من هي "شاومي" صاحبة أكبر طرح عام محتمل بـ4 سنوات؟

آخر تحديث 2018-05-04 00:00:00 - المصدر: موقع مباشر

من - نهى النحاس:

مباشر: أحدث إعلان شركة الهواتف الصينية "شاومي" عن تقدمها بأوراق قيدها في بورصة هونج كونج صيتاً هائلاً بين المستثمرين، نتيجة توقعات أن يكون طرحها هو الأكبر منذ 4 أعوام.

وتشير تقديرات المحللين إلى أن قيمة الطرح لن تقل عن 10 مليارات دولار على الأقل، مما يدفع قيمة الشركة إلى 100 مليار دولار.

وبعيداً عن الطرح المرتقب وحصيلته، نرصد أبرز الحقائق حول الشركة الصينية المرتقب وصولها إلى سوق الأسهم وأين توجد في السوق التنافسية العالمية.

ما هو نشاط شركة "شاومي"

في 2010 بدأ "شاومي" نشاطها في مجال بيع الهواتف الذكية، معتمدة على تميزها في أجهزة ذات جودة عالية، وبمواصفات مرتفعة، وفي الوقت نفسه فإن أسعارها منخفضة بأكثر من المنافسين، ومكنها نموها من أن تصبح رابع أكبر شركة هواتف ذكية على مستوى العالم.

وأهل النمو السريع "شاومي" لكي تصبح أكبر شركة تصنيع هواتف ذكية في الصين، وعلى الرغم من مواجهتها لمنافسة من جانب المصنعين بأسعار أقل في 2016، إلا أنها في النهاية تمكنت من تحقيق انتشار واسع في مناطق جديدة.

وتعمل أجهزة الهواتف الذكية الخاصة بـ"شاومي" بنظام التشغيل الخاص بـ"جوجل" والمعروف بـ"أندرويد"، كما أنها تعمل على التوصل إلى نظام تشغيل خاص بها بما فيه الفيديوهات والموسيقى، لذلك فإنه يُطلق على "شاومي" "آبل الصين".

وامتد نشاط "شاومي" من الهواتف نحو التلفزيونات الذكية، وأجهزة الراوتر الخاصة بالإنترنت، فضلاً عن أجهزت تنقية هواء ومياه، وتأتي كل تلك الأنشطة كجزء من استراتيجية تهدف لجعل الهواتف الذكية هو مركز النظام البيئي للأجهزة المتصلة.

أدائها المالي

في مستندات القيد الخاصة "بشاومي" ذكرت الشركة أدائها المالي على مدار السنوات الماضية، وتعتمد على مبيعاتها من الأجهزة والخدمات في جني الإيرادات.

وفي 2017 بلغت إيرادات الشركة الصينية 114.6 مليار يوان (18 مليار دولار) بزيادة بنحو 67% على أساس سنوي.

وعلى الرغم من ذلك تكبدت الشركة خسائر في العام الماضي بقيمة 43.9 مليار يوان (6.9 مليار دولار)، بعد أن حققت مكاسب في 2016 عند 491.6 مليون يوان، إلا أن أرباح الشركة التشغيلية تقفز على مدار السنوات.

وأرجعت "شاومي" خسائرها في العام الماضي إلى إصدار أسهم ممتازة للمستثمرين.

وعلى الرغم من مساعي الشركة لتنويع استثماراتها إلى أن الهواتف الذكية لاتزال تستحوذ على الحصة الأكبر من نشاط أعمالها، وبلغت تلك الحصة في 2017 نحو 70%، منخفضة عن نسبة 80% المُسجلة في 2015.

وفي الوقت نفسه فإن حصة منتجاتها الأخرى مثل خدمات "إنترنت الأشياء" وهي أجهزة الكمبيوتر والاستشعار ارتفعت من 13% إلى 20.5%، إلا أن خدمات الإنترنت تساهم بأقل من 10% من الإيرادات.

وتعتمد "شاومي" على الصين كسوق رئيسي للحصول على الإيرادات بحصة تبلغ 72%، وباقي الأسواق بنسبة 28%، وبدأت في السنوات الماضية الوصول إلى أسواق جديدة بما فيها الهند، وكذلك الأسواق الغربية، كما صرح رئيس الشركة أنهم يخططون الوصول إلى السوق الأمريكي.

أين "شاومي" من السوق العالمي

تستحوذ "شاومي" على المركز الرابع من حيث حصتها في سوق الهواتف الذكية، حيث باعت 91.4 مليون جهاز في العام الماضي.

أما على مستوى الربع الأول من العام الجاري فبلغت شحنات الشركة من الهواتف الذكية 28 مليون جهاز في المركز الرابع أيضاً حيث تمتلك نحو 8.4% من الحصة السوقية العالمية، مقابل 4.3% في الربع المقارن من 2017.

وتسعى "شاومي" تحقيق ميزة تنافسية على أقرانها من حيث السعر، حيث يبلغ متوسط سعر هاتفها 138.4 دولار في العام الماضي، وهو أقل بشكل كبير من هاتف "آبل" الذي بلغ متوسط سعره 688 دولار في الفترة نفسها، فيما بلغ متوسط سعر هاتف "سامسونج" 230 دولار.

كما أن سعر أغلى هاتف لديها والمعروف بـ"مي ميكس 2إس" أقل أيضاً من نظيره في الشركات المنافسة عند 518 دولار، مقابل هاتف "آيفون إكس" عند 999 دولار، وسامسونج جلاكسي إس 9" عند 840 دولار.

وتعاني الشركة من انخفاض الهوامش التشغيلية حيث بلغت 10.7% في 2017، حينما سجلت "آبل" هوامش عند 38.3% في الربع الأول من 2018، و"سامسونج" عند 47.3% خلال الفترة ذاتها.

أزمة الشركة في 2016

مرت "شاومي" بأزمة مالية في 2016، دفعت بمركزها كأكبر صانع للهواتف الذكية داخل الصين نحو المركز الخامس، وعانت في هذا العام من تراجع مبيعات الهواتف من 70 مليون في 2015 إلى 40 مليون.

وأُلقي مؤسس الشركة "لي جون" والُملقب بـ"ستيف جوبز الصين"، اللوم على تراجع سلسة التوريد والمرتبطة بالنمو السريع للشركة، الأمر الذي أجبرها على التراجع في العديد من الأسواق الخارجية مثل البرازبل وأندونسيا.

كما كان هناك مشاكل تنظيمية، مما دفع إلى إعادة هيكلة أجهزة الهاتف الذكي، وفرق إدارة الجودة.

أما السبب الأكبر في هذا التردي في الأداء وقتها كان الاعتماد فقط على البيع إلكترونيا، مما حرمها من الوصول إلى الملايين من الأشخاص أقل وصولاً إلى الإنترنت وكذلك المدن الريفية.

واستفاد منافسي "شاومي" مثل "أوبو" عبر تعزيز مبيعاتهم مع تجار التجزئة في تلك المناطق، قبل أن تنجح الأولى في استعادة مكانتها وحل أزماتها.