افتتاح أول متحف للفن الفلسطيني في الولايات المتحدة

آخر تحديث 2018-04-28 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

دبريدج (الولايات المتحدة) - تستضيف منطقة ريفية في ولاية كونيتيكت الاميركية متحفا فنيا جديدا يأمل في تغيير نظرة الاميركيين الى الفلسطينيين.

ويقع المتحف الذي يعد الأول من نوعه في الولايات المتحدة في وودبريدج قرب جامعة يال على بعد 130 كيلومترا تقريبا شمال مانهاتن وهو تاليا خارج مسار المتاحف وانوار المدن الكبيرة.. اقله الان.

ويتمثل هذا الانجاز بوجود هذا المتحف بحد ذاته وقد رصدت له ميزانية متواضعة من نصف مليون دولار واقيم في تسعة اشهر من قبل مؤسسه رجل الاعمال الاميركي من اصل فلسطيني فيصل صالح العازم على اقامة اول متحف مكرس للفن الفلسطيني في الولايات المتحدة.

وتطغى الذكرى السبعون القريبة لقيام دولة اسرائيل ونقل السفارة الاميركية الى القدس وعلاقة واشنطن الوطيدة بالدولة العبرية والعمليات الانتحارية السابقة والهجمات بالسكاكين على الخطاب الاميركي المتعلق بالنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.

ويقول مؤسس المتحف فيصل صالح (66 عاما) لوكالة فرانس برس "صورت وسائل الاعلام والقوى غير المؤيدة لفلسطين، الفلسطينيين بطريقة سلبية جدا وقد نزعت عنهم الصفة البشرية نوعا ما".

وهو يأمل ان يتمكن المواطن الاميركي العادي من زيارة المتحف ليكتشف ان الفلسطينيين يملكون ارثا فنيا غنيا.

ويضيف قائلا "لدينا فنانون مثل كل شعوب العالم واعدادهم كبيرة جدا. ويعمل الكثير منهم في ظل ظروف قاسية جدا".

واطلق على المتحف اسم "متحف فلسطين في الولايات المتحدة (بالستاين ميوزيوم يو اس) وهو سيفتح ابوابه الاحد امام الزوار.

وفي الوقت الراهن يمكن زيارته ايام الاحاد فقط مجانا وسيعمل فيه متطوعون. وهو يضم اكثر من 70 عملا فنيا ومئة صورة ومجموعات من المطرزات والملابس والمنشآت الحديثة.

ومع ان المتحف يتمحور على الفن وليس على الحرب الا انه يرشح حنينا الى الارض وتوقا الى السلام والى تقرير المصير عبر الاعمال المعروضة فيه.

يحيي الفلسطينيون ذكرى "النكبة" تزامنا مع احتفال الاسرائيليين بقيام دولتهم الذي تسبب في العام 1948 باول موجة لاجئين فلسطينيين.

ابداع بدلا من التخلف

وتقول سامية الحلبي (81 عاما) وهي فنانة فلسطينية تقيم في نيويورك وتعمل فيها "الفن يوسع افاق التفكير دوما". وقد علقت ثلاث من صورها في المتحف.

وتوضح لوكالة فرانس برس "امل ان يتعلموا اكثر عن وجودنا كشعب وينظرون الينا على ان لدينا ابداعا ولسنا ضحايا متخلفين كما تميل الصحف الى وصفنا".

وتضيف "يتحقق ذلك كثيرا من خلال المتاحف عبر العالم مع ثقافات وافكار اخرى".

تمتد قاعات العرض على مساحة 370 مترا مربعا تدخل اليها اشعة الشمس تدخل عبر النوافذ. وتطالع الزائر اولا صور قديمة للقدس في ظل الانتداب البريطاني لينتقل بعدها الى لوحات من الفن المعاصر والتجريدي.

ويقول صالح ان المتحف الذي يضم اعمال 29 فنانا يقيمون داخل اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة هو دليل على مفهوم يمكن ان ينقل على نطاق اوسع.

ويوضح "نأمل انه قريبا جدا سينضم الينا رواد اعمال فلسطينيون اخرون لتمويل الهدف الاساس وهو اقامة متحف اكبر في مدينة كبيرة مثل نيويورك او واشنطن".

وهذا طموح كبير الا ان صالح المولود في رام الله في الضفة الغربية المحتلة يؤكد ان ردود الفعل كانت "رائعة" مع تغطية اعلامية تركز على الفن الفلسطيني وليس النزاع.

ويقول "هذا نشاط سلمي بامتياز. نريد ان نتشارك فننا مع الشعب ولا يسعني ان اتصور ان في ذلك مشكلة".

كان تيموثي نيدرمكان وهو صاحب رواية عن مدرس فلسطيني، احد المدعوين الذين حضروا الافتتاح الرسمي في عطلة نهاية الاسبوع الماضي.

ويقول "هذا ما يجب التركيز عليه.. ثمة اشخاص طبيعيون يمكن التحدث معهم والتوصل الى حلول طبيعية معهم".