مشاركة حليف الأسد في الانتخابات تشغل ساسة لبنان

آخر تحديث 2018-05-01 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست

بيروت – يسعى جميل السيد صديق الرئيس السوري بشار الأسد والذي كان يوما واحدا من أقوى الشخصيات بلبنان، للعودة إلى الساحة السياسية بمساعدة من جماعة حزب الله التي تدعمها إيران.

وشغل اللواء جميل السيد منصب مدير الأمن العام خلال فترة الهيمنة السورية التي دامت 15 عاما بلبنان بعد الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

واستقال من منصبه عام 2005 بعد أسابيع من اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وقضى أربع سنوات في السجن بسبب عملية الاغتيال هذه قبل إطلاق سراحه دون أن توجه إليه أي تهمة.

ويخوض يوم الأحد اللواء المتقاعد البالغ من العمر 68 عاما أول انتخابات برلمانية تجرى في لبنان منذ عام 2009.

ومن المتوقع أن يبقى رئيس الوزراء سعد الحريري في السلطة، وإن كان من المرجح أن ينتزع خصوم بعض المقاعد ومنهم مرشحون متحالفون مع حزب الله.

لكن الحريري، الذي يدعمه الغرب ويرأس حكومة تشمل حزب الله وكل أحزاب لبنان الرئيسية الأخرى تقريبا، لمح إلى قلقه حين أشار إلى السيد بأنه "مرشح بشار الأسد" لكن دون أن يسميه.

وأصبحت دائرة بعلبك-الهرمل بشرق لبنان والتي يخوض فيها السيد معركته الانتخابية كمرشح مستقل واحدة من أهم ساحات معركة الانتخابات.

وقال السيد، وهو شيعي، إن خصوم حزب الله اختاروا المنطقة "نقطة مواجهة لإثبات وجودهم".

وأضاف "أنا مستقل ولكني غير محايد. لدي قناعات سياسية صارمة تتعلق بتأييد المقاومة ومناهضة الحرب ضد سوريا ودولتها ونظامها ورئيسها".

وتابع قائلا "التوازن في لبنان قائم على كتل وعلى حجم تمثيل وليس على شخص. أنا نكهة. أنا أضيف نكهة سياسية على هذا الوزن. الوزن موجود. بوجودي ومن دوني سيكون للمقاومة وحلفائها ما يوازن النصف في هذا البلد من دون جميل السيد".

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد قال إنه مستعد للذهاب شخصيا إلى بعلبك-الهرمل إذا لزم الأمر لدعم لائحة الحزب هناك.

ويخوض تيار المستقبل بزعامة الحريري وحزب القوات اللبنانية المسيحي بزعامة سمير جعجع الانتخابات ضمن لائحة مشتركة لمنافسة حزب الله في المنطقة.

ويقول منتقدو السيد إن عودته المحتملة للساحة السياسية وعودة خصوم من المعسكر المناهض لسوريا إبان الحرب، مثل جعجع، قد تؤجج انقسامات قديمة. ومن بين أبرز المعارضين لسوريا في ذلك الوقت السياسي المسيحي ميشال عون الذي أصبح الآن رئيسا للبلاد.

لكن السيد قال إنه غير منزعج من أن زعماء من أيام الحرب الأهلية يديرون معظم شؤون لبنان.

وقال "أنا قادر على مواجهة أي من كان. وأنا أعرف أسرارهم وأعرف خباياهم وأعرف تاريخهم لأني كنت أعمل كما يجب في الدولة بالأمن والسياسة".

ولا يتوقع المحللون أن تؤدي الانتخابات إلى تغييرات كبيرة في ميزان القوى في البلاد.

وقال السيد إن معركة بعلبك-الهرمل الانتخابية "هي رسم خط تماس لما بعد الانتخابات في لبنان مع قناعتي أن هذا الخط السياسي لن يتعدل كثيرا طالما أن التناقضات معروفة، وحتى المنتصر نسبيا لن يكون بمقدوره تغيير المعادلة اللبنانية".

وأضاف "المسألة ليست مرتبطة بعدد نواب إضافي أو أقل، فهي مرتبطة في مجتمع مكون من بيئات ومن مجموعات لا يستطيع أحدها أن ينتصر أو يلغي الآخر. إذن هذا الاصطفاف سيبقى قائما إلى ما بعد الانتخابات فالظروف الدولية هي التي تجعله حاميا.. والظروف الإقليمية والدولية هي التي تحوله إلى تماس بارد".

انتقاد واشنطن

انتقد السيد الدعم المالي الأمريكي للجيش اللبناني قائلا إن الهدف منه خلق صدام مع جماعة حزب الله التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية.

لكنه قال إن الجيش اللبناني وحزب الله ما زالا يعملان بطريقة تكاملية، مضيفا أن "المقاومة حاجة ضرورية في ظل عدم توفير القدرات اللازمة للجيش من الغرب وأمريكا. فهم يفكرون بتوفير قدرات تصادمية مع المقاومة وليس قدرات ردعية لإسرائيل. وهنا نحن نختلف استراتيجيا".

ومضى قائلا "مصلحة لبنان في بقاء المقاومة... حتى يتواجد توازن ردعي بيننا وبين إسرائيل وحتى تعود الحقوق".

وتساءل السيد "طالما ما في سلام وطالما شريعة الغاب ماشية وطالما منطق القوة هو الذي يسود الكون.. لماذا يجب أن أجرد نفسي من عنصر القوة المتوفر لي كي استسلم وتفرض عليه الحلول والصيغ التي تفرض في المنطقة؟"

واعاد ترشح السيد لخوض الانتخابات النيابية ذكريات مرحلة مضطربة في تاريخ لبنان وضعت حدا للهيمنة السورية وأطلقت شرارة صراع مرير اتسم بالعنف في بعض الأحيان بين حلفاء دمشق ومعارضيها.

وإذا نجح السيد في دخول البرلمان فقد يصبح مرشحا محتملا لرئاسة مجلس النواب يوما ما خلفا لنبيه بري.

وحسب قانون الانتخاب، فإن دائرة بعلبك-الهرمل لها عشرة مقاعد موزعة بين الطوائف الدينية تماشيا مع نظام تقاسم السلطة الطائفي القائم في لبنان. تذهب ستة مقاعد إلى الشيعة واثنان إلى السنة واثنان إلى المسيحيين.

وفي ذروة نفوذه، كان السيد يبث الخوف في قلوب معارضي النفوذ السوري في لبنان. وكان السيد أحد أعمدة ما يصفه المنتقدون بنظام أمني تسيطر عليه سوريا في لبنان أسكت أصوات معارضي الهيمنة السورية.

وساهم السيد في رسم سياسات تلك الفترة جنبا إلى جنب مع كبار المسؤولين السوريين والزعماء اللبنانيين، وكثير منهم كانوا من زعماء الميليشيات خلال فترة الحرب الأهلية.

وخلال الفترة التي شهدت اغتيال الحريري، كان السيد مديرا عاما للأمن العام. وكان الأقوى بين أربعة قادة عسكريين لبنانيين تم اعتقالهم في عام 2005 بناء على طلب المدعي الألماني ديتليف ميليس الذي قاد المراحل الأولى من التحقيق في واقعة الاغتيال واتهم شخصيات سورية ولبنانية بالضلوع فيها.

وقد أمرت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة بالإفراج عنهم في عام 2009 لعدم كفاية الأدلة، واتهمت خمسة أعضاء من حزب الله باغتيال الحريري. وتنفي الجماعة الشيعية أي دور لها في الاغتيال.