لبنان يحتفظ بموازين القوى الداخلية..مكاسب برلمانية لـ «حزب الله» وتراجع الحريري

آخر تحديث 2018-05-07 00:00:00 - المصدر: قناة الغد

كشفت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية اللبنانية، التي جرت أمس الأحد، عن بقاء توازنات المشهد السياسي بين القوى الداخلية، دون تغيير يذكر، باستثناء فشل التوقعات الداخلية والخارجية، بشأن نصيب «حزب الله وتيار المستقبل» وبقية القوى السياسية والطائفية، في مقاعد البرلمان الجديد، بعد أن حقق حزب الله وحلفائه السياسيين، مكاسب برلمانية و«دفعة سياسية» في أول انتخابات برلمانية تجرى في لبنان منذ تسع سنوات تقريبا.

مؤشرات النتائج الأولية، تؤكد فوز حزب الله والأحزاب والشخصيات المؤيدة له بأغلبية بسيطة، (النصف زائد واحد) في البرلمان اللبناني، وكشفت النتائج عن الفوز بما لا يقل عن 67 مقعدا، من عدد مقاعد البرلمان الـ 128، ومن بين حلفاء حزب الله حركة أمل الشيعية بزعامة نبيه بري، والتيار الوطني الحر، الذي أسسه الرئيس ميشال عون وغيره من الجماعات والشخصيات الذين يعتبرون سلاح حزب الله قوة للبنان.. كما أظهرت النتائج أن «السنة» المدعومين من حزب الله أبلوا بلاء حسنا في مدن بيروت وطرابلس وصيدا وهي معاقل لتيار المستقبل بزعامة الحريري.

 

إسرائيل تحذر  وتهدد !!

ومؤشرات النتائج الأولية، أثارت«قلق وغضب» سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي ترى أن نتيجة الانتخابات أظهرت أن لبنان يساوي حزب الله ، بحسب تصريح  وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، وأنه «لا فرق بين الدولة والجماعة الشيعية المدعومة، وأن إسرائيل يجب ألا تفرق بينهما في أي حرب مستقبلية، وستعتبر لبنان مسؤولا عن أي عمل داخل أراضيه» !! ويرى  محللون إسرائيليون، أن صعود أسهم «حزب الله» في الانتخابات البرلمانية، يرجع إلى صعود دور إيران الإقليمي عبر العراق وسوريا وحتى بيروت.

«الحريري» الأوفر حظا لتشكيل الحكومة الجديدة 

وأشارت النتائج الأولية، شبه النهائية، إلى أن رئيس الوزراء سعد الحريري، رغم التراجع وخسارة مقاعد في مناطق عدة، إلا أنه سيحصل مع حلفائه على  أكبر كتلة في البرلمان، مما يجعله المرشح الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة،  ومن المتوقع أن تكون الحكومة الجديدة، مثل المنتهية ولايتها، تشمل جميع الأحزاب الرئيسية، ومن المتوقع أيضا أن تستغرق محادثات تشكيل الحكومة وقتا.

واوضح المحلل السياسي اللبناني، زهير الماجد، للغد، أن المؤشرات تؤكد على تقدم تيار المردة، وحزب القوات اللبنانية، المناهض لحزب الله، وهو حزب مسيحي والذي حقق فوزا كبيرا حيث تضاعف تمثيله إلى 15 مقعدا، ولم يحقّق حزب رئيس الجمهورية ميشال عون «التيار الوطني الحر»النسبة التي طمح إليها، كما تراجع تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري في بيروت ودوائر أخرى.

 

عودة «جميل السيد» للبرلمان

وأضاف الماجد، إن الملاحظة الأخرى، التي كشفت عنها النتائج الأولية، هي  فوز جميل السيد وهو لواء شيعي متقاعد والمدير السابق للأمن العام، ومدعوم من حزب الله، وهو صديق شخصي للرئيس السوري بشار الأسد، وقد كان واحدا من أقوى الرجال في لبنان في الأعوام الخمسة عشر من الهيمنة السورية التي أعقبت الحرب الأهلية بين عامي 1975 و 1990.

وأجريت الانتخابات البرلمانية اللبنانية،  وفقا لنظام انتخابي جديد معقد أعاد رسم حدود الدوائر الانتخابية، ومثل تحولا من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبي..وكانت نسبة الإقبال 49.2 في المئة مقارنة مع 54 في المئة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت قبل تسعة أعوام.