الدوحة - أعلن أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية الاثنين أن الشركة ستواصل توسعها، بينما تتحضر لإعلان خسائرها السنوية "الكبرى" بسبب مقاطعة دول مجاورة لها.
وتواجه قطر أسوأ أزمة دبلوماسية واقتصادية بسبب اعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الخامس من يونيو/حزيران 2017 مقاطعتها لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب والتقارب مع إيران المتورطة بدورها في انشطة تستهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
وأصدرت الدوحة على مدار الأشهر الماضية بيانات وتصريحات متناقضة حول تأثير قرار المقاطعة على اقتصادها فهي تشكو حينا مما تصفه بـ"حصار يستهدف تقويض اقتصادها وسيادتها" وتزعم أحيانا أخرى أن كل شيء على ما يرام وأنها قادرة على الصمود وأن اقتصادها لم يتأثر بالمقاطعة.
وأغلقت دول المقاطعة المسارات الجوية والمنافذ البحرية والبرية في وجه قطر، ما فاقم عزلتها في محيطها الجغرافي والعربي واضطرها لسلوك مسارات جوية وبحرية بعيدة ومكلفة لتأمين واردتها خاصة من المواد الغذائية واحتياجاتها الأساسية وتسيير رحلاتها الجوية إلى العديد من الوجهات العالمية.
وقال أكبر الباكر، إن الخطوط القطرية لا تزال "شركة قوية للغاية"، رغم تأثرها بعد قطع العلاقات بين دولة الامارات والبحرين والسعودية ومصر من جهة، وقطر من جهة ثانية.
وأضاف في مؤتمر صحافي "نعم، ستكون خسارة كبيرة. وعندما أقول إننا سنعلن عن خسارة كبيرة، بالنسبة لي، بعد تحقيق الأرباح، فإنه حتى لو خسرت 10 ملايين دولار، فإنها خسارة كبيرة".
ولا تخرج تصريحات الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية وهي واحدة من كبرى شركات الطيران في العالم، عن سياق المكابرة التي دأب عليها المسؤولون القطريون لمداراة العجز في مواجهة الأزمة.
ويرى محللون أن التعاطي القطري مع الأزمة الدبلوماسية والاقتصادية مربك ويعكس في الوقت ذاته تخبطا في دائرة صنع القرار.
ويشير هؤلاء إلى أن معالجة الأزمة من خلال الهروب إلى الأمام والبحث عن حلول خارجية بالهرولة إلى وسطاء آخرين مثل تركيا أو الولايات المتحدة أو غيرهما، لا يزيد الأزمة إلا تعقيدا خاصة في ظل وجود الوساطة الكويتية التي قبلت بها دول المقاطعة ودعمتها قوى غربية.
وأكد أكبر الباكر أن الخطوط القطرية ليست في خطر الانهيار، مضيفا "على الرغم من توقعنا الخسارة، ما زلنا نتوسع وما زلنا نستثمر وما زلنا نقوم بشراء الطائرات".
وتابع "سنتابع التوسع وسنواصل توظيف وليس تسريح الأشخاص ولن نركن الطائرات ونقوم بتضييق الشبكة، نقوم بالعكس تماما".
وتسبب منع الخطوط الجوية القطرية من استخدام المجال الجوي للدول المجاورة من زيادة التكاليف، منذ اندلاع الأزمة في منتصف العام الماضي.
وسيتم الاعلان عن أرباح الشركة في يونيو/حزيران. وكانت الخطوط الجوية القطرية حققت العام الماضي أرباحا بقيمة 540 مليون دولار.
وعملت قطر خلال الأشهر الماضية من عمر الأزمة على توسيع الشركات الخارجية وربط مصالحها بمصالح دول غربية على أمل فك عزلتها.
كما انتهجت سياسة العقود السخية في العديد من المجالات منها صفقات عسكرية تفوق بكثير احتياجات وقدرات القوات القطرية.
ولا يشكل اتجاه الخطوط القطرية للمزيد من التوسع واقتناء المزيد من الطائرات استثناء في الحالة القطرية العامة، بل هو تعزيز لسياسة العقود السخية في ما يبدو أنه رهان على حلول مسقطة مدعومة بسياسة المصالح، حيث تنشط لوبيات خارجية لحماية مصالحها مع قطر.
و قد تنجح الدوحة في تخفيف حدّة أزمتها ولو نسبيا إلا أنها في المقابل تواجه دفع فاتورة باهظة جدا كانت ستكون أقل بكثير لو أنها غلّبت منطق العقل على سياسة المكابرة ولو أنها ركنت إلى البحث حلّ في محيطها العربي والخليجي بدلا من الهرولة إلى الخارج بحثا عن حلول مستوردة.