحروب الاهلية” نعرف حقدهم .
والانسان الذي يملك عقل منتج ! عرف حقد المرشحين على ابناء الشعب حيث ان اغلب المرشحين عبروا عن حقدهم بطريقة تختلف عن حركة اصبع تلك الفتاة عندما وضع فوق صور الشهداء وبعضهم أزالوا صور الشهداء من الاعمدة ووضعوا بدل منها صور دعاياتهم الانتخابية ! هذة علامة تعبر عن حقدهم ولا تهمهم مشاعر ذوي الشهداء ودماء الشهداء .وللاسف على بعض الناخبين الذي تخدعهم تلك الشعارات الشعبية وهم لا يعلمون مافي قلب المرشح .
وانا والبعض من ابناء العراق ايضآ كنا لا نعرف ما في قلب المرشحين ولكن من خلال التجربة عرفنا غاياتهم وسبب جودهم الان في بيوت الناخبين في فترة الانتخابات ! وجودهم اليوم بينكم لاجل ان يسرق صوتكم وبصوتكم تجعلوا لهذا السارق له منصب وامتيازات , واحذروا عندما يتحدث.
معكم باللهجة الشعبية مثل مفردات (جا او لعد او عجل) حسب المحافظات وايضآ يستخدم “هديماتي بدل من ثيابي” وكذلك يستخدم في حال القسم يقول
( وحگ الله ,وحگ العباس ,وبخت جدك ,انه جاي على مودكم ولإجل تعيين ابناءكم ) هذة خدعة يستخدمها السياسي المجرب ! السياسي المجرب يعبد الكرسي لا يؤمن بقول الله وقول النبي (ص) لكي يقسم بكتب وانبياء واسماء الله .ينبغي على الناخب من خلال التجارب والعهود السابقة والاقنعة التي كانت يرتديها المرشح المجرب من المفترض يكون الناخب كالتالي
١. ان يكون الناخب اكثر ادراك من مما كان عليه في تلك السنوات الماضية حيث ان اليوم اصبحَ اغلب ابناء الشعب العراقي يتدبرون السياسة واصبحَ في كل بيت عراقي يوجد ” محلل سياسي” يقرأ المستقبل وعليها ان لا ينخدع ولا يثق بكل (مرشح مجرب او يريد ان يجرب) ! البرلمان مستقبل شعب وأجيال لا ساحة تجارب
٢. على المواطن ان لا يعطي صوته قبل ان يقرأ تاريخ المرشح واهدافة المستقبلية. وهذا يعتبر واجب وطني وديني على كل ناخب عندما يذهب الى صناديق المستقبل (الاقتراع) علية ان يتذكر قول المرجعية عندما قالت المجرب لا يجرب وايضآ يتذكر شهداء سبايكر وشهداء الكرادة وجميع شهداء العراق ويتذكر قول الشهيد قبل استشهادة في مجزرة سبايكر عندما قال (الله لا يوفقكم يا سياسيين)
٣.واجب وطني على المواطن ان يفكر بمصلحة الجميع وليس بالمصلحة الفردية ولن يثق في وعودهم الكاذبة اليوم العراق للجميع وعلى الجميع ان يفكرون في مستقبل العراق وتاكد اليوم المرشح يسمعك ولكن غدآ لم تجد من يسمع صوتك وسوف يخذلك كما خذلك في تلك الدورة البرلمانية السابقة وجعلك في ساحات المتظاهرين تتحمل حرارة الشمس ولم تجد برلماني واحد يسمع صوتك ويحقق مطلبك والمرجعية قالت بحت اصواتنا والمجرب لا يجرب..
وحيث ان هذة الصناديق القادمة اما تكون صناديق ذكريات جميلة او ذكريات حزينة فيها ندم وانتم بأيديكم تختاروا ذكرياتكم و ذكرياتكم ذكرياتنا