واشنطن - تحدث وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو عن "فرصة حقيقية" لإحراز تقدم في ملف كوريا الشمالية بعد عقده لقاء مع كيم جونغ اون خلال عطلة عيد الفصح، مؤكدا أن الحل مع كوريا الشمالية يجب أن يتم عبر الدبلوماسية.
لكنه أوضح أيضا أنه أبلغ الزعيم الكوري الشمالي أنه سيتعين عليه الموافقة على اتخاذ خطوات "لا رجعة فيها" تجاه إلغاء برنامجه للأسلحة النووية في أي اتفاق مع الرئيس دونالد ترامب.
وقال بومبيو لقناة إيه.بي.سي نيوز "نستخدم كلمة لا رجعة فيها عن قصد وسنطلب تنفيذ تلك الخطوات التي تظهر أن عملية نزع السلاح النووي تمضي قدما".
وتعليقات بومبيو هي أكثر تصريحاته استفاضة بشأن محادثات في بيونغيانغ مع كيم استعدادا لقمة تعقد الشهر المقبل بين الزعيم الكوري الشمالي وترامب.
وقال المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) والذي تولى منصبه الجديد الخميس الماضي، إن الاجتماع مع كيم كان "بناء" وأنه غادر بيونغيانغ ولديه قناعة بأن هناك "فرصة حقيقة" لإبرام اتفاق بين كيم وترامب.
وأشار بومبيو إلى أن كيم عبر عن استعداده لبحث طلب ترامب "ووضع خارطة ستساعدنا في تحقيق هذا الهدف".
ومن المرجح أن يزيد تقييمه الآمال في حدوث انفراجة تجلب السلام إلى شبه الجزيرة الكورية المقسمة في أعقاب قمة تاريخية الأسبوع الماضي بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن التي تعهد فيها الزعيمان "بنزع كامل للأسلحة النووية".
من جهته قدم جون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي الأحد بعض التوضيحات للرؤية الأميركية بشأن نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، مؤكدا الأحد أن البرنامج الذي كان أدى إلى تخلي ليبيا عن طموحاتها النووية يجب أن يكون نموذجا.
وكان بومبيو الذي عيّن حديثا وزيرا للخارجية التقى حين كان مديرا للاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي ايه)، زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون في مهمة ابقيت لفترة سرية.
وقال بومبيو في مقابلة مع قناة ايه بي سي نيوز بثت الأحد "كان هدفي هو محاولة معرفة ما إذا كانت هناك فرصة حقيقية للتقدم وأعتقد أن الفرصة قائمة".
وتساءل "من يدري كيف ستجري المفاوضات النهائية؟ لا يزال هناك الكثير من العمل، لكن لدي أمل كبير في أن الشروط التي حددها الرئيس ترامب تعطينا هذه الفرصة".
ومن المقرر أن تجمع قمة تاريخية ترامب وكيم بحلول يونيو/حزيران.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن الدبلوماسية يجب أن تكون الوسيلة للتوصل إلى حل مع كوريا الشمالية.
وقال "من واجبنا استخدام خطاب دبلوماسي لمحاولة ايجاد حل سلمي لكي لا يتم تهديد الأميركيين من قبل كيم جونغ اون وترسانته النووية. هذه هي المهمة والهدف".
وأوضح أنه بحث والزعيم الكوري الشمالي في "آلية كاملة يمكن التحقق منها ولا عودة عنها" لنزع السلاح النووي".
وتابع "ثم لاحقا حين يلتقي الرئيسان (كيم وترامب)، الوحيدان اللذان يمكنهما اتخاذ مثل هذه القرارات، سيكونان في غرفة معا ويمكنهما تحديد سير المباحثات. يمكنهما رسم ملامح نتائج، يمكنهما اسداء توجيهات لفريقيهما للتوصل إلى هذه النتائج".
النموذج الليبي
وعلى قناة فوكس نيوز قال بولتون "نفكر في النموذج الليبي للعامين 2003 و2004".
وكان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أعلن في ديسمبر/كانون الأول 2003 تخليه عن كل برامج تطوير أسلحة الدمار الشامل بعد تسعة أشهر من المفاوضات السرية مع لندن وواشنطن.
ووقعت ليبيا اثر ذلك البروتوكول الإضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي، ما أتاح للوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة منشآتها النووية.
وحين سئل عما اذا كان التزام بيونغيانغ وسيول "نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية" سيعني تغييرا في الموقف النووي لواشنطن في المنطقة؟ أكد بولتون "لا أعتقد أن ذلك يلزم الولايات المتحدة، كلا".
وأوضح بولتون عبر شبكة "سي بي اس" أن الولايات المتحدة ستستند أيضا إلى النصوص التي سبق أن وقعتها كوريا الشمالية على غرار الاتفاق بين الكوريتين العام 1992.
وقال "نبحث أيضا في ما تعهدت كوريا الشمالية نفسها القيام به في السابق وخصوصا قبل ربع قرن عبر اتفاق 1992 حول نزع السلاح النووي بين الشمال والجنوب وحيث تعهدت كوريا الشمالية التخلي عن أسلحتها النووية والتزمت الاحجام عن تخصيب اليورانيوم وتطوير البلوتونيوم". وخلال جولته في الشرق الاوسط اعتبر بومبيو أن الزعيم الكوري الشمالي يخوض المفاوضات بشكل جدي وهذا في مصلحة بلاده وقال "أنا على يقين أن كيم جونغ اون يريد أكثر من قصاصة ورق".
لكنه أبدى في مقابلته مع ايه بي سي حذرا ازاء الآمال الكبرى المعقودة على مباحثات غير مسبوقة مع بيونغيانغ.
وقال إن الادارة الأميركية "واعية تماما. نعرف التاريخ وندرك المخاطر. سنكون مختلفين للغاية وسنفاوض بشكل مختلف عما حصل في الماضي".
وأضاف "لن نقطع وعودا ولن نصدق الكلام. سنسعى إلى أفعال وحتى يحصل ذلك قال الرئيس بوضوح إننا سنستمر في الضغط".