انعكاسات فوز حزب الله في لبنان على ايران والانتخابات العراقية؟
بقلم : باسم العوادي.
حقق حزب الله وحركة امل وحلفائهم فوزا كبيرا في الانتخابات اللبنانية يوم امس وحصدوا اكثر من نصف مقاعد البرلمان وسيكون لهم الكتلة الاكبر واليد الطولى خلال السنوات الاربع القادمة وهذا تطور ينعكس ايجابيا على الانتخاب العراقية وصيغة تشكل الحكومة القادمة…
باعتبار ان هذا التطور سيشعر الجارة الاسلامية بالارتياح بما يؤمن لها من بقاء المقاومة اللبنانية قوة اساسية في لبنان والمنطقة، وكيفية انعكاس ذلك بصورة ايجابية على موقف لبنان وقوة حزب الله وحلفائه على الازمة السورية ، فسيطرة حزب الله في البرلمان والحكومة اللبنانية تنعكس ايجابيا على قوة الرئيس بشار الاسد وسوريا، بما يؤمن لايران دورا فعالا خلال السنوات الاربع القادمة في كلا البلدين.
وبالرغم من كل الضغوط الحالية على ايران وهدفها الاساس هو التخفيف من قوة ايران في سوريا تحديدا، وبالاساس ابعادها عن الجولان ومنع تشكيل مقاومة جديدة على حدود اسرائيل انطلاقا من الجولان مستقبلا ، الا ان المحور الايراني قد حقق نجاحا في سوريا من خلال الاعتراف الدولي والاقليمي واخره فرنسا اليوم بأن المطالبة بابعاد الرئيس السوري بشار الاسد قد اصبحت من الماضي، بعد ان سمح لفرنسا ان تتواجد عسكريا في الاراضي السورية وهذا لم يكن بعيدا عن القناعة الايرانية، والموقف الفرنسي الذي تزعم الكتلة الاوربية في رفض الغاء الاتفاق النووي مع ايران الذي قادة الرئيس ماكرون تحديدا….
هذا الخطوات قبيل الانتخابات العراقية تشعر ايران بالرضا والارتياح باعتبار انها توفر حدا مقبولا بالتأثير في الساحتين السورية واللبنانية…
لا اعتقد ان تواريخ الانتخابات وتقديم الانتخابات اللبنانية على العراقية كان عملا عفويا بل كان عملا مدروسا حسب الاولويات، وأولوليات لبنان وسورية مقدمة على العراق، ونتائجهما تأثيرا تتقدم على واقع ونتائج الانتخابات العراقية والحكومة اللاحقة.
والاهم ان النتائج في لبنان كانت متوقعة وقد كتبت عنها معاهد الدراسات الامريكية بكثرة وكانت الادارة الامريكية على دراية تامة منذ فترة بهذا الفوز الاستحقاقي ولم تمانع من ذلك ولم تعرقله كثيرا وفقا ايضا لحسابات دقيقة يتعلق قسم منها بالانتخابات العراقية، وملفات اخرى يمكن ان تدور عجلة الحوار فيها لاحقا.
الارتياح الايراني المتولد من نتائج الانتخابات اللبنانية وتصدر الرئيس الاسد للمشهد السوري ستنعكس ايجابيا على الساحة العراقية الانتخابية وطريقة تشكيل الحكومة لان هذا يساعد على ان تخفف ايران من شروطها وقناعاتها فيما يتعلق بطريقة تشكيل الحكومة ومن يقودها ومواصفاتها ولن تذهب بعيدا في فرض اطراف قريبة منها لتصدر الحكومة القادمة كستراتيجية متوقعة فيما اذا حصل تراجع في لبنان او سوريا.
عموم هذا التطور الاخير يقود الى نتيجة بان ايران ستكون على مقربة من تشكيل حكومة عراقية متوازنة لن تبعد سياسيتها القادمة عن سياسة حكومة العبادي وشخصة.
بمعنى ان هذه التطورات الايجابية في الانتخابات اللبنانية و الازمة السورية تصب بصالح منهج العبادي وحظوظه في تشكيل الحكومة القادمة حفاظا على المعقول المتاح بالرغم من سعي ايران لتشيكل كتلة برلمانية قوية هدفها ليس الحصول على رئاسة الوزراء وانما كضابط لايقاع المفاجئات السياسية القادمة لا اكثر