بومبيو يتمسك بتعديل الاتفاق النووي متهما إيران بالإرهاب

آخر تحديث 2018-04-29 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

الرياض/لندن – أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد للسعودية أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في 2015 والذي أبرم في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع الشركاء الأوروبيين لإصلاحه لضمان عدم امتلاك طهران لأسلحة نووية أبدا.

وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير "إيران تزعزع استقرار هذه المنطقة بأكملها... تدعم جماعات مسلحة وجماعات إرهابية من الباطن. إنها تاجر أسلحة للمتمردين الحوثيين في اليمن. إنها تساند نظام الأسد القاتل (في سوريا) أيضا".

وكان مسؤولون كبار في الخارجية الأميركية قالوا إن بومبيو سيناقش خلال محادثاته مع المسؤولين السعوديين سلوك إيران في المنطقة ويدعو لعقوبات لكبح برنامجها للصواريخ الباليستية وهو ما جاء متطابقا مع موقف السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير.

وقال الجبير "المشكلة الإيرانية، يجب أن يكون التعامل معها أيضا عن طريق فرض المزيد من العقوبات على إيران لانتهاكاتها للقرارات الدولية المتعلقة بالصواريخ الباليستية".

وأطلقت جماعة الحوثي اليمنية أكثر من 100 صاروخ وصلت إلى الأراضي السعودية قتل آخرها مواطنا سعوديا السبت في منطقة جازان بجنوب البلاد.

وتتهم الولايات المتحدة وقوات التحالف العربي التي تقودها السعودية وتدخلت في الحرب اليمنية 2015 دعما للشرعية في اليمن، إيران بإمداد حلفائها من الحوثيين بالصواريخ وهو ما تنفيه طهران.

والتقى بومبيو لمدة 15 دقيقة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الأحد ثم توجه مباشرة إلى إسرائيل، عدو إيران اللدود، لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال مسؤول في الخارجية الأميركية إن الاجتماع كان مقررا في القدس المحتلة، لكن لاحقا تقرر أن يعقد في تل أبيب بناء على طلب إسرائيل. ولم يذكر المسؤول سببا لذلك.

وفي وقت سابق الشهر الجاري قال الجبير إن السعودية ستكون مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا تحت قيادة الولايات المتحدة إذا جرى اتخاذ قرار لتوسيع التحالف.

ولدى سؤاله عن القوات السعودية في سوريا قال بومبيو "سنجلس ونتحدث عن ذلك... وكيفية أن نضمن بأفضل صورة أن أميركا لا تعمل بمفردها في هذا الشأن وأن دول الخليج تعمل بجانبنا".

وقال بومبيو الأحد "حققنا فعليا بعض التقدم مع الأوروبيين"، مضيفا "لا يزال أمامنا المزيد من العمل لنؤديه معا وهم قالوا عظيم سندعمكم إذا توصلتم إلى تعديلات".

وكبح الاتفاق الذي جرى إبرامه في عام 2015 أنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم.

وترى روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وهي الدول الأخرى التي وقعت على الاتفاق بجانب الولايات المتحدة وإيران، أن هذا الاتفاق هو الأمثل لمنع إيران من تطوير قنبلة نووية.

لكن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قال الأحد إن الرئيس دونالد ترامب لم يتخذ قرارا بعد ما إذا كان سينسحب من الاتفاق النووي الايراني أم لا.

واضاف لشبكة فوكس نيوز "لم يتخذ قرارا بعد حول الاتفاق النووي، سواء البقاء أو الانسحاب".

وتسعى الولايات المتحدة، التي لها قواعد عسكرية في قطر وبعض الدول الأخرى التي على عداء معها، للتوسط من أجل حل الخلاف مع قطر. وأعلن ترامب صراحة، في وقت مبكر من وقوع الأزمة، وقوفه إلى جانب السعودية والإمارات لكنه يسعى حاليا إلى حل للحفاظ على جبهة موحدة ضد إيران.

وأكدت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا الأحد في بيان مشترك وجوب دراسة "عناصر هامة" لا يشملها الاتفاق النووي مع إيران ومن بينها برنامج تطوير الصواريخ الباليستية و"نشاط إيران المزعزع للاستقرار الإقليمي".

وجاء في البيان المشترك الصادر عن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأحد، عقب إجرائها مكالمتين هاتفيتين مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بحثت معهما الاتفاق النووي مع إيران.

وأقر ماكرون وماي وميركل بأهمية الحفاظ على الاتفاق باعتباره "أفضل طريقة للتصدي لخطر إيران المسلحة نوويا"، مؤكدين على أن الأولوية هي منع طهران من تطوير السلاح النووي.

مع ذلك، التزم الرئيس الفرنسي ورئيسة الوزراء البريطانية والمستشارة الألمانية بـ"مواصلة التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بكيفية معالجة مجموعة من التحديات الناجمة عن مخاطر إيران بما في ذلك بحث المسائل التي يمكن أن يغطيها الاتفاق الجديد".

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد سخر الأربعاء من المناقشات بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن تعديلات على الاتفاق النووي ووصف ترامب "بالتاجر" الذي يفتقد المؤهلات للتعامل مع اتفاق دولي معقد.

أزمة قطر

وفي ما يتعلق بأزمة قطر، أكد وزير الخارجية الأميركي خلال زيارة قصيرة للعاصمة السعودية الرياض الأحد، على ضرورة الوحدة الخليجية في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لحشد تأييد حلفائها لعقوبات جديدة على إيران.

وذكر أيضا الخلاف بين بعض الدول الخليجية وقطر وقال "الوحدة الخليجية ضرورية ونحن نحتاج لتحقيقها".

وقال بومبيو للصحفيين "نأمل في أن يتوصلوا إلى ذلك بطريقتهم وحل الخلاف بينهم".

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد أوقفت الحركة والتجارة مع قطر في يونيو/حزيران 2017 لتورطها في دعم الإرهاب وإيران.

وتأتي تصريحات بومبيو متناغمة مع تصريحات سابقة للرئيس دونالد ترامب الذي أكد بدوره على ضرورة حل الخلافات بين الدوحة وجيرانها، داعيا قطر في الوقت ذاته إلى ضرورة التخلي عن دعم الإرهاب.

كما ذكّر بأن لقطر سجل طويل في دعم وتمويل الإرهاب، إلا أن ريكس تيلرسون وزير الخارجية السابق قاد قبل قرار اقالته وساطة بين الدول المعنية انتهت بالفشل بسبب انحيازه للدوحة ومحاولته التغطية على أساس اندلاع الأزمة وهو دعم قطر للإرهاب.

وموقف بومبيو يبدو بعيدا عن موقف سلفه، حيث عبر عن أمله في "أن يتوصلوا (دول المقاطعة وقطر) إلى ذلك بطريقتهم وحل الخلاف بينهم"، ما يشير إلى أن حل قطر لأزمتها هو أولا في محيطها الجغرافي والاقليمي.

وكان تيلرسون يدفع باتجاه تحميل دول المقاطعة الأربع المسؤولية عن الأزمة في الخليج، مبديا مرونة مع تعنت الدوحة ومكابرتها ورفضها لقائمة المطالب العربية وعلى رأسها التخلي عن دعم وتمويل الإرهاب.

وخلال قيادته للوساطة الأميركية وقع تيلرسون اتفاقية مع قطر لمكافحة الإرهاب، في خطوة رحبت بها دول المقاطعة لكنها اعتبرتها غير كافية، فيما صوفها محللون بأنها مناورة من الدوحة ومن تيلرسون للالتفاف على الأسباب الحقيقية للأزمة.