جربة (تونس) – اختتم آلاف اليهود الخميس احتفالاتهم السنوية بمعبد الغريبة بجزيرة جربة التونسية دون تسجيل حوادث.
وشارك المئات في اليوم الثاني والختامي للزيارة السنوية لمعبد الغريبة اليهودي في جزيرة جربة بجنوب شرق تونس وسط حماية أمنية مشددة.
وخلال يومي الاربعاء والخميس، أقام الزوار الصلوات وغنوا واشعلوا الشموع ووضعوا البيض الذي كتبوا عليه امانيهم داخل قبو في أقدم معبد في افريقيا بالجزيرة.
وكشف مسؤول أمني أن حوالي 3 آلاف شخص شاركوا في اليوم الأول من هذه المناسبة الدينية السنوية اليهودية.
وبالتصفيق والرقص اختتمت مراسم الزيارة واخرجت "المنارة" وهي مصباح كبير مصنوع من الفضة ومثبت فوق عربة ذات عجلات إلى الباب الخارجي للكنيس تحت رقابة أمنية مشددة.
ولدواع أمنية لم تعد "الخرجة" تجوب كما في السابق كل المعابد الأخرى في الجزيرة والأحياء التي يسكنها اليهود بل اقتصرت على محيط كنيس الغريبة.
وشارك هذه السنة نحو 400 اسرائيلي في الحج السنوي، وفقا لمساعد منسق مراسم الحج، رينيه طرابلسي.
وينظم اليهود التونسيون مراسم الحج للغريبة سنويا ويبلغ عددهم حاليا أكثر من 1200 شخص وأغلبهم يسكن جزيرة جربة وتونس العاصمة وكان عددهم يناهز مئة ألف قبل استقلال تونس سنة 1956.
واثرت الهجمات الإرهابية التي هزت تونس بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011 على الاقبال على هذه الزيارة في السنوات القليلة الماضية.
وتمت مهاجمة كنيس الغريبة في مناسبتين، الأولى كانت في 1985 حين قتل شرطي العديد من الأشخاص أما الثانية فكانت في ابريل/نيسان 2002 حيث قتل 21 شخصا أغلبهم من الجنسية الألمانية في هجوم تبناه لاحقا تنظيم القاعدة.
وكان يشارك سنويا قرابة 8 الاف في حج الغريبة إلى حدود 2002.
ولا تزال حالة الطوارئ سارية في تونس منذ أن أعلنت في 2015 بعد سلسلة من الاعتداءات الإرهابية استهدفت سياحا وأمنيين، غير أن الوضع الأمني تحسن خلال السنتين الاخيرتين.
وشارك آلاف اليهود من دول العالم هذا العام في الاحتفالات السنوية بالغريبة فيما قدرت مصادر أن عددهم فاق الـ5 آلاف زائر وهو رقم قياسي مقارنة بالعام الماضي والأعوام التي سبقته.
والحج إلى الغريبة بجزيرة جربة من شأنه انعاش قطاع السياحة وتنشيط القطاعات الاقتصادية في الجزيرة.