إسطنبول - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد، إن بلاده ستنفذ في المرحلة المقبلة عمليات عسكرية جديدة على غرار عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون لتطهير حدودها من "المنظمات الإرهابية".
وجاء ذلك خلال إعلان الرئيس التركي بيان حزب العدالة والتنمية الانتخابي للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في 24 يونيو/حزيران في كلمته الأحد أمام المؤتمر العام لفرع الحزب في إسطنبول.
وأضاف أردوغان أن العمليات "مستمرة حتى القضاء على آخر إرهابي في عين العرب والحسكة (في سوريا) وسنجار وقنديل (في العراق)".
وشدد على أنّ حماية سيادة تركيا وأمنها القومي ومصالحها ستبقى على رأس أولوياته في المرحة القادمة.
وأكد أنه سيواصل مكافحة ما وصفها بالتنظيمات الإرهابية داخل البلاد وخارجها في حال انتخابه رئيسا لتركيا في الانتخابات التي ستشهدها البلاد في 24 يونيو/حزيران.
وقال "ما دمت على قيد الحياة لن أتوانى لحظة عن تضييق الخناق على الإرهابيين".
وبيّن أن القضاء على الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية ورميها في مزابل التاريخ، يشكل أحد أعمدة ازدهار البلاد، مضيفا "جنودنا البواسل مستعدون لتولي مهماتهم الجديدة".
وفي 24 مارس/آذار، تمكنت القوات التركية وفصائل تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر من السيطرة على منطقة عفرين (شمالي سوريا) بالكامل في إطار عملية غصن الزيتون العسكرية في معركة استمرت 64 يوما وخلفت مئات القتلى في صفوف المدنيين والمسلحين الأكراد.
كما تمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية درع الفرات، من تطهير مناطق واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي بينها الباب وجرابلس من تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في الفترة بين أغسطس/آب 2016 ومارس/آذار 2017، ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.
وتشكل تصريحات اردوغان دعاية انتخابية بامتياز في ظل تشكيل أحزاب معارضة تحالفا حزبيا لمواجهة العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم.
لكن تصريحات الرئيس التركي تشير أيضا إلى أن أنقرة عازمة بالفعل على توسيع عملياتها العسكرية في سوريا في ظل توتر مع الولايات المتحدة التي تنشر قوات في مدينة منبج.
حظر اعلامي على المعارضة
وانتقد محرم إنجه مرشح أكبر حزب معارض في تركيا لانتخابات الرئاسة، عدم اهتمام وسائل الإعلام بتغطية أنشطة أحزاب المعارضة ومرشحيها قبل الانتخابات.
وقال إن "الحظر الإعلامي" جرى فرضه على أحزاب المعارضة بناء على طلب من إردوغان.
وأضاف على تويتر الأحد "القنوات التلفزيونية التي تبث على الهواء اجتماعات حزب العدالة والتنمية، حتى إذا كانت في الأقاليم، لم توفر تغطية إعلامية على الهواء لحشدنا الانتخابي في يالوفا".
وقال "إذا استمر الحظر الإعلامي بأوامر القصر سنعقد تجمعاتنا الانتخابية أمام مقرات محطات التلفزيون" في إشارة إلى قصر مؤلف من 1000 غرفة بناه اردوغان في أنقرة.
ولم يرد الرئيس التركي أو حزب العدالة والتنمية حتى الآن بصورة مباشرة على اتهامات المعارضة بفرض قيود على تغطية أنشطة أحزاب المعارضة.
وتهيمن أنشطة الرئيس ووزرائه على وسائل الإعلام التركية. ويتحدث عادة اردوغان مرتين أو ثلاث مرات يوميا كما تنقل معظم المحطات الرئيسية خطبه على الهواء مباشرة بينما تحظى أنشطة أحزاب المعارضة بتغطية أقل كثيرا أو لا تعيرها وسائل الإعلام أي اهتمام.
ونادرا ما تبث وسائل الإعلام اجتماعات انتخابية لحزب الشعب الجمهوري أو حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد أو حزب الخير الذي تتزعمه وزيرة الداخلية السابقة ميرال أكشنار.
ويوم الجمعة أعلن حزب الشعوب الديمقراطي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ترشيحه لزعيمه المشارك السابق والمسجون حاليا صلاح الدين دمرداش للمنافسة على منصب الرئيس بعدما تجاهلت وسائل الإعلام هذا الإعلان.
وفي 18 أبريل/نيسان دعا اردوغان لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في شهر يونيو/حزيران أي قبل نحو عام ونصف العام من الموعد المحدد لها بهدف الانتقال إلى نظام رئاسي تنفيذي أقوى جرت الموافقة عليه بأغلبية ضئيلة في استفتاء العام الماضي.
وجرى فرض حالة الطوارئ بعد فترة وجيزة من محاولة انقلاب فاشل عام 2016. وتسمح هذه الحالة للرئيس بتجاوز البرلمان في سن قوانين جديدة وتمنح السلطات صلاحية تعليق الحريات والحقوق.
وقالت منظمة العفو الدولية إن السلطات سجنت أكثر من 120 صحفيا وأغلقت أكثر من 180 وسيلة إعلام في ظل حالة الطوارئ.
كما حلت تركيا في المرتبة 157 من إجمالي 180 دولة على مؤشر منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة في العالم.
وفي أول مقابلة له مع وسيلة إعلام دولية منذ ترشيح حزب الشعوب الديمقراطي له، قال دمرداش المسجون منذ عام ونصف العام تقريبا، إن إجراء انتخابات نزيهة الشهر المقبل أمر مستحيل في ظل وجود حالة الطوارئ في البلاد.
ودعا إنجه السبت إلى الإفراج عن دمرداش قائلا لاردوغان "فلنتنافس مثل الرجال".