إيلي ماروني هو مرشح حزب الكتائب عن دائرة زحلة حيث تجري حاليا فيها منافسة شديدة بين 32 مرشحا في اطار خمس لوائح للحصول علي سبعة مقاعد من اجمالي المقاعد ال128 في البرلمان.
وقد لعب حزب الكتائب دور المعارضة في الاعوام الاخيرة وهي تعارض الحكومة وذلك بالرغم من ان البعض يعتقدون بان هذا الامر قد ساهم في تضعيف مكانة الحزب امام منافسيه خاصة حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
ولقد اجرينا مقابلة مع المرشح إيلي ماروني حول جملة من القضايا بما فيها التحالفات الانتخابية ومكانة حزب الكتائب والتحديات التي يواجهها لبنان وفرصه.
*ارنا: ما هي الرسالة التي يبعث بها لبنان من خلال اجرائه هذا الاستحقاق الوطني في محيط غير مستقر؟
**ماروني: قبل الاجابة علي هذا السؤال اسمحوا لي ان اشير الي رغبتي الشديدة بزيارة ايران يوما ما، فلدي أصدقاء ايرانيين متخصصين بالسجاد هنا في زحلة وبيننا صداقة عميقة . إيران بلد جميل ويجب أن نعمل علي تحسين العلاقة وازالة الحواجز بين ايران والمسيحيين تحديدا .
شكرا ونحن بدورنا ندعوك لزيارة ايران في اي وقت تختاره . بالعودة الي السؤال حول رسالة لبنان من خلال اجرائه للاستحقاق الانتخابي؟
يأتي هذا الاستحقاق بعد ثلاث مراحل من التمديد الذي أطاح باللعبة الديموقراطية في لبنان. اجراء الانتخابات اليوم فرصة ليعبر المواطن عن رأيه بمن يمثله ولتجديد الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان.
في الحقيقة ان هذا الاستحقاق انتظرناه بفارغ الصبر الا ان القانون الجديد شوه للاسف مضمون اللعبة و لكن تبقي هنالك حسنة وحيدة وهي أننا نوجه رسالة بأن لبنان مستقر نسبيا في محيط متفجر ولبنان قادر علي ممارسة دوره الديموقراطي في وقت لم يستطع فيه الربيع العربي تحقيق أي ديموقراطية.
*ارنا: أشرتم إلي القانون الانتخابي الذي أقر حديثا علي الطريقة النسبية، ما هي النقاط الايجابية والسلبية في هذا القانون ؟
**ماروني: النسبية هي مطلب الجميع، فهي تتيح للأفرقاء السياسيين الوصول إلي الندوة البرلمانية، سابقا كنا نخوض الانتخابات علي أساس النظام الأكثري والنظام الأكثري كان يوصل من يملك النصف زائد واحد في حين ان التسعة والأربعين في المئة الباقين كانوا ينهزمون ويبقون خارج البرلمان . أما اليوم فالنسبية تعطي لكل فريق حجمه السياسي وحجمه الشعبي لكن هذا القانون وضع دون اقرار للاصلاحات الضرورية واللازمة .اذ كان يجب ان ينص القانون علي الزامية الاقتراع من منطلق أن الاقتراع واجب وطني.
اما السلبيات فهي كثيرة ابرزها ان القانون لم يمنع لعبة المال التي تمارس بشكل فظيع خاصة في زحلة دون رقيب وحسيب ودون تحرك الأجهزة الأمنية والقضائية باتجاه من يشتري ضمائر الناس، فيحول اللعبة الديموقراطية إلي مزاد علني.
أيضا من سيئات هذا القانون أنه لم يتم الالتزام باعتماد البطاقة الممغنطة التي كان يمكن ان تساهم بخفض امكانيات التزوير والتلاعب . أيضا الصوت التفضيلي الذي حول أعضاء اللائحة الواحدة إلي أعداء فبدل أن يكون هناك لائحة مكتملة من المرشحين لتأمين وصول مجموعة نيابية تعمل وفق برنامج محدد تحول كل مرشح الي عدو للمرشح آخر في نفس اللائحة .
كنا نتمني أن يكون هناك قانون عصري يتيح للمواطن أن يعبر عن رأيه ويكون له صدي.
