واشنطن - كشفت دراسة أميركية حديثة أنه يمكن استخدام تقنية "كريسبر- كاس 9" لإصلاح العيوب الجينية أداةً لعلاج ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم.
وأجرى الدراسة باحثون بجامعة "ديوك" الأميركية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية "نيتشر" (الطبيعة) العلمية.
والكولسترول هو مادة شمعية لزجة شبه دهنية، بيضاء اللون موجودة في الدم وجميع أجزاء الجسم، ويحتاجها لتأدية وظائفه.
ولكن الكثير منه في الدم، أو ارتفاع النوع السيئ أكثر مما ينبغي، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، حيث أنه يقوم بغلق شرايين الدم ويؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والجلطات.
واستعان الباحثون بتقنية "كريسبر- كاس 9" لتعديل الجينات، وهي تقنية تعديل جيني ثورية بإمكانها تعديل أي منطقة من مناطق الجينوم لأي نوع من الكائنات بإحكام ودقة عاليتين، دون الإضرار بغيرها من الجينات.
واستخدم الفريق هذه التقنية لإيقاف عمل جين ينظم مستويات الكوليسترول لدى فئران بالغة، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الكولسترول في الدم ويعرقل ظهور امراض القلب والجلطات.
وأوضح الباحثون أن التقنية نجحت في إسكات جين يسمى (باسك 9) الذي ينظم مستويات الكولسترول في الدم، في الوقت الذي يتم فيه حاليًا تطوير العديد من الأدوية لعلاج ارتفاع الكولسترول وأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق منع نشاط هذا الجين.
ولا تزال التطبيقات الطبية التي تعتمد على تقنية "كريسبر- كاس 9" في مراحلها الأولى، حيث تم اكتشافها وتعريفها في شكلها الحالي عام 2012.
ومنذ 2012، جرت محاولات عدة لاستخدام هذه التقنية لإصلاح العيوب الجينية، منها البحوث التي قامت بها فرق في الصين عام 2015، لإصلاح العيوب الجينية التي تسبب أمراض الدم.
ولكن تلك البحوث لم تتمكن من إصلاح كافة الخلايا المصابة، ولذلك كانت الأجنة التي عولجت عبارة عن خليط من الخلايا المريضة والسليمة، كما أدت تلك البحوث إلى حصول طفرات في التسلسل الجيني.
وفي أبريل/نيسان 2017، استخدم فريق بحث دولي من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية هذه التقنية لتعديل جينات لأجنة بشرية بهدف تصحيح طفرة مسببة للأمراض، ما يحول دون انتقال مرض قلبي مميت وتوريثه إلى الأجيال المقبلة.
ورأى فريق البحث الدولي أن هذا الإنجاز يفتح الباب لإمكانية منع توريث عشرات الآلاف من الأمراض من جيل إلى جيل مثل سرطان الثدي والتليف الكيسي الذي يصيب العديد من أعضاء الجسم كالرئتين والجهاز الهضمي وغيرها.