وقبل انطلاق الاستحقاق على حلبة كاتالونيا، نبّه مدير الفريق النمسوي توتو وولف الى ان مرسيدس سيواجه منافسة شرسة للفوز بلقب السباق الذي شهد الكثير من الأحداث الدراماتيكية في الأعوام الأخيرة.
ويجد هاميلتون (33 عاما) حامل اللقب وبطل العالم أربع مرات، نفسه في صدارة الترتيب العام للبطولة للمرة الاولى هذا الموسم بفارق أربع نقاط عن منافسه المباشر الالماني سيباستيان فيتل سائق فيراري.
ويعود ذلك لابتسام الحظ للبريطاني في جائزة أذربيجان، المرحلة الرابعة من البطولة، وفوزه بالسباق بعد سلسلة من الحوادث والأحداث التي عانى منها منافسوه، وتحديدا زميله الفنلندي فالتيري بوتاس الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز قبل تعرضه لثقب في إطار السيارة قبل 3 لفات من النهاية.
وكان الفوز في باكو الأول لهاميلتون هذه السنة، وحافظ به على سلسلة دخوله ضمن جدول النقاط في 29 سباقا على التوالي، وهو رقم قياسي، ومعترفا في الوقت ذاته أن الفوز الذي حققه كان أحد الانتصارات الأكثر حظا في مسيرته بعد سيطرة فيراري على مطلع البطولة هذه السنة.
وقال هاميلتون "بقينا ضمن الاجواء التنافسية بسبب سباقين غريبين (...) ولكن نعرف جيدا أنه لا يمكننا الاعتماد على ذلك في السباقات الـ 17 المتبقية"، مشددا على اننا "نحتاج إلى أفضل أداء والثقة بالسيارة".
وسبق للسائق البريطاني أن فاز على حلبة كاتالونيا مرتين في الأعوام الأربعة الاخيرة، وانطلق من المركز الاول 3 مرات على حلبة حيث غالبا ما يرجح ترتيب المنطلقين كفة الفائز.
ويدرك هاميلتون انه يتوجب عليه أن يبذل قصارى جهده وأن صدارته للترتيب العام بفارق 4 نقاط ليست سوى موقتة، اذ يطارده كظله وصيفه ومنافسه المباشر هذا العام بطل العالم أربع مرات أيضا فيتل، الفائز بالسباقين الافتتاحيين في استراليا والبحرين، والساعي الى تحقيق اسرع توقيت خلال فترة التجارب للمرة الرابعة على التوالي منذ بداية العام، ولكن للمرة الاولى في اسبانيا.
الخطوة الاولى في سباق التطوير
وينظر الى سباق اسبانيا على انه مؤشر على المراحل المقبلة على حلبة "رائدة" ستظهر، مع رفع علم نهاية السباق الأحد، كيفية تطور فرق المقدمة مع ادخال تعديلات على سياراتها بعد السباقات الأربعة الأولى.
وقال وولف "من المثير معرفة مدى تطور أداء الفرق بعد التعديلات التي اعتمدتها، وما سيكون تأثير هذه التعديلات على ترتيب الفرق"، مضيفا "هي الخطوة الأولى في سباق التطوير ويمكن ان تستمر حتى نهاية الموسم".
ويدرك هاميلتون جيدا أن مراهنته على تحقيق لقب عالمي خامس تعتمد على ايجاد فريقه لأجوبة شافية حول المشاكل التي يواجهها لناحية الأداء، والتي جعلته يعاني بعض الشيء في السباقات الأخيرة.
ومع نهاية سباق باكو، حيث تفاجأ من الفوز الذي حققه، قال السائق السابق لفريق ماكلارين، "أملك السرعة وكذلك السيارة ولكننا لا نطلق العنان لها وعلينا التطور في العديد من النواحي".
وشهدت حلبة "مونتميلو" التي تقع في المناطق النائية الصناعية شمال غرب مدينة برشلونة، "ولادة" النجم الهولندي الشاب ماكس فيرشتابن الذي فاز بالسباق خلال بدايته مع فريقه الحالي "ريد بول" بعد حادث اصطدام بين سيارتي مرسيدس في اللفة الافتتاحية.
وأعاد هذا الحادث الى الاذهان ما حصل قبل اسبوعين في شوارع باكو التي شهدت اصطداما بين سائقي ريد بول الاسترالي دانيال ريكيارو (فاز بسباق الصين) وفيرشتابن وخروجهما معا، ويساهما في تقديم المركز الأول على طبق من فضة لهاميلتون، ما دفع ريد بول للطلب من سائقيه الاعتذار، والمزيد من الانضباط والتركيز في السباقات المقبلة.
وقال فيرشتابن "قد تكون عطلة نهاية الاسبوع مهمة وحاسمة، ولحظة حاسمة للموسم (...) أنا مهتم لمعرفة مستوى أداء الجميع، وكلنا أدخلنا تعديلات (على السيارات) ونأمل أن تكون ايجابية".
وخضعت حلبة كاتالونيا لإعادة تعبيد المسار منذ العام الماضي، ومع عامل ارتفاع الحرارة أكثر من المعتاد، ستؤدي الاطارات دورا مهما في حسم النتائج.
وتحمل جائزة اسبانيا هذه السنة الرقم 48 (28 منها على حلبة كاتالونيا). وتحمل فيراري الرقم القياسي بعدد الانتصارات (12 مرة)، وسيرغب فيتل في تمديد فرحة الفوز للفريق الاحمر للتعويض عن الخطأ الذي ارتكبه في شوارع باكو حيث داس متأخرا على المكابح وهو يحاول تجاوز المتصدر بوتاس لتنزلق سيارته خارج المسار ويتراجع للمركز الرابع.
وسيضم خط الانطلاق خمسة سائقين سبق لهم الفوز على هذه الحلبة: فيرشتابن (2016) وهاميلتون (2014 و2017) وفيتل (2011)، اضافة الى البطل المحلي فرناندو ألونسو (2006 و2013) وبطل العالم 2007 الفنلندي كيمي رايكونن (2005 و2008).