واشنطن - اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة خلال زيارة إلى واشنطن أن الاتفاق الموقع مع إيران حول ملفها النووي غير كاف لاحتواء طموحات طهران.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إيران لن تمتلك أسلحة نووية لكنه امتنع عن التعليق على ما إذا كان قد يفكر في استخدام القوة ضدها.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "أنا لا أتحدث عما إن كنت سأستخدم القوة العسكرية أم لا... لكنني أستطيع أن أقول لكم هذا: لن يمتلكوا أسلحة نووية. أستطيع أن أقول لكم هذا، حسنا؟ لن يحصلوا على أسلحة نووية. يمكنكم أن تعولوا على هذا".
وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو الجمعة، إن ترامب لم يتخذ بعد قرارا بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران من عدمه.
وأضاف بومبيو "لا يبدو بقاؤه (ترامب) في هذا الاتفاق ممكنا، في حال عدم إجراء تعديلات هامة بخصوص عيوبه (الاتفاق)".
وهناك خلاف حول الاتفاق النووي الإيراني بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية، حيث هدّد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي ويسعى لإضافة "اتفاق تكميلي له قواعد وقيود وشروط جديدة"، فيما تدافع الدول الأوروبية عن الحكومة الإيرانية وتقول إنها ملتزمة بالاتفاق الموقع في صيف 2015.
إلا أن ميركل خالفت توقعات سابقة بأن تدافع ألمانيا على الاتفاق النووي لكنها أبدت موقفا متناغما مع الموقفين الأميركي والفرنسي الرامي لتعديل الاتفاق بتضمينه قيودا مشددة تشمل برنامج طهران للصواريخ الباليستية ووقف الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
وقالت المستشارة الألمانية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب "نعتبر الاتفاق النووي الإيراني مرحلة أولى ساهمت في إبطاء أنشطتهم على هذا الصعيد بصورة خاصة، لكننا نعتقد أيضا من وجهة نظر ألمانية أن هذا غير كاف لضمان كبح طموحات إيران واحتوائها".
وأضافت "يجب أن يكون هناك توافق بين أوروبا والولايات المتحدة حول هذا الموضوع".
وسيعلن ترامب موقفه حيال الاتفاق النووي في 12 مايو/ايار. وندد الجمعة بالسلطات الإيرانية ووصف النظام في طهران بأنه "قاتل".
وقال في هذا السياق إن "النظام الإيراني يغذي العنف وسفك الدماء والفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يجب أن نضمن أن هذا النظام القاتل لا يقترب حتى من سلاح نووي وأن تنهي إيران نشر الصواريخ الخطيرة ودعمها للإرهاب".
وأضاف ترامب "بغض النظر عن المكان الذي تذهب إليه في الشرق الأوسط، فإن إيران موجودة حيث هناك مشاكل".
واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء في واشنطن على نظيره الأميركي الحفاظ على الاتفاق الأصلي حول برنامج إيران النووي على أن يكون أول "الأركان الأربعة" لاتفاقية "جديدة".
أما "الأعمدة" الأخرى فتتعلق بفترة ما بعد عام 2025 ، عندما تنتهي صلاحية بعض البنود المتعلقة بتقييد الأنشطة النووية والصواريخ الباليستية المثيرة للجدل ودور طهران "المزعزع للاستقرار" في المنطقة.
وخيم على زيارة ميركل لواشنطن إلى جانب الملف النووي الإيراني، ملف الاتفاق الثنائي للتجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقالت المستشارة الألمانية في هذا السياق، إنها لا تستبعد اتفاقا ثنائيا للتجارة بين بروكسل وواشنطن، مضيفة أن منظمة التجارة العالمية غير قادرة على انتاج اتفاقيات متعددة الأطراف.
وتابعت "نريد تجارة تتماشي من النظام التجاري المتعدد الأطراف لمنظمة التجارة العالمية، لكننا نعترف أيضا بأنه لسنوات كثيرة جدا فإن منظمة التجارة العالمية كانت غير قادرة على انجاز اتفاقية دولية".
وأضافت أنها لهذا السبب لا تستبعد مفاوضات ثنائية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال ترامب إنه ملتزم بمعالجة الاختلالات في التجارة بين الولايات المتحدة وأوروبا.