لندن - توفي الطفل البريطاني ألفي إيفنز السبت بعدما شكلت قضيته محور نزاع قضائي تردد صداه في أنحاء العالم اجمع وصولا إلى الحبر الأعظم، إذ كان والداه يطالبان بمواصلة علاجه بما يتعارض مع رأي الأطباء.
وكتب والدا ألفي البالغ 23 شهرا على صفحتهما في فيسبوك إن "طفلنا انتقل إلى السماء هذه الليلة عند الساعة 2,30. وقد فطر الحزن قلبنا. نشكر لكم دعمكم".
وبدأت الزهور والشموع والألعاب والبالونات تتكدس عند مدخل مستشفى ألدر هاي للأطفال في ليفربول (شمال غرب إنكلترا) حيث كان ألفي يعالج منذ ديسمبر/كانون الأول 2016.
وجاء في بيان صادر عن المستشفى "نتقدّم بأحرّ التعازي إلى عائلة ألفي في هذه الأوقات العصيبة. لقد كان هذا المسار مضنيا".
ردّ القضاء البريطاني الطعن الأخير الذي تقدّم به توم إيفنز وكايت جيمس بدعم من البابا فرنسيس والحكومة الإيطالية، للسماح لهما بمواصلة علاج ابنهما في إيطاليا حيث عرضت عدة مستشفيات استقبال الطفل.
ووضع هذا الرفض حدّا لنزاع قضائي بدأ في ديسمبر/كانون الأول 2017 بين أهل ألفي والمستشفى الذي أراد قطع أجهزة المساعدة على التنفس عن الطفل. وكان ألفي المولود في 9 مايو/ايار 2016 يعاني من مرض نادر يؤدي إلى تدهور الجهاز العصبي، يستعصى علاجه بحسب المستشفى.
وقد فقد الصبي كلّ وظائفه العصبية والإدراكية.
وفي كلّ مرة، كان الحكم الصادر عن كلّ من محكمة البداية الخاصة ومحكمة الاستئناف والمحكمة العليا في بريطانيا يؤيد الطاقم الطبي، حتى أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ردّت طلب الأهل. وكان الطاقم الطبي على قناعة بأن "مواصلة العلاج أو السماح لألفي بتلقي الرعاية في الخارج ليس من مصلحة الطفل".
وقد قطعت أجهزة المساعدة على التنفس عن ألفي مساء الاثنين، عملا بقرار القضاء. غير أن الطفل بقي على قيد الحياة ورأى والده في ذلك دليلا على أن ابنهما قادر على التنفس لوحده وأن حالته الصحية "أفضل بكثير" من التقديرات.
وطلب الأهل من القضاء أن يسمح لهم بنقل ألفي إلى إيطاليا لتلقي العلاج. وقد رفض طلبهم مرة اولى الثلاثاء من قبل محكمة البداية الخاصة في مانشستر (شمال غرب إنكلترا) ثمّ في اليوم التالي في محكمة البداية الخاصة في لندن.
وهزّت قضية ألفي مشاعر العالم أجمع، وتردد صداها خصوصا في بولندا وإيطاليا حيث نظمت أمسيات على نيّة الصبي الصغير. ومنحت الحكومة الإيطالية الاثنين الجنسية الإيطالية للطفل البريطاني، على أمل تسهيل نقله إلى روما.
وقد تدخّل البابا فرنسيس شخصيا لتأييد والدي ألفي، موجها عدة نداءات لإبقائه على قيد الحياة. وهو اجتمع بوالده توم إيفنز في جلسة خاصة في الفاتيكان في 18 ابريل/نيسان.
وأعرب الحبر الأعظم عن تأثره الشديد بوفاة الطفل السبت.
وهو كتب على تويتر، "تأثرت كثيرا بوفاة الصغير ألفي. وأصلي اليوم من أجل أهل الطفل الذي يحتضنه الله بين ذراعيه".