ولكن الم يتم وضع هذا القانون بمواصفاته الحالية تلبية لرغبة المسيحيين الذين اعتبروه يؤمن صحة تمثيلهم ؟
نعم في الاساس كان المسيحيون يرغبون في تغيير القانون ليتيح للمسيحيين في لبنان حسن التمثيل الا ان هذا القانون اطاح بحقهم في هذا المجال . مثلا في زحلة، تيار المستقبل يستطيع التأثير علي حظوظ المرشحين المسيحيين ، والثنائي الشيعي رشحوا مسيحيا في زحلة ، معني ذلك أن النواب المسيحيين لن يصلوا باصوات المسيحيين فقط وستتكرر تجربة فوز نواب مسيحيين بأصوات غير مسيحية.
*ارنا: ما هو تفسيرك للتحالفات الانتخابية المتناقضة بحيث نري حزبين متحالفين في دائرة ومتنافسين في دائرة اخري ؟
**ماروني: القانون العجيب الغريب فتح تحالفات عجيبة غريبة. التحالفات في هذه المرحلة ليست مبنية علي قناعات سياسية بل علي أرقام وحسابات انتخابية وهذه الحسابات تنتهي عند فرز النتائج وهذا سيؤثر سلبا علي العملية السياسية والانمائية في لبنان . ايضا هناك تحالفات مخالفة للواقع السياسي، مثلا التيار الوطني الحر هو حليف لحزب الله وقد تخلي في معظم المناطق عنه ونحن دائما كنا نقول لمسؤولي حزب الله لا تصدقوهم بل صدقونا فنحن الصادقون. اود ان اذكر انه عندما تحالفنا مع تيار المستقبل في العام ٢٠٠٩ هاجمنا التيار الوطني الحر بحجة ان تيار المستقبل يدعم الإرهاب، أما فقد تحالفوا مع تيار المستقبل بكل سهولة وقد نسوا شعاراتهم وكل مواقفهم السياسية وذهبوا باتجاه المصلحة الانتخابية.
*ارنا: هل هذا يؤثر علي المشهد السياسي العام في لبنان؟
**ماروني: طبعا هذا القانون أطاح بجبهتين: جبهة ال١٤ آذار وجبهة ٨ آذار وخلط الأوراق السياسية، ماذا سيبقي حيا هو ٧ أيار الذي يمكن اعتباره يوما جديدا في الحياة السياسية اللبنانية، لأن من كان حليف الأمس هو خصم اليوم ومن كان خصم الأمس أصبح حليف اليوم. نحن بدورنا نطمح ونتطلع إلي إنشاء جبهتين: جبهة ستكون هي السلطة وجبهة ستكون هي المعارضة؛و نأمل ان تكون هذه المعارضة شاملة لكل الطوائف اللبنانية وان تضم كل من يؤمن بلبنان وطن حر سيد مستقل فيه إنماء متوازن وفيه رغبة ببناء دولة قانون وعدالة ومؤسسات، دولة يشعر فيها المواطن أنها للجميع .
*ارنا: ما هو تقييمك لدور حزب الكتائب اليوم في لبنان خاصة ان الوقائع قد يستنتج منها ان دوره اصبح هامشيا وضعيفا ؟
**ماروني: لا يمكن تقييم واقع حزب الكتائب دون العودة إلي الوراء قليلا، نحن تعرضنا لقهر سلطوي مورس علينا من المخابرات السورية واللبنانية ما ادي الي ضعف دور حزب الكتائب.ثم جاء اغتيال الوزير بيار الجميل ما ترك اثر سلبي علي الحزب .في مرحلة لاحقة كنا معارضين لانتخاب الرئيس عون الي رئاسة الجمهورية . اليوم نحن لسنا ضعفاء بل زعماء المعارضة في لبنان لأننا الفريق السياسي الوحيد الذي يعارض .
*ارنا: أنت أشرت إلي موقف الحزب تجاه وصول الرئيس عون إلي الحكم، لكن حركة أمل عارضت وصول الرئيس عون لكنها شاركت في الحكومة اللبنانية، لماذا تمارسون هذا النوع من المعارضة؟
**ماروني: نحن لا نعارض للذة المعارضة، نحن نخوض معارضة بناءة. عارضنا مشروع مطامر النفايات، هوجمنا، اليوم النفايات تملأ الشوارع والبحر هل كنا علي خطأ في هذه المعارضة؟ عارضنا صفقة البواخر في توليد الطاقة الكهربائية وأثبتنا بما لا يقبل الشك أن هناك عمولات بمئات الملايين من الدولارات، اليوم الجميع يتكلم عن هذه الصفقات.
رئيس الحكومة السابق تمام سلام كان يقول نحن حكومة «مرقلي لمرقلك»، الفساد. فاستقلنا عندما لم يعد لرأينا أي تأثير . نحن نعارض اداء وليس أشخاص، نعارض نهج. ونأمل بعد الانتخابات أن يكون هنالك وعي لضرورة إنقاذ لبنان اجتماعياً صحياً ثقافياً بيئياً أمنياً.
*ارنا: هل ستشاركون في الحكومة التالية التي ستنبثق عن الانتخابات الحالية؟
**ماروني: اذا كان هنالك طرح لحكومة وفاقية متوازنة بين الأفرقاء جميعا طبعا نشارك فنحن لا نقاطع من اجل المقاطعة .والا فسنكون في موقع المعارضة وسنعمل لخلق كتلة نيابية من الكتائبيين والأحزاب الحليفة والأصدقاء لكي نخوض مع بعضنا البعض تجربة المعارضة من أجل بناء الدولة
*ارنا: هل تتوقعون تراجع في الكتلة النيابية لحزب الكتائب أو ستزيد المقاعد ؟
**ماروني: حقيقة لا يوجد أي فريق في الساحة اللبنانية يستطيع أن يحسم عدد المقاعد النيابية التي سيحصل عليها وفق هذا القانون ، في كل الاحوال نتمني أن تكون الكتلة كبيرة ونعمل لكي تكون الكتلة كبيرة، لدينا عدد كبير من المرشحين علي امتداد الساحة الجغرافية اللبنانية، وهذا يعود للمواطن اللبناني أذا أراد التغيير نحن التغيير وإذا أراد التطوير نحن التطوير وإذا أراد القضاء علي الفساد فنحن من يعمل علي القضاء علي الفساد وإذا أراد السيادة فنحن أربابها، نحن نترك الرأي للشعب اللبناني ليقرر ماذا يريد وماذا يفعل ونحن نخضع للديموقراطية إذا فزنا سنتابع عملنا البرلماني وإذا لم نفز سنخوض من خلال مواقعنا السياسية والحزبية استمرارية عمليات الدفاع من أجل البناء.
*ارنا: كل الأحزاب السياسية تتحدث عن ضرورة مكافحة الفساد، لكن كيف؟ كيف يكافح اللبنانيون هذا الفساد؟ هل يمكن مكافحة الفساد مع هؤلاء الأشخاص؟ عل الطائفية مانع كبير أمام مكافحة الفساد؟
**ماروني: من المعروف أن لبنان من أكثر الدول فسادا في العالم وهذا التصنيف صادر عن المنظمات الدولية هذا أمر معيب ومخيف ويؤدي إلي انهيار الدولة وافلاس مؤسساتها، لسنا وحدنا من يريد القضاء علي الفساد، أثناء وجودنا في حكومة تمام سلام كان هناك تنسيق مع وزراء من حزب الله وهم أيضا يحاربون الفساد، أنا كنت المحاور باسم حزب الكتائب مع حزب الله وقد عقدنا أكثر من ٤٠ اجتماعا للوصول إلي قواسم مشتركة في عملية بناء الدولة وهنالك نقاط التقينا حولها وهنالك نقاط اختلفنا حولها ومازال التواصل مستمرا من أجل لبنان لأنه لا يجوز قطع الحوار مع أي طرف لبناني، نستطيع القضاء علي الفساد إذا ما قررت السلطة ذلك من خلال تولي وجوه أكاديمية نظيفة للمواقع الحكومية ومن خلال تفعيل أجهزة الرقابة .
*ارنا: كيف تصفون علاقة حزب الكتائب مع حركة أمل وحزب الله وتيار المردة وتيار المستقبل وحزب التقدم الإشتراكي؟
**ماروني: مع حزب الله نلتقي بأمور عديدة حول بناء الدولة ومكافحة الفساد لكن نختلف بموضوع مشاركته بالحرب في سوريا لأننا نحن نطرح موضوع الحياد عن كل القضايا باستثناء حياده عن الصراع العربي الاسرائيلي ونلتقي مع حزب الله في أمور عديدة مثل بناء الدولة ومحاربة الفساد الي آخره.
مع حركة أمل نفس الشيء والعلاقة جيدة مع الرئيس نبيه بري، أما مع المردة فهناك علاقة صداقة مع الوزير سليمان فرنجية، أما الحزب التقدمي الاشتراكي فأول وثيقة مصالحة في الجبل وقعها الرئيس أمين الجميل لدي عودته من المنفي مع الوزير وليد جنبلاط، وحتي الساعة مازال هناك نائب كتائبي في كتلة الجبل وكنا نأمل أن يستمر هذا التحالف من أجل استمرار التفاعل وتنشيط المصالحة في الجبل وعودة المهجرين لكن نأمل أن الأيام المقبلة ستعيد بناء هذه العلاقة . اما الخلاف السياسي مع تيار المستقبل فسببه الانتخابات الرئاسية وهنالك أمور كثيرة تجمعنا مع المستقبل وأمور كثيرة تجمعنا مع القوات لكن تختلف معهما علي التسوية السياسية، في كل الأحوال لست أدري من منهما نادم أكثر علي هذه التسوية .
*ارنا: بالنسبة لسلاح حزب الله ، نحن نشاهد اختراقات جوية وبحرية اسرائيلية، هل الجيش اللبناني قادر بمفرده علي محاربة اسرائيل، الا الجيش اللبناني إلي التسليح وهذا ما يمنعه الاميركيون ؟
**ماروني: ان أي دولة تفرض وجود جيش واحد. اليوم في لبنان انتهت الحرب و المفروض ان تكون السلطة للدولة فقط، إذا اتحدنا جميعا حول الجيش اللبناني وساهمنا جميعا بتسليحه وتقويته يستطيع أن يقوم بكل الأدوار، وإلا لماذا الجيش.
وفيما خص نزع سلاح حزب الله، نحن مع طاولة حوار تطرح القضية في بعبدا أو في عين التينة أو في مجلس النواب، يجب وضع استراتيجية دفاعية للبنان وقد تأخذ بعين الاعتبار أن يكون سلاح حزب الله من ضمن لواء معين في الجيش اللبناني ، هناك أفكار عديدة حول الاستراتيجية الدفاعية لكن ننطلق من مبدأ أن الدولة الواحدة تفترض جيش واحد .
*ارنا: هل ترون ان التسوية الرئاسية التي اتت بالرئيس عون رئيس مقابل تولي الحريري رئاسة الحكومة ، ستستمر بعد الانتخابات؟
**ماروني: عادة عند انتخاب أي رئيس ننتظر فترة من الزمن لتقييم ما يقوم به نحن كمواطنين سنسأل ما الذي تغير منذ حوالي السنتين حتي اليوم؟ لا شيء، الكهرباء لا زالت مقطوعة والمياه لا زالت ملوثة وزحمة السير إلي ازدياد، لم تتم أية عملية لتقوية القوي الأمنية اللبنانية. اما بالنسبة للوضع الاقتصادي فان رئيس الجمهورية نفسه قال بأن لبنان مقبل علي الافلاس . كل هذه الأمور لم تشجعنا علي هذه الخيارات السياسية.
*ارنا: حضرتكم كنتم وزير السياحة، وتكلمتم في بداية الحوار حول العلاقة بين ايران ولبنان هل سسشاهد بعد الاستحقاق النيابي تطور في العلاقات الايرانية اللبنانية ؟
**ماروني: هذا ما نأمله ونريده وانا علي استعداد لزيارة ايران في إطار أي دعوة رسمية لنتعرف علي الواقع الايراني وعلي الدور الإيراني. اما عن العلاقات اللبنانية الإيرانية فنحن نريدها جيدة ونحن نتبادل في كل المناسبات رسائل المعايدة والتهنئة مع سعادة سفير الجمهورية الإيرانية في لبنان . نحن نعتبر ان إيران دولة صديقة وليست عدوة كما يحاول البعض تصويرها، علي العكس نأمل بتطوير العلاقة في كافة المجالات وخاصة السياحية فهناك عدد الكبير من السياح الايرانيين الذين يزورون لبنان، وعندما كنت وزير سياحة ساهمت باستقبالهم وقد كانوا يزورون مقام سيدة حريصا أكثر من كل المناطق الأخري فهم يؤمنون بالسيدة العذراء ويزورون هذا المقام، وأنا استقبلت عدة مرات طائرات قادمة من ايران تحمل سياح إلي لبنان.
انتهي**390**388**2054**2018 ** 1837