اوروبا مصرة علي الإبقاء علي الإتفاق النووي كما هو

آخر تحديث 2018-05-01 00:00:00 - المصدر: ارنا

وفي هذا السياق أجرينا لقاء مع «اليستر برت» مساعد وزير الخارجية البريطاني الذي وصل طهران للقيام بزيارة قصيرة التقي خلالها عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الايراني للشوون السياسيه.
فردّاً علي سؤال حول تقييم مساعد وزير الخارجية البريطاني لمدي التزام ايران بمفاد الإتفاق النووي قال إليستر برت: إنّ الإتفاق النووي يضم نطاقاً واسعاً من العلاقات بين ايران ودول المنطقة والعالم وكان الهدف من توقيعه واضح ويتمثل في الحد من انتشار الاسلحة النووية . وعلي أية حال التزام ايران بتعهداتها كان محموداً وهذا وما أقرت به لندن وهذا بالتحديد ما جعلنا دؤوبين لاقناع الآخرين بالحفاظ علي هذه المعاهدة الدولية كي نستطيع في المستقبل فتح ملفات اُخري مع ايران تهمّنا جداً كعلاقة ايران بباقي دول المنطقة وما يجري فيها.
ورداً علي سؤال آخر حول تأكيد واشنطن علي انسحابها من الإتفاق إن لم تتم تلبية مطالبها وعن نوعية ردود الفعل الاوروبية خاصة البريطانية منها حيال ذلك قال مساعد وزير الخارجية البريطاني: حسب معلوماتي فإنّ جميع الدول الموقعة علي هذه المعاهدة الدولية راغبة في الإبقاء علي الاتفاق النووي وتطبيق بنوده ونحن كبريطانيين ساعون كل السعي لإقناع البيت الابيض معرباً عن أمله بأنّ يصل جميع الأعضاء الي هذه القناعة.
ورداً عن سؤال حول إجتماع آنجلا مركل وايمانويل ماكرون الاخير بترامب والحديث حول إتفاق جديد اوروبي أمريكي يتطرق الي قضايا دون القضايا النووية تخص الشأن الايراني وإمكانية إلتحاق لندن بهذا الإتفاق الثلاثي ليكون رباعياً قال برت: إنّ الإجتماع كان مجرد نقاش بينيّ للتوصل الي حل للهواجس التي تشعر بها وتصرح بها واشنطن ولا علاقة له بطيّ صفحة الإتفاق النووي أو إلغائه.
ورداً علي سؤال حول ما ستقوم به بريطانيا تحديداً لاقناع ترامب بعدم الانسحاب من الإتفاق النووي قال اليستر برت: لا تعتقدوا بأنّ جميع الإجتماعات التي تتم بين القادة تُنشر رسمياً علي وسائل الاعلام أو تتم عبر إجتماعات رسمية تجمع مسؤولي الدول، فهناك طرق متداولة اُخري لكنني اُطمئنكم بأنّ لندن تبذل ما بوسعها لاقناع واشنطن.
يا تري هل تفكر اوروبا بإتفاق نووي دون تواجد أمريكي وهل سيستمر مفعول هذا الإتفاق حينئذ؟
كان هذا سؤال هام ردّ عليه مساعد وزير الخارجية البريطاني قائلاً: إننا جادون في البقاء والإلتزام ببنود الإتفاق النووي ولم يحن الوقت بعد لخروج واشنطن منه لكننا عند مواجهة أية حالة لن نخرج عن الإتفاق وسنواصل تعاوننا مع شركائنا لنتأكد من ديمومة المعاهدة وسوف نعمل جميعاً علي دراسة طبيعة هواجس واشنطن حيال بعض القضايا التي طرحتها بنفسها خلال إجتماعاتنا بها ولا يعني ذلك ضرورة إدخال تعديلات أو القيام بمفاوضات اُخري حول الإتفاق.
ورداً عن سؤال حول عدم إنتفاع ايران من الإتفاق النووي بسبب العقبات المصرفية التي فرضتها الولايات المتحدة ضد المؤسسات الاقتصادية الاوروبية وما ستتخذه بريطانيا من موقف إزاء ذلك، رأي «برت» بأنّ القسم الأكبر من حصاد برجام كان من المقرر أن يصب في المصلحة الايرانية اقتصادياً ويخلّصها من الحظر والعقوبات. ولكن إن تم فرض حظر وعقوبات اُخري ضد ايران خارجة عن ملفها النووي سيختلف الأمر. إنما علي أية حال نحن حالياً راغبون جداً بأن يتحول الاقتصاد الايراني الي اقتصاد متين وقوي وبأن تري ايران بنفسها تطبيق جميع بنود الإتفاق الدولي علي أرض الواقع.
وسُئل مساعد وزير الخارجية البريطاني عن المزاعم المشتركة الاوروبية والأمريكية الجديدة عن ما يسمونه التواجد الايراني في المنطقة وخاصة في دول كسوريا - مع العلم بأنّ الهدف الايراني من هذا التواجد لم يأت إلّا تسوية للاُمور وايجاد حل سلمي لها- قال برت: إن لإيران الكثير مما تقول وإنّ جغرافيا المنطقة لن تتغير مع الأخذ بعين الإعتبار أننا نعلم بالمكانة الهامة التي تتمتع بها ايران لدي الرئيس السوري بشار الاسد كما نعلم جيدا بأنّ هذا الأخير تقدم بطلب الي ايران وروسيا لحمايته وحقاً حظي بهذا الحماية نهاية المطاف. وهذا ما جعلنا نطالب شركاء بشار الاسد بإنهاء الصراع في سوريا وطمأنة الجميع بوجود حلول سياسية للأزمة لم يتم تنفيذها أو التفكير بها بعد.
وأعلن برت أنّ أحد أسباب زيارته لطهران يتمثل في اللقاء مع مساعد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي وايجاد تواصل مع وزارة الخارجية الايرانية لحسم بعض القضايا لأن لندن تري لإيران أهمية علي صعيد المنطقة تترك تأثيراً وانطباعاً علي المستجدات.
وعن مستوي العلاقات التجارية الحالية بين طهران ولندن قال مساعد وزير الخارجييه البريطاني: إنّ ايران ولندن تتمتعان الآن بعلاقات وبتبادل تجاري وهنالك زملاء في مجالس بريطانيا يديرون هذه العلاقات ويلعب المبعوث التجاري لرئيس وزراء بريطانيا دوراً هاماً في تفعيلها ناهيكم عن زيارتي السابقة لايران ومشاركتي في مؤتمر باريس لكي أطرح فيه قضية الدعم المالي المستمر لايران وايجاد تغييرات في النظام المالي الايراني.
وقال: بصفة عامة هذا التبادل التجاري الذي بلغ 500 مليون يورو سنوياً سيعود بالنفع علي الشعبين والحكومتين فضلاً عن إرتفاع نسبة هذا التبادل التجاري بعد إعادة فتح السفارة منذ سبتمبر 2017 في طهران الي 100 بالمائة.
وأعرب «ترب» عن اعتقاده بوجود قناعة لدي بريطانيا قوامها خلق علاقة ايجابية مع طهران تخدم المصلحة الاقليمية وقال: إننا نعلم جيداً بأن ايران لديها مشاكل مع بعض الدول وأنّ نظرة ايران الي لعالم تختلف عن نظرة العالم الي ايران ونجهد لنزيد من تقارب الدول وفهمها لطبيعة بعضها البعض وتخفيضاً لحدة التوترات بينها ونقوم بذلك جهاراً لا سرّاً لكنّ المشكلة أنّ كلّ دولة تعتقد نفسها معرَّضة لإنتقادات غيرعادلة.
إنتهي** ع ج** 1718