بقلم طه كمر
عن نفسي أنا شخصيا أتقدم بالاعتذار الى صخرة خط الدفاع العراقي السابق والمدرب والمحلل والاداري الحالي عدنان درجال لما آلت اليه الامور في قضية ترشحه الى منصب رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم وخروجه قبل بدء عملية الانتخابات بطريقة لا تتلائم مع اسمه وتأريخه المشرّف الذي يتحدث عنه القاصي والداني على خارطة اللعبة. درجال ما أن وطأت قدميه أرض العراق حتى بدأت الأقاويل هنا وهناك تتناقلها وكالات الأنباء ، منها صحيح ومنا مغلوط وكأنه شخص غير عراقي جاء ليستولي على كرسي الرئاسة الذي سجل بأسم من حجزه لدورة انتخابية ولازال متمسك به ليغرد بمفرده بعد أن أزاحه من موقع المنافسة الشريفة التي للأسف باتت مشكوك بنزاهتها. عندما نتحدث عن رموز العراق وحضارته وتاريخه تقفز الى المشهد مصطلحات كأسد بابل وملوية سامراء ونهري دجلة والفرات وشط العرب وكهرمانة وشارع أبي نؤاس وشارع المتنبي ، كما يتبادر الى الأذهان الفنانين ناظم الغزالي وياس خضر وعفيفة اسكندر ، فضلا عن الممثل القدير سليم البصري ورفيق دربه خليل الرفاعي ،
لكننا نستدرك القول ولم نقف عند هؤلاء المبدعين بل نستذكر نجوم الرياضة عبد الواحد عزيز صاحب الميدالية الاولمبية الوحيدة ، وملك التغطية عبد كاظم وصخرة الدفاع عدنان درجال وصاحب الرأس الذهبية حسين سعيد والساحر أحمد راضي ، ليكون هؤلاء هم رموز العراق ومبدعيه ممن تغنينا بأسمائهم لردح من الزمان ، على الأقل انهم يذكرونا بالمرة الوحيدة التي تأهل فيها منتخبنا الوطني لنهائيات كأس العالم في المكسيك. اليوم وبعد كل الانجازات التي حققوها للعراق نستكثر عليهم الانتماء الى بلدهم من خلال تبوئهم منصبا يليق بما قدموه لعراقنا على مر الأزمنة ، وكما جاء درجال عاد من حيث أتى بخفي حنين بعد أن انتهت القصة ، وأي نهاية فللأسف انها لا تشبه البداية التي ابتدأها وهو بعيد عن العراق وجال بفكره أن يقدم شيئا يرد به الدين الذي في عنقه لهذا البلد المعطاء ، من موقعه الرياضي ليعيد هيبة الكرة العراقية التي مرغها من يعتلي المشهد الرياضي في التراب ، من خلال ما آلت اليه الامور في الواقع الكروي المترهل ، ليجد درجال نفسه خارج أسوار عملية الانتخابات بعد أن حكم عليه بالابعاد المجحف في ليلة سوداوية غاب فيها ضوء القمر.
توسمنا خيرا عندما انتخى ابن العراق وجاء ليضع النقاط على الحروف باعتلاءه هرم المنظومة الكروية ، على أمل مشاركته في لعبة الانتخابات التي كنت أسمع بأنها توصف بالقذرة لكني لا أعي لماذا هذا الوصف الا اني وجدتها حقا بمنتهى القذارة والخسة التي تحتم على النجوم أن يكونوا خارج الحسابات بعدما أفنوا عمرهم على المستطيل الأخضر ، فجمهورية القدم في بلدي ستبقى طارئة للأسف لأنها فصلت على أناس طارئين ، اختطوا بمحض إرادتهم نظامها الداخلي ليكون بعيدا عن متناول من ينافسهم على الكعكة التي ابتلعوها لكن سيأتي اليوم الذي سيغصون بها عاجلا أم آجلا ، وأكرر اعتذاري لنجمنا الدولي السابق عدنان درجال وأعده انه لا يصح الا الصحيح وسيأتي اليوم الذي سيجد نفسه في مكانه الطبيعي